مواجهة الطاغوت من صفات الأحرار
موقع أنصار الله || مقالات || نبيل بن جبل
العبودية لله وحده .. هكذا تعلمنا من الله ، وكذا تقول لنا فطرتنا الإنسانية ، وأي عبودية لغير الله معناها الانحطاط والذل والقهر والظلم، أما العبودية لله فهي العزة والكرامة والحرية والاستقلال في الدنيا والفوز برضوان الله وجنته في الآخرة ، لكن هناك في الدنيا من يسعى إلى أن يستعبد عباد الله وهناك من يرضى أن يكون عبداً لغير الله ، وهذا صراع قائم ومستمر بين الطواغيت وبين عباد الله المؤمنين ..
معركة لا تتوقف بين الحق والباطل ، وبين الظلم والعدل منذ بداية الخلق إلى يوم الدين ، وفي هذه المعركة يتحرك الباطل بماله وعتاده من أجل الظلم ونشر الفساد ولا يتصدى له سوى الأحرار الصادقون المؤمنون الذين تغلغلت آيات القرآن في أرواحهم فصنعت منهم أعزاء لا يقبلون بالطاغوت والذل والاستكبار مهما كان حجم التحديات ، فهدفهم مقاومة الظلم ، مقاومة قوى الغزو والاحتلال والعدوان السعو صهيوإماراتي وجبروته وطغيانه وإجرامه وسعيه لاحتلال أرضنا واستعبادنا وانتهاك أعراضنا وسلب حقوقنا ونهب خيرات بلدنا وثرواتنا ، ومقاومة الظلم ? يحددها أبدا الانتماء لحزب أو قبيلة أو عرق أو مذهب سياسي أو طرف من هنا أو هناك ، بل هو واجب ديني ووطني وأخلاقي وإنساني على كل يمني حر أصيل تأبى نفسه الاستعباد والإذلال وتسعى للحرية والاستقلال ، فليت عبيد الريال والمتقاعسين والمفرطين والمخذّلين والمثبّطين عن أداء هذا الواجب يفهمون معنى الجهاد في سبيل الله ومواجهة الطواغيت ، وهذا ليس بدعا من الفهم الصحيح أو الوعي الرشيد ، ومع ذكرى غزوة بدر الكبرى يجب أن نتذكر أن وظيفة الرسول ( صلوات الله عليه وعلى آله) الأساسية التي ما أُرسل إلا ?جلها هي نصرة دين الله ، ومواجهة المستكبرين ، وفك قيود العبودية للطواغيت ، وتحطيم آصار الذل والخضوع للأعداء الظالمين المجرمين ، وكسر أقفال العبودية لغير الله ( سبحانه وتعالى ) ولإخراج الإنسان من عبوديته للطواغيت والمفسدين في الأرض إلى عبودية الله وحده وإعادته كما خلقه الله إنساناً حراً كريماً عزيزاً شامخاً مؤهلاً لحمل رسالته التي ما خلق إلا ?جلها ، والتي ? يكون إنسانا مسلما بغيرها ، وهي خلافة الله في أرضه ونصرة دينه ومواجهة أعدائه من الطواغيت والمستكبرين.
فليت الأنعام يعلمون، وليت الأذلة المفرطين والخاضعين يفقهون ، وليت المغيبين يسمعون ، ولكن هيهات هيهات أن يعلموا أو يفقهوا أو يسمعوا مادامت الأفكار المغلوطة والمنحرفة في رؤوسهم و(إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) ؛ فلن يسمعوا أبدا إ? إذا أخرجوا أصابعهم من آذانهم ، وأنصتوا خاشعين لصوت العقل لصوت الحق لصوت الحرية لصوت العزة والكرامة لنداء القرآن ، ولن يفهموا أبدا حتى يعودوا ساجدين للحق ، محكِّمين صوت الضمير ، متذكرين نداء الله سبحانه وتعالى ” فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ” ، وقوله ” أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ” ، وقوله” أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ” ، عندئذ سيحررون قلوبهم وعقولهم وضمائرهم من التبعية لأمريكا وإسرائيل وعملائهما من خونة العرب المفسدين ، وسيرفضون الانقياد خلف مخططاتهم الشيطانية الرامية لإذلال الأمة ، ومصادرة حقوقها لكن كثيراً من الناس ( وللأسف ) كأنهم خلقوا بأرواح العبيد فما تستقيم لهم وجهة إ? وهم مطايا يُركبون دواباً ، ويُسحبون أنعاماً ، يسخَّرون ? يحسون بطعم حياتهم إ? إذا تنسموا هواءها ممزوجاً بذلٍ واستعبادٍ وقهرٍ تحت أقدام الأعداء ، و? يستشعرون طعماً لبقائهم إ? إذا كان مخلوطاً بمهانة وارتزاق ..
“إنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ، وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ ” ،
« إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ » ،
والخائن العميل المرتزق والمفرط المقصر هو عبد حيوان ينزع دائما إلى طبيعته الخسيسة ، و? يؤتى إ? من جهة رغباته وشهواته وأطماعه بما يحصل عليه من الأموال التي يحس منها بلذته ، والتي ? يذوق غيرها بطبيعته الحيوانية المتدنية التي تفضل الدنيا على الآخرة ، والحكمة تقول : « ? عقل لمن ضل السبيل ، و? هداية لمن عميت عين بصيرته عن رؤية الحق ومعرفة القرآن” ومن لم يكن رجلا بمثوله ساجدا في قدس الله خاشعا له سجد للطواغيت والظالمين الذين يسوقونه إلى نار جهنم وبئس المصير ، ومن لم يواجه الظلم والطغيان فقد كفر بربه ، وآمن بشيطانه.
ومن خضع لقوى الباطل المتحالفة (على يمن الإيمان والحكمة) القاتلة للنساء والأطفال، الخادمة لليهود والنصارى ، أو داهن أو ثبط أو أيد بأي شكل من الأشكال أو تلون فقد خان الله ورسوله ، وخان ضميره وأمته وباع الآخرة بالأولى والرضوان بالخسران ؛ فشرف النفس في دينها ، ودينها في عزتها وكرامتها ، وعزتها في إنسانيتها فمن يملك نفساً كهذه فلن يتنازل .