ما وراء ترحيل النظام السعودي لآلاف المهاجرين الأفارقة للجوف؟

/ صحافة / سبأ

أكثر من ثلاثة آلاف مهاجر أفريقي غير شرعي غالبيتهم من الجنسيتين الصومالية والأثيوبية دخلوا محافظة الجوف منذ بداية شهر مايو الجاري حسب إحصائيات رسمية.

حيث قام النظام السعودي بترحيلهم عبر المناطق الحدودية بنجران إلى الأراضي اليمنية دون خضوعهم للفحوصات الطبية والإجراءات الاحترازية خصوصا في ظل انتشار فيروس كورونا في السعودية.

النظام السعودي يزج بالمهاجرين:

وفي هذا الصدد أوضح محافظ الجوف عامر المراني لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن السلطة المحلية والأجهزة الأمنية بالمحافظة ضبطت أكثر من ألفين مهاجر أفريقي زج بهم النظام السعودي عنوة للمحافظة وأخضعتهم للإجراءات الاحترازية في مركز الحجر الصحي بمديرية الحزم وإجراء الفحوص اللازمة لهم.

ولفت إلى أن تدفق المهاجرين غير الشرعيين مستمر إلى محافظة الجوف وينتشرون في العديد من مديريات المحافظة وهو ما يشكل تهديدا حقيقيا ومصدر من مصادر انتشار الأوبئة.

وأشار المحافظ المراني، إلى أن إمكانات مراكز الحجر الصحي بالمحافظة لا تغطي احتياجات الأعداد الكبيرة للمهاجرين الأفارقة.

ودعا الجهات المختصة والمنظمة الدولية للهجرة لدعم السلطة المحلية في توفير مستلزمات مراكز الحجر وتنظيم ترحيل المهاجرين إلى بلدانهم.

وأكد محافظ الجوف، مغادرة 1500 مهاجر مركز الحجر الصحي على شكل دفعات وتحت رقابة الأجهزة الأمنية تمهيدا لترحيلهم إلى بلدانهم عبر البحر.

إحصائيات:

وتشير الإحصائيات إلى أن النظام السعودي قام بترحيل أكثر من 10 آلاف مهاجراً أفريقياً للأراضي اليمنية خلال شهر واحد بطريقة غير قانونية ومعاملة غير إنسانية توزعوا على محافظات الجوف ومأرب وحضرموت وصعدة.

تساؤلات:

وتثير عمليات الترحيل غير القانونية التي تقوم بها السلطات السعودية للمهاجرين الافارقة إلى بلد آخر غير بلدانهم الأصلية، تساؤلات كثيرة حول أهداف النظام السعودي ونواياه السيئة تجاه الشعب اليمني خصوصا مع انتشار فيروس كورونا وتسجيل أكثر من 41 ألف حالة إصابة بالوباء داخل السعودية وأصبحت مصدرا لتفشي الفيروس.

أعباء على السلطات المحلية:

وتضاعف عمليات الترحيل للأفارقة الأعباء على السلطات المحلية والتي تفتقر للإمكانات اللازمة لاستيعاب آلاف المهاجرين خصوصا في ظل تقاعس المنظمات الدولية عن القيام بدورها في تقدم الدعم لمراكز الحجر الصحي وتنظيم ترحيلهم لبلدانهم.

انحدار أخلاقي:

وتعليقا على الخطوة اللامسؤولة للسلطات السعودية قال رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام ” إن مملكة الشر تعمد إلى التخلص من جنسيات أفريقية بترحيلهم في ظروف غير آدمية إلى اليمن الواقع تحت عدوانها وحصارها متعمدة مضاعفة المعاناة وإرهاق البلد صحيا وأمنيا”.

وأضاف عبدالسلام ” كان على السعودية وقد ضاقت بهم لسوء ما وصلت إليه من انحدار أخلاقي وتقشف اقتصادي أن تعيدهم إلى بلدانهم مباشرة”.

اليمن ليس منفى:

بدوره اعتبر أمين عام المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي عبدالمحسن طاووس، ترحيل السعودية لمئات الصوماليين في ظل جائحة كورونا بالجريمة بحق الشعب اليمني.

وأكد طاووس أن اليمن ليس منفى لمن ترحلهم السعودية .. لافتا إلى أن ترحيل المهاجرين تم بنقلهم عبر المرتزقة من الحدود وكذا في حافلات من مأرب إلى الجوف.

بدوره دعا الشيخ محمد ناجي بن عافية أحد وجهاء المحافظة، أبناء الجوف للتعاون مع الأجهزة الأمنية لضبط المهاجرين غير الشرعيين واتباع الإجراءات الاحترازية لحماية المجتمع من فيروس كورونا وغيره من الأوبئة.

جارة السوء:

وأشار بن عافية إلى أن محافظة الجوف عانت كثيرا من إجراءات السلطات السعودية والتي وصفها بجارة السوء.

وقال” السعودية جعلت محافظة الجوف مكباً لنفاياتها حيث تقوم بترحيل العناصر الإرهابية من تنظيمي القاعدة وداعش للمناطق المحاذية لها ومؤخراً قامت بترحيل آلاف المهاجرين الأفارقة”.

ويرى مراقبون أن الخطوة السعودية تهدف لمضاعفة الأعباء على الشعب اليمني من خلال نشر فيروس كورونا خصوصا في المناطق غير الخاضعة للاحتلال.

وشكلت الإجراءات الإحترازية التي أقرتها اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة ووزارة الصحة والسلطات المحلية والأجهزة الأمنية عاملا مهما في مواجهة الوباء، غير أن تلك الإجراءات لم ترق للنظام السعودي الذي يسعى لإغراق اليمن بوباء كورونا بعد أن فشلت خياراته العسكرية وحصاره الظالم على مدى خمس سنوات.

قد يعجبك ايضا