( نص وفيديو ) المحاضرة الرمضانية الرابعة عشر للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي 1441هـ

موقع أنصارالله –  اليمن –  14 رمضان 1441ه

أُعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ

بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ

الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.

اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين.

أيُّها الإخوة والأخوات:

السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

وتقبَّل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال.

اللهم اهدنا وتقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.

استكمالاً لما تحدثنا عنه بالأمس في الحديث على ضوء الآيات القرآنية المباركة عن الأظلم من الظالمين، وعن أشد مستوى من الظلم في مراتب ومستويات الظلم، الذي هو من أكبر الجرائم، ومن أفظع الذنوب والعياذ بالله.

كما أشرنا بالأمس قد تختلف وجهة نظر الكثير عما قدَّمه القرآن الكريم في الموضوع، ولكنَّ علينا أن نعود إلى القرآن الكريم؛ لأن هذه العودة عندما تكون عودةً نصحح بها أفكارنا وثقافتنا ومفاهيمنا، ثم ننطلق على ضوئها في واقعنا العملي، هي العودة التي سيتحقق لنا بها الخير والعدل ونصلح بها واقعنا.

في قائمة الأظلم- أظلم الناس، والأعظم ظلماً من الناس- جاء الحديث في القرآن الكريم وبأكثر من أي موضوعٍ آخر عن الذين يفترون على الله الكذب، ثم يضاف إلى هذه القائمة المعرضون عن آيات الله، الصادون عنها، الذين اتجاهاتهم في هذه الحياة متباينة مع هدى الله ومع القرآن الكريم، بعد أن يذكَّروا ثم لا يتذكرون، ولا يتقبلون، ولا يهتدون، ولا يستجيبون، ويصرون على ما هم عليه من باطل، من مخالفةٍ لهدى الله، من مخالفةٍ للقرآن الكريم، التكذيب بآيات الله، الاعتداء الروحي والثقافي عل الناس، وعنوان الافتراء على الله كذباً هو يشمل التزييف في العقائد الدينية، يشمل التزييف في الشرائع، يشمل التزييف في الحلال والحرام، يشمل التزييف للمفاهيم الدينية، كل عمليات الإضلال هي تدخل باسم الدين، هي تدخل تحت هذا العنوان، وهذا ما وقع إلى حدٍ كبير في واقع البشر، وألحق ضرراً كبيراً بالبشرية، وكان لذلك تأثير سيء جدًّا في تحريف الرسالة الإلهية، حتى بعد الأنبياء السابقين، مثل: الرسالة الإلهية إلى موسى، الرسالة الإلهية إلى عيسى، ثم الرسالة السماوية الخاتمة إلى رسول الله محمد -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله-، فنجد أنَّ هذا النوع من الظلم الذي هو الافتراء على الله كذباً، هو من أفظع الظلم من حيث أنه إساءةٌ بالغةٌ إلى الله -سبحانه وتعالى-، بقدر ما كانت هذه الإساءة كبيرة إلى الله في أن ينسب إليه ما ليس منه، ما هو باطلٌ، ما هو زورٌ، ما هو ضلالٌ، ما يؤسس للظلم، ما ينتج عنه الظلم، ما يلحق بالناس بسببه الظلم، فكانت هذه إساءة بالغة إلى الله ربنا العظيم، وإلى رحمته، إلى حكمته، إلى عدله، إلى قدسيته، إلى ملكه، إلى ما تعنيه أسماؤه الحسنى، وتعبر عنه من كماله.

من جانبٍ آخر ألحقت الضرر الكبير بالبشر في واقعهم؛ لأنها أضاعت عليهم إلى حدٍ كبير في كل حالة تزييف لعقيدة، أو لشريعة، أو لحكمٍ من أحكام الله -سبحانه وتعالى-، أو في حلالٍ، أو في حرامٍ، أو في موقف، أو في مسؤولية، هناك إضاعة لحق، كلما حلَّ باطل؛ هناك إضاعة لحق، ذلك الحق الذي أضيع في ذلك الموقف، أو في تلك المسؤولية، أو في ذلك الحلال، أو ذلك الحرام، أو في تلك العقيدة، أو في ذلك المفهوم، ذلك الحق الذي أضيع كان سيتحقق به عدلٌ وخيرٌ للناس في واقع الحياة، لمَّا حلَّ محله باطلٌ باسم أنه من الله، باسم أنه هو إما الحلال أو الحرام، أو أنه مما يمثل العقيدة الحقة، أو أنه ما يمثل المفهوم الديني الصحيح، أو أنه ما يمثل الموقف المطلوب، الموقف المشروع، أو أنه ما يمثل المسؤولية الحقيقية التي فرضها الله -سبحانه وتعالى-، هو ذلك الذي حلَّ محل الحق يترتب عليه ظلم، فهنا مشكلتان يعني: مشكلة عندما يقدَّم شيءٌ يفترى على الله -سبحانه وتعالى- وهو من الكذب، فإنه بذاته بنفسه ما قدم يمثل مشكلة على الناس في واقع حياتهم، وله تأثيرات سيئة على الإنسان في نفسه وفي واقع حياته، إضافةً إلى ذلك أنه يمثل إساءةً إلى الله -سبحانه وتعالى-، إضافةً إلى ذلك أنه أضيع بسببه حقٌ أو هدى، كان سيتحقق به ذلك الحق الذي لو كان هو الذي قدِّم وعمل به يتحقق به الخير والعدل للناس، فكانت هذه الثلاثة الجوانب من أهم العوامل التي تجعل هذا النوع من الظلم هو أظلم الظلم، وهو أكبر الظلم، وهو أسوأ الظلم، وكما قلت: يمكن أن يرتكب هذا الظلم أي إنسان، الإنسان العادي يمكن أن يتورط في جريمة الافتراء على الله كذباً، الإنسان الذي هو في موقع مسؤولية، يمكن أن يتورط في هذه الجريمة، الإنسان الذي قد يكون في موقع اجتماعي معين، يمكن أن يتورط في هذه الجريمة ولكن أكثر الناس تورطاً في هذا النوع من الجرائم، هم من يتحركون ويتقدمون وينشطون في الساحة باسم علماء دين، وهم من علماء السوء؛ لأن علماء الدين ليسوا سواءً، هناك من يتحدث باسم أنه من علماء الدين وهو من علماء السوء، ليس موثوقاً، ليس مأموناً، هو من علماء السوء الذين قد يفترون على الله كذباً؛ وبالتالي هو الذي قد يتقدم تحت هذا العنوان ويقدِّم من خلاله الكثير من المفاهيم، الكثير مما يقدَّم في مواعظ، أو في كتب، أو في مؤلفات، أو يقدَّم في فتاوى، ويقدم وفيه إضلالٌ للناس، فيه الافتراء على الله كذباً؛ فيزيف شيئاً في العقيدة، أو شيئاً في الشريعة، أو شيئاً من الحلال أو الحرام، أو في المواقف والمسؤوليات، وما أكثر ما يحدث في المواقف والمسؤوليات، وله ضرره أيضاً البالغ جدًّا.

معظم الضلال في واقع البشرية إنتشر من خلال هذا العنوان: من خلال الافتراء على الله كذباً، بين معظم أتباع الديانات التي تحسب على أنها من الدين الإلهي، أو تدَّعي لنفسها ذلك، والبعض لم يعد كذلك، البعض منها قد انحرف انحرافاً كلياً، وحتى في ديننا الإسلامي كم هناك من الافتراء كذباً على الله -سبحانه وتعالى-، كم حصل من تزييف رهيب جدًّا في العقائد، وفي الشرائع، وفي المواقف، وفي المسؤوليات، وفي المفاهيم الدينية، حصل بشكل رهيب جدًّا، وترك تأثيراته السلبية جدًّا على واقع المسلمين؛ لأن الإسلام لو بقي كاملاً في واقعنا، وسليماً في واقعنا العملي كأمةٍ إسلامية، لكانت ثمرته في واقع حياتنا تختلف عن الواقع الذي نعيشه، لكنا أمةً موحَّدةً، متآخيةً، متعاونةً، يسودها الحق، ويسودها العدل، ويسودها الخير، وتحارب المنكر، وتحارب المفاسد، ولكانت ثمرة هذا الدين في واقعنا في الحياة على المستوى الإقتصادي، وعلى المستوى الإجتماعي… وعلى كل المستويات على أرقى مستوى، لما عشنا هذا الواقع الذي تعيشه الأمة الإسلامية في كثيرٍ من أقطارها وما تعانيه، فكيف حصل ما حصل؟ معظمه هو عن هذا الطريق، وبهذه الطريقة، وبهذه الكيفية: وهو الافتراء على الله كذباً، الذي زُيِّفَت به الكثير من حقائق الدين ومفاهيمه، وحلَّ محلها ما يضر ولا ينفع، ما يفسد ولا يصلح، ما يشتت ويفرق ولا يجمع ولا يوحِّد، حلَّ محلها ما أسقط الأمة ولم ينهض بها، والحديث عن هذا الموضوع يمكن أن يطول جدًّا، لكننا نكتفي بهذه الإشارة، وبهذا المستوى، وبهذا المقدار.

هناك أيضاً في هذا الجانب: التعطيل للمسؤوليات؛ لأن هناك: إمَّا ما يساعد على ارتكاب مظالم، أو يبنى عليه مظالم ومفاسد معينة، وإمَّا ما يعطل مسؤولية الأمة على النحو الذي يمكِّن فيها الظالمين والجائرين والمجرمين، فيصبحون هم المتحكِّمون في الساحة، ويصبح الواقع مهيأً لهم يتمكنون فيرتكبون أبشع الجرائم، ويتمكنون فيلحقون بالأمة أبلغ الضرر في كل مجالات حياتها.

فريضة الجهاد في سبيل الله -سبحانه وتعالى- هي فريضة من أهم ثمراتها دفع الظلم عن الناس، فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي فريضة من أهم ثمراتها دفع الظلم عن الناس، فريضة التواصي بالحق والتواصي بالصبر هي فريضة من ثمارها دفع الظلم عن الناس، المسؤولية في إقامة العدل؛ لأن هناك منهجاً لله -سبحانه وتعالى- يطبَّق؛ ليتحقق من خلال تطيبقه إقامة العدل، أيضاً هذه المسؤولية شطبت من قائمة الإهتمامات في واقع المسلمين، ومن قائمة الفرائض في واقع المسلمين، ولم يعد أكثر المسلمين يستشعر أنَّ عليه مسؤولية في هذا الجانب، بل أصبح الكثير منهم مقتنعاً أنَّ هذا لا يعنيه، لا يعنيه شيئاً، وأنه ليس عليه أن يسهم في هذا المجال بأي إسهام، ولم يعد في بال الكثير من المنتمين للإسلام أنَّ هذا جزءٌ أساسيٌ من الإسلام في برنامجه، في فرائضه، في تشريعاته، في تعليماته، ويقوم به الإسلام على نحوٍ صحيح، ويكتمل به الإسلام؛ ولذلك ترى الكثير تجاه الكثير من الأمور هذه لا يبالون أبداً، ولا يستشعرون المسؤولية فيها أبداً، وكأنَّ الله -سبحانه وتعالى- لم يقل تلك الآيات التي قرأنا بعضاً منها، مثل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ}[النساء: من الآية135]، كأنَّ هذه الآية لم تنزل في كتاب الله، ولم يأتِ به القرآن أبداً، {كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ}، هذه مسؤولية من أهم مسؤولياتنا الدينية التي علينا أن نتعاون عليها، وأن تجتمع كلمتنا عليها، وأن نتحرك فيها، ويندرج تحتها الكثير من التفاصيل العملية، التي تحقق لنا أن نكون من الـ{قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ}، في آيةٍ أخرى: {كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}[المائدة: من الآية8].

مسؤولية إقامة القسط هي مسؤولية جماعية، وهي من المسؤوليات الرئيسية في الرسالة الإلهية، الله نزَّل الكتاب: والذي هو كتبه، اسم عام لكل كتبه، ومن الغاية الرئيسية لهذا الإنزال للكتب وللرسالة الإلهية هي: {لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ}[الحديد: من الآية25]، من أهم الغايات لرسالة الله -سبحانه وتعالى-: العمل على إقامة القسط، كلما اتجهت الأمة وسعت لإقامة القسط بالقيام بالعدل، كلما تحرك الذين آمنوا ليكونوا قوَّامين بالقسط، تلقائياً ينكمش الظلم، وتلقائياً يزاح الظلم عن واقع الحياة، وتلقائياً تصلح حياة الناس بهذا العدل الذي يتحقق في الواقع؛ لأن العدل لا يمكن أن يقوم من ذات نفسه، لا بدَّ من إقامته، فمن عليه هذه المسؤولية لإقامته؟ الذين آمنوا، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}، هذا المجتمع المسلم الذي عليه أن يتعاون، أن تجتمع كلمته، أي مجتمع من المجتمعات الإسلامية يتعاون لإقامة القسط، فهو بقيامه بهذا الواجب العظيم، بهذه المسؤولية المهمة، هو في نفس الوقت يتصدى للظلم، يتخلص من الظلم، يبعد نفسه عن أن يكون مجتمعاً مظلوماً، ومساعداً على الظلم، ومشتركاً في جريمة الظلم، فهذه مسألة مهمة جدًّا؛ لأنه في واقع الأمة الإسلامية عطِّلت هذه المسؤوليات، أحياناً ساهمت فتاوى في تعطيلها، أحياناً ساهم التقديم الخاطئ للدين، والتقديم المنقوص للدين، ساهم في تعطيل هذه المسؤوليات حتى غابت من ذهنية الناس، الكثير منهم إذا تذكَّر الإسلام، لا يتذكر أنَّ منه هذا الجانب، ولا يتذكر أنَّ فيه هذه المسؤولية، وهو عنده تلك أركان الإسلام فحسب، وبعض التعليمات، وبعض الشرائع.

في الافتراء على الله كذباً فتاوى معينة أو عقائد معينة تدجِّن الأمة للطغاة والظالمين، وتكون من الافتراء على الله كذباً، الذي هو من أفظع الظلم، وتمثل خدمةً كبيرةً للطغاة والظالمين، ولا نزال نسمع بمثل هذا النوع من الفتوى، بمثل هذا النوع من العقائد يردد في أوساط الناس، اليوم يبرر الظلم لشعبنا اليمني والعدوان عليه بفتاوى، يبرر بفتاوى، إلى درجة أنَّ البعض أباح وأهدر دم أكثر من عشرين مليون، أربعة وعشرين مليون يمني، قال: [لا مانع أن يقتلوا بكلهم: نساءاً وأطفالاً، كباراً وصغاراً، لا مشكلة في ذلك]، وهو يتحدث باسم عالم دين، وعلماء آخرون في السعودية والبعض في مصر كذلك كانت لهم مواقف أهدروا فيها دماء الشعب اليمني، وأباحوا العدوان عليه، أباحوا استهدافه، ما يجري على الشعب الفلسطيني، يروَّج له باسم الدين، ويروَّج للعلاقة مع إسرائيل، والولاء لإسرائيل، والتحالف مع إسرائيل باسم الدين، ويروَّج للمواقف المسيئة إلى الشعب الفلسطيني، والمنتقصة من مظلوميته، والمبررة للإسرائيلي، والمبررة للعلاقات مع الإسرائيلي، يروَّج لذلك باسم الدين، وهكذا تأتي جرائم فظيعة جدًّا، حتى الإسرائيلي نفسه هو يبرر احتلاله لفلسطين باسم الدين، ويفتري على الله كذباً في ذلك، جريمة الافتراء على الله كذباً هي من أفظع الجرائم التي تستغل لظلم الناس، ويترتب عليها الكثير من الظلم، وتتسع دائرة الظلم الناشئة والناتجة عن هذا الذنب العظيم وعن هذا الظلم العظيم.

نأتي- ما بعد هذا العنوان- إلى الحديث أيضاً عن المظالم الكبرى، هناك- كما قلنا- مظلمة شعب بأكمله، كما يجري على شعبنا اليمني اليوم في ضل هذا العدوان الأمريكي السعودي عليه، مثل ما هو حال الشعب الفلسطيني… شعوب أمتنا الإسلامية كلها مظلومة، تتفاوت نسبة الظلم من شعبٍ إلى آخر، من أخطر الأشياء على الإنسان أن يشترك في ظلمٍ كهذا، أن يشارك في ظلم شعب، في ظلم أمة، وهذا النوع من الجرائم، وهذا النوع من الظلم يمكن للإنسان أن يتورط فيه، وقد لا يشعر أنه بات متورطاً فيه، مما يجعل الإنسان على هذا المستوى: متورطاً في جرائم كبيرة للغاية بكل ما فيها هو عدة عوامل، بما فيها: الولاء، قال الله –سبحانه وتعالى–: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}[المائدة: الآية51]، نجد هذه الآية المباركة التي حرم الله فيها تحريماً قاطعاً اتخاذ اليهود والنصارى أولياء، وذكر أنهم يوالون بعضهم البعض ويتوحدون في مواقف ظالمة، ثم أكد هذا التحريم بقوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}، وختم هذه الآية المباركة بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}، ظلم.

هذا الجرم الفظيع، الشنيع، الكبير، الخطير، تورطت فيه حكومات وأنظمة وزعماء بأكملهم، وتورط معهم الكثير من الناس الذين اتجهوا على نحو ما هم عليه، عندما تجد ما وقع فيه النظام السعودي، النظام الإماراتي، ومن يشبههم، ومن على شاكلتهم، ومن يواليهم ويتجه معهم من أبناء الأمة، وقعوا في هذا الذنب العظيم الفظيع، الله -جلَّ شأنه- قال: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ}، يعني لا يزال يعتبر نفسه من الذين آمنوا، ولربما لا يزال يصلي، ولربما لا يزال يصوم شهر رمضان، ولربما لا يزال ينفق ويقدم الصدقات، لربما يعمل بعض الأعمال، لربما يتظاهر بالتدين، المهم أنه لا يزال يحسب نفسه من الذين آمنوا، {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ} هو لا يزال يحسب نفسه من الذين آمنوا، يعني: لم يعلن بعد ارتداده عن الإسلام، لا يزال يشهد الشهادتين، ولا يزال يصلي، ولا يزال يحسب نفسه من المسلمين، {فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}، يعني: فإنه وهو على نفس هذا الحال الذي لا يزال يحسب فيه نفسه من المسلمين، قد أصبح عند الله من أولئك الذين اتخذهم أولياء، حكمه عند الله حكمهم، يحشره الله يوم القيامة معهم، يعتبره الله –سبحانه وتعالى– شريكاً لهم في كل جرائمهم وفي كل ظلمهم.

هذا الظلم العظيم؛ لأن ظلم اليهود ظلم رهيب جدًّا، اليوم ظلم اليهود الصهاينة- لربما- هو في أعلى مستوى في الأرض، ظلم رهيب جدًّا، وظلمهم يمتد إلى الواقع البشري في كل أنحاء العالم، من خلال نفوذهم، وسيطرتهم، وتأثيرهم في السياسات والمواقف العالمية، ومن خلال تأثيرهم في كبريات الدول، وتأثيرهم على قراراتها، ومواقفها، وسياساتها، وتوجهاتها، ومن خلال مؤامراتهم الشاملة التي تمتد إلى بقية ومختلف الشعوب والأمم، ظلمهم رهيب جدًّا، من أفظع الأشياء، ومن أكبر الخسارة أن يورط الإنسان نفسه ليكون شريكاً لهم في ظلمهم العالمي، ظلمهم هو ظلم عالمي.

عندما يتخذهم الإنسان أولياء: إما بأن تنسق مع الإسرائيلي بشكلٍ مباشر، وإما أن تكون مع من يواليه، قد لا يحتاج الأمر لتحسب معهم، وتحسب في صفهم، وتحسب في موقفهم، قد لا يستدعي ذلك أن تكون على تنسيق مباشر مع الإسرائيلي، لكن عندما تنسق أنت مع من ينسق مع الإسرائيلي، أنت تنسق مع السعودي، وهو ينسق مع الإسرائيلي، أنت تنسق مع الإماراتي، وهو ينسق مع الإسرائيلي، أنت مع طرف، هذا الطرف هو بنفسه متحالف مع أمريكا؛ في هذه الحالة أنت دخلت في صفهم، أنت دخلت في معيتهم، أنت صرت من جملتهم أنت أصبحت داخلٌ في هذه القاعدة القرآنية التي تقول: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}، وأصبحت بذلك شريكاً لهم في ظلمهم، وظلمهم كبير، وظلمهم عظيم، ظلمهم عالمي، ظلمهم سحقوا فيه شعوباً بأكملها، ظلمهم يشمل الواقع البشري في كثيرٍ من أنحاء الأرض، في كل مجالات الحياة هم يظلمون الناس ظلماً عاماً وشاملاً، يظلمون الناس اقتصادياً، يظلمون الناس عسكرياً، وأمنياً، وسياسياً، وثقافياً… ظلمهم شامل في كل مناحي الحياة.

قد يكون الإنسان في مجتمعٍ من المجتمعات الإسلامية يعتبر نفسه أنه خفيف الظهر، لم يقتل في حياته أي أحد، ولم يباشر في حياته لارتكاب جرائم معينة في حق المجتمع مثلاً، لكنه لا يدري أنه بولائه لأولئك، بدخوله ضمن هذا الاتجاه: اتجاه الولاء لأمريكا، الولاء لإسرائيل، اتخاذ اليهود والنصارى أولياء بشكل مباشر، أو الدخول مع من يواليهم، أنه أصبح ثقيل الوزر، ثقيل الذنب، عظيم الحمل والوزر والذنب، وأنه أصبح من جملة أولئك الذين هم أظلم عباد الله، ويتحملون أوزاراً رهيبةً جدًّا، وستكون حسرة هذا النوع من الناس يوم القيامة حسرةً رهيبة؛ لأنه يتوقع أنه سيأتي يوم القيامة ويقول: [أنا لم أقتل في حياتي أحداً]، فإذا هو شريك في جرائم اليهود، في جرائم الإسرائيليين، لماذا صار شريكاً معهم في جرائمهم؟ لأنه أيدهم، كيف أيدهم؟ إما أيدهم بشكلٍ مباشر، أو كان مع من يؤيدهم، وقف في صفه، ناصره، ووقف ضد من يعترض عليه، فهذا أمرٌ خطيرٌ جدًّا؛ ولأن معايير الناس لم تعد قرآنية؛ صارت تصنيفاتهم للأمور تصنيفات ضعيفة، وغير موفقة إلى حدٍ كبير، أكثر الناس هم على هذا النحو، لا يدرك مثلاً أن هناك بعض الأمور التي هي خطيرة جدًّا، ويستبسطها للغاية، قد يعتبرها من أبسط الأمور، من أسهل الأشياء، قد لا يعتبرها من الذنوب أصلاً، والذي يحدد لنا ما هي الذنوب هو الله، وهذا قرآنه، هذه آياته، هذه كلماته، عندما يقول: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}، ويختمها بقوله: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}، فهذا من أكبر الظلم.

يجب على الناس أن يحذروا من كل أشكال التأييد لأمريكا وإسرائيل، ومن كل أشكال التأييد لمن يوالي أمريكا وإسرائيل، هذه حالة خطرة جدًّا، عندما تؤيد بالموقف، عندما تؤيد بالكلام، عندما تؤيد بالقتال، عندما تؤيد بالمال، عندما تؤيد بأي شكلٍ من أشكال التأييد أمريكا أو إسرائيل، أو من يوالي أمريكا وإسرائيل؛ فأنت تدخل بلا شك ضمن هذا الوعيد الإلهي، وأنت دخلت تحت هذا التصنيف الذي هو تصنيفٌ من الله –سبحانه وتعالى–، وهو أصدق القائلين، هو -جلَّ شأنه- الذي قال: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}، وحينها تصبح شريكاً لهم في ظلمهم، ظلم رهيب، ظلم لشعوب، ظلم لأمم، ظلم شامل في كل مجالات ومناحي الحياة، ظلم خطير جدًّا، وستورط نفسك هذه الورطة الرهيبة جدًّا؛ فتكون من الظالمين والعياذ بالله.

يقول الله –سبحانه وتعالى– في آيةٍ قرآنيةٍ أخرى: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ}[هود: الآية113]، هذه الآية تحذر أيضاً من الركون إلى الظالمين، وهذا يدخل الإنسان في هذا الوعيد الإلهي معهم، وهذه الأمور التي تربط الإنسان بالظالمين وبظلمهم وبجرائمهم هي خطيرة جدًّا، ينبغي على الإنسان أن يحذر منها، وأن يكون متنبهاً إلى خطورتها الكبيرة؛ لأنها قد تفوق المظالم المحدودة والشخصية، الاشتراك في الظلم الجماعي.

الآية القرآنية يحذر الله فيها وينهى عن الركون إلى الذين ظلموا، المفهوم العرفي لدى الناس أن الركون يعني الثقة، لا تثقوا فيهم، لا تطمئنوا إليهم، هذا المعنى العرفي السائد في أذهان الناس، فما هو الركون المقصود في الآية المباركة؟.

يقول المفسرون ويقول أصحاب اللغة: أن الركون- يعرفونه- هو الميل اليسير، أدنى ميل، القليل من الميل سيعتبر كافياً في أن يعذبك الله بالنار، أدنى، يعني: القليل من الميل إلى الظالمين يكفي في أن يحسبك الله معهم، ويعذبك معهم، قضية خطيرة جدًّا، ولهذا يأتي في الإسلام البراءة منهم، المفاصلة، المباينة؛ لكي يكون الناس بعيدون عنهم، يأتي البرنامج الذي يتحرك الناس فيه لإقامة العدل؛ لكي يكونوا على نقيض تام، نقيض تام مع الظالمين.

الله -جلَّ شأنه- يحذر أنه إلى هذا المستوى، وهو: الميل اليسير، النتيجة ستكون هي ماذا؟ {فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ}، هذا وعيدٌ بالنار، أي نار هذه؟، نار جهنم بلا شك، نار جهنم، لماذا؟ لأن هذا الميل اليسير فيه تأييد لهم، وهذا مساعدةٌ لهم على ظلمهم، وفيه تقاعسٌ عن المسؤوليات، وتنصلٌ عن المسؤوليات التي تساعد على إقامة العدل، وتمنع الظلم في هذه الحياة، {وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ}.

اليوم هل يمكن أن يشتبه أحد أو يشك في ظلم أمريكا، في ظلم إسرائيل، في ظلم من يوالي أمريكا وإسرائيل، ما يترتب على ذلك من مظالم رهيبة جدًّا في الساحة الإسلامية؟ أمر واضح جدًّا.

الله –سبحانه وتعالى– يحذر أيضاً على مستوى التنصل عن المسؤوليات وما ينتج عنه، يقول -جلَّ شأنه-: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}[الأنفال: الآية25]، هذه الآية القرآنية هي تحذر من التنصل عن المسؤولية في إقامة العدل، في إقامة الحق؛ لأن الحالة التي يجلس فيها الناس يتخاذلون فيها، يتنصلون عن مسؤولياتهم هذه المهمة فيها، حينها تأتي الفتن التي تعم الكل، تأتي المصائب التي تعم الكل، إذا أفسح المجال في الساحة الإسلامية، في أوساط المجتمع المسلم للذين ظلموا أن يفعلوا ما يريدون، والمجتمع يقعد، يتخاذل، يتنصل عن مسؤوليته، والناس لا ينهضون بواجباتهم في إقامة العدل والحق؛ حينها يجر أولئك المصائب على المجتمع بكله، فلا يسلم المجتمع من مصائبهم، من كوارثهم، من ظلمهم، مما يجرونه بظلمهم، سواءً العقوبات من الله –سبحانه وتعالى– بشكلٍ مباشر، أو التسليط الإلهي: إما لأولئك، أو لغيرهم، فتكون النكبات كبيرة للمجتمع المسلم؛ لأن نتائج التفريط في المسؤولية هي نتائج خطيرة للغاية، نجد مثلاً أن الله –سبحانه وتعالى– قال في القرآن الكريم في واجب الجهاد: {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ}[التوبة: من الآية39]، كيف حالة التفريط في المسؤولية يمكن أن يترتب عليها العذاب من الله –سبحانه وتعالى–، ولهذا وعيد صريح.

عندما نقرأ قوله –سبحانه وتعالى– فيمن ينهزم في المعركة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}[الأنفال: 15-16]؛ لأنه انهزم، فكانت هزيمته تلك بقدر ما هي تشوه الإسلام هي تمكِّن العدو؛ فتعتبر مساعدةً للعدو على تمكنه، ومساهمةً معه والعقوبة أصبحت هي ماذا؟ {فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}، مع أنه قد تحرك ليجاهد، ونزل إلى الميدان ليجاهد، وتحرك في إطار النهوض بهذه المسؤولية، لكنه عندما فعل ذلك كانت عقوبته هي جهنم، يعني: أن جهنم هي الجزاء الذي يترتب على هذا التفريط في هذه المسؤوليات المهمة والعياذ بالله.

فالمجتمع المسلم لا بدَّ أن يعي أن مسؤوليته هي العمل على إقامة العدل، وأن يكون لدينا وعي عن المظالم الكبرى، اليوم ظلم أمريكا وظلم إسرائيل كيف تضمن لنفسك أنك لست شريكاً فيه؟ هذا من أكبر الظلم في الساحة اليوم في هذا العصر، في هذا الزمن من أكبر الظلم ظلم أمريكا، ظلم إسرائيل.

اشترك في هذا الظلم السعودي، وأصبح أداة تنفيذية يرتكب أبشع الجرائم بحق شعبنا العزيز، يسعى للتطبيع مع إسرائيل يروض للتطبيع مع إسرائيل، ويروج له؛ حتى بانتهاك حرمة هذا الشهر الكريم يعدون مسلسلات رمضانية تروج بكل وضوح، بكل صراحة للعلاقة مع الإسرائيلي، وتقدم نظرة مختلفة عن الإسرائيليين غير النظرة الحقيقية، نظرة مزيفة، باطلة، وتسيء إلى الشعب الفلسطيني.

الإماراتي ماذا يفعل؟ الكل من هؤلاء الذين دخلوا في هذا الجرم، في هذا الظلم العام، كيف تقي نفسك حتى لا تكون شريكاً لهم في ظلمهم؟ كيف تحرص على أن تكون بريئاً من التورط في الاشتراك في هذا الظلم العام، هذا الظلم الشامل، المظالم الكبرى إذا لم يكن الإنسان متنبهاً؛ قد يكون شريكاً فيها بتأييد ولو بكلمة، قضية خطيرة للغاية.

الذين يسعون إلى تثبيط الأمة عن القيام بمسؤولياتها في التصدي لهذا الظلم، الذين يغضبهم أن تقول شيئاً عن أمريكا، أن تقول شيئاً عن إسرائيل، ويسعون لإسكات الناس عن ذلك، ويلومون من يتحرك في هذا الاتجاه الذي يسعى فيه المؤمنون إلى استنهاض الأمة للقيام بواجباتها، هم يساهمون مع أمريكا في ظلمها، ومع إسرائيل في ظلمها، هم يورطون أنفسهم هذه الورطة الرهيبة جدًّا؛ لأنها خدمة مؤكدة وخدمة واضحة؛ لأنها إسهام واضح ومؤكد، من يغضب، من يسعى إلى إسكات الناس لا يقولوا شيئاً، لا يتكلموا كلمةً، لا يتبنون موقفاً، يخذِّل، يثبط، يسيء، يطلق الكثير من المواقف، يعمل الكثير الكثير في سبيل أن يسكت الناس عن ذلك؛ هو شريكٌ لهم في ظلمهم وجرائمهم، وهي جرائم رهيبة جدًّا، جرائم فظيعة جدًّا، وإلا فماذا يعني التعبير القرآني، ماذا يعنيه قول الله –سبحانه وتعالى–: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}، هل يتحول منهم في النسب؟ يصبح اسمه فلان ترامب، ابن ترامب؟ لا، منهم في جرمهم، في فظيع ما يعملون، في ظلمهم هذا الذي ملأ الساحة الإسلامية بكلها، وشمل كل مناحي الحياة بأجمعها، فيتحمل هذا الوزر الفظيع، ويدخل معهم، ويحشر يوم القيامة معهم والعياذ بالله.

فمن أهم ما يجب أن نحذر منه، ومن أهم ما يجب أن نتوقاه: ألَّا نكون شركاء في هذا الظلم العام، شركاء في ظلم أمريكا، شركاء في ظلم إسرائيل، شركاء في ظلم السعودي، شركاء في ظلم الإماراتي، شركاء في ظلم الذين يوالون أمريكا وإسرائيل، أو يوالون من يوالي أمريكا وإسرائيل؛ لأنه ظلم رهيب، وظلم خطير، وظلم كبير، نقول هذا بكل مسؤولية، بكل نصح، بكل صدق.

ونسأل الله –سبحانه وتعالى– أن يوفِّقنا وإيَّاكم لما يرضيه عنا، وأن يرحم شهداءنا الأبرار، وأن يشفي جرحانا، وأن يفرِّج عن أسرانا، وأن ينصرنا بنصره، إنه سميع الدعاء.

والسَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

قد يعجبك ايضا