في رحاب محاضرات السيد القائد الرمضانية “جريمة الصد عن سبيل الله، وأهمية الإنفاق”
ضمن سلسلة دروسه الرمضانية التربوية، يواصل السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، الحديث على ضوء آيات سورة الأنفال التي تتحدث عن غزوة بدر، وعن أنواع الصراع الذي خاضه الرسول صلوات الله عليه وآله مع المشركين، وعن الصد في سبيل الله وأشكال الصد واستغلال الباطل المقدسات والمساجد والعناوين الدينية، وعن الإنفاق في سبيل الله، والتمييز والغربلة بين الخبيث والطيب، وجميعها مواضيع مهمة ومترابطة مع بعضها، نستلهم منها الكثير من الدروس والعبر والدلالات، بما تمثله من منهج قويم لبناء أمة متسلحة بالوعي القرآني والهوية الإيمانية.
مواصفات من يعمر مساجد الله
وفي محاضرته السادسة والعشرون تطرق السيد القائد إلى المعايير المهمة التي قدمها الله فيمن يعمر مساجد الله، ومواصفات دقيقة المؤمنين بالله واليوم اﻵخر المقيمين الصلاة، والمؤتون الزكاة، والذين لا يخشون إلا الله أما الآخرون فقد سبق نفي تعميرهم للمساجد على ما هم عليه من الكفر والنفاق والباطل والضلال، فمن يعمر مساجد الله بالشكل الصحيح هم الذين لا يخشون إلا الله أما من يخشى إسرائيل وأمريكا وعملائهما فسيجعل دور المسجد قاصرا أودورا تضليليا، ويجعل دورها في خدمة أعداء الله، ومن أجل تحقيق أهدافهم.
الصد عن سبيل الله.
وأشار السيد القائد إلى الذين كفروا، وإنفاق أموالهم للصد عن سبيل الله، وهذه تعتبر من أكبر جرائم المنافقين وأعظمها وللأسف أن معظم هؤلاء لا يدركون خطورة هذه الجريمة ولا يصنفونها بين الجرائم، وهذه كارثة خطيرة، لافتا إلى أن الصد له طرق كثيرة قد يكون بالعمل العسكري والحرب العسكرية وإنفاق المال لشراء السلاح واستقطاب المرتزقة إلى غير ذلك، أو من خلال النشاط التضليلي بنشر الدعايات التي تقدم صورة مشوهة للدين والإسلام عن طريق منابر المساجد ومنابر الإعلام بمختلف أنواعها وقد فعلوا ذلك أيام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وجريمة الصد من أبرز الجرائم الكبرى التي يتحرك فيها المنافقين والذين كفروا وينفقون الأموال فيها هي والتحرك في ذلك، وقد وصف الله بأن الذين يصدون عن سبيل الله قد ضلوا ضلالا بعيدا وفي آية أخرى أن الله قد زادهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون، لأن الصد من الإفساد، وهو من أسوأ أعمال الذين كفروا والمنافقين، ومن الجهل أن هذه الجريمة في ذهنية الناس ليست جريمة ولا يدركون فداحتها وعظمتها وعقابها وهذه حالة خطيرة جدا.
الاستيلاء على أموال الناس بالباطل
وبيِّن السيد القائد بأن كثيرا من الأحبار والرهبان ويدخل ضمن هاتين الفئتين علماء الدين والخطباء والمرشدين، يستولون على أموال الناس بالباطل والأحبار، وهم كبار علماء الدين والرهبان، والعباد والنساك الذين يتظاهرون بالنسك والعبادة، يصدون عن سبيل الله وهو من أخطر أنواع الصد، لأنهم يصدون بالدين بصفتهم علماء دين وقد يقدموا بأنهم من كبار العلماء (مثل مشايخ الضلال بالسعودية)، فيكون تأثيرهم كبير على الناس فيثنوهم ويصرفوهم عن أعمال مهمة في الدين كالجهاد وكذلك الرهبان يمارسون التضليل ويقدموا صورة مشوهة عن الإسلام وناقصة عن الدين ويخدموا أعداء الأمة بممارسة الصد عن سبيل الله فيقدمون الباطل على أنه حقا ويتأثر الكثير من الناس بهم وينصرفوا عن أهم الأمور التي ووجبها الله على الأمة وفرضها.
التضليل باسم الدين
وفي حديثه عن سبيل الله وحديثه عن المضلين استدل السيد القائد بالتكفيريين الذين يتحركون باسم الدين، وهم في الحقيقية يشوهون الإسلام ويخدمون الباطل ولا يملكون مشروعاً قائماً على الحق والعدل، قائلا: “إن الطواغيت والظالمين ينزعجون بشكل كبير من سبيل الله لأنه يعارض مشاريعهم وأهدافهم ويقف وفي وجوههم ويتصدى لهم ويعتبرون التحرك في سبيل الله عامل من عوامل القوة للمؤمنين لهذا يعملون على الصد عن سبيل الله، والله تعالى قد تكفل بأن يفشل كل مؤامرات من يتحركون للصد عن سبيل الله إذا وجدت أمة تتحرك في سبيل بوعي وتقوى وعمل، وفي نفس الوقت حذر الله وكشف كيف أن الباطل يسعى ويعمل على تزييف الحقائق وعلى لبس الحق بالباطل وينفقون أموالهم في سبيل ذلك لكنهم يفشلون ويخسرون ويصطدمون بأمة قوية تتحرك في سبيل الله فيصل الباطل إلى مرحلة الفشل بل حتى الهزيمة في الدنيا ويحشرون إلى جهنم”.
أهمية الإنفاق في سبيل الله
وأكد السيد القائد بأن الإنفاق عامل مهم من عوامل القوة، وعنصر أساسي من عناصر الجهاد في سبيل الله لدفع الظلم ودفع الشر وإنفاق في سبيل من يضاعف هذا الانفاق، وينميه ويجعل له بركة في الدنيا وأجر عظيم في الآخرة، وقال السيد القائد: لا يليق بالمؤمنين أن يكونوا أقل سخاء من أولئك الذين ينفقون للصد عن سبيل الله لأن الإنفاق في سبيل الله ثمرته عظيمة في الدنيا والآخرة.
التمييز والغربلة
وأوضح السيد القائد في هذه المحاضرة بأن الله يميز الخبيث من الطيب ويكشف الصادق من الكاذب، ومن
يتحرك في سبيل الله، ومن يتحرك للصد عن سبيل الله والفرز في الدنيا من خلال اختبار الناس في الدنيا بأعمالهم ومواقفهم وصدقهم واخلاصهم ومعرفة الخبيث من الطيب، منوها بالقول: “إن الانسان يتلوث عندما يدنس فطرته بما يتقبله من ظلال وبما يعمله من أعمال سيئة، وكل ضلال يعمله الإنسان يرسخ الخبث في نفسه.
مسك الختام
ختاما فإن من أهم الدروس التي نستخلصها من هذه المحاضرة العظيمة الفائدة، أن التحرك في سبيل الله بجد صدق وإخلاص ووعي يصنع أمة قوية وعظيمة تحظى بتأييد الله، فسبيل الله هو الذي يحرر المجتمع البشري وينقذه من هيمنة الطاغوت وسيطرة واستغلال الباطل ويبني المجتمع ليكون مجتمعاً قوياً حراً مستقلاً وسبيل الله هو الطريق نحوا الله بناء ونهوض وقوة وعزة وكرامة وعبودية لله وحدة وقطع يد الباطل والظلم والطغيان.