أظلم الناس للأمة
موقع أنصار الله || مقالات || نبيل بن جبل
أظلم البشر وأكثرهم جناية على الأمة هم علماء السوء، علماء بلاط سلاطين الجور، ومن يدور في فلكهم ؛ فهم الذين يوظفون دين الله لظلم عباده، ويبررون جرائم الطواغيت والمستكبرين، ويدجنون الناس، ويزيفون الحقائق، ويلبسون الحق بالباطل، ويسعون بكل ما يستطيعون إلى استحكام قبضة الباطل على رقاب أهل الحق ؛ ولأنهم أظلم الناس فقد لعنهم الله في القرآن وتوعدهم بأشد العذاب في جهنم..
أضل الناس وأحقرهم وأخسهم وأظلمهم هم أولئك المضلون من علماء السوء والخطباء والمرشدين والمثقفين الذين يرون الأعداء يتحركون في الساحة يقتلون النساء والأطفال والصغار والكبار، ويدمرون كل ما من شأنه أن يبني كيان الأمة، يرون دماء مسكوبة، وأعراضاً منتهكة وواجبات ومسؤوليات أمر الله (سبحانه وتعالى) متروكة، وهي التي في كتابه الكريم حيث جعل الالتزام شرطاً أساسياً لدخول الجنة والفوز برضوان الله، وهي مضيّعة في قاموسهم، مشطوبة في كتبهم، ثم ينشغلون ويشغلون غيرهم بقضايا تافهة تتعلق بفروع العبادات وبقضايا هامشية يتسع فيها الأخذ والرد بحيث يضيعون عظائم الأمور في رهج حديثهم عن الصغائر، وكأنهم حملوا على عاتقهم مسؤولية تحويل الحياة إلى مهزلة كبيرة يتجلى فيها الباطل بحقارته ويطمسون بأفكارهم الحق بطهارته.. الحق بعدله.. الحق بقسطه.. الحق برفضه للظلم والطغيان.. يكذبون بآيات الله، يفترون على الله الكذب، هم بتثبيطهم للناس عن مواجهة الظلم والطغيان ورفضهم له، هم بإشغالهم الناس بالقضايا الهامشية.. بتبريرهم للباطل.. ينسبون كل ظلم وكل قبيح إلى الله لأنهم يضيّعون مبادئ ومسؤوليات الإسلام والقرآن العظيمة، وأهمها الجهاد في سبيل الله، وما أتعس وأظلم أولئك المثقفين والعلماء والخطباء والمرشدين الذين لا يحومون إلا حول المنفعة والمصلحة، وتعمى عيونهم عن رؤية منافع الناس ومصالحهم ومسؤولياتهم، وهم يعتلون المنابر والفضائيات ويرتادون ساحات الدعوة إلى الفضيلة إلى الدين زوراً وغروراً، وكأنهم سيخدعون ربهم بعد أن خدعوا شيطانهم، وصدقوا أنفسهم واتبعوا أهواءهم باسم الدين، هؤلاء يقدمون ظلم الظالمين الجائرين على أنَّه هو العدل والحق والصواب، ويغسلون أدمغة وأفكار وعقول الكثير من الناس بثقافات مغلوطة وعقائد باطلة تجعلهم يرضخون للباطل، ويبررون ما يفعله الطاغوت تحت عناوين مختلفة تتنافى مع هدى الله، ومع عدله ورحمته، وهؤلاء أخطر من العدو نفسه لأنهم سلاح خطير يفت عضد الأمة من الداخل لمصلحة أعدائها، لهذا هم أظلم الناس للأمة.