مشروع الصهاينة للعرب.. ايرانوفوبيا

|| صحافة ||

أدى تطبيع العلاقات بين بعض الدول العربية الرجعية في المنطقة مع الكيان الصهيوني إلى سعي هذا الكيان الإسرائيلي إلى تحقيق واحراز هوية ظل يلاحقها منذ سبعين عاماً من خلال تطبيع العلاقات هذا.

الهوية التي تتبعها في شكل خطط ومؤامرات جديدة مثل مشروع تطبيع العلاقات مع دول المنطقة ، ولهذا السبب ، وفقاً للخبراء في الشؤون الفلسطينية ، أقام الصهاينة مصيدة تحت عنوان “الرهاب من إيران” للإمارات العربية المتحدة والسعودية من طرف الغرب ، بطريقة تخلق لهذه الدول خوفاً من إيران أو تركيا ، بالإضافة الى معاداتهم لفصائل المقاومة الفلسطينية مثل حماس وزجهم في سجون الرياض.

وفي عشية يوم القدس العالمي ، قمنا بالتطرق الى تحركات بعض الدول العربية الرجعية (السعودية والإمارات العربية المتحدة) من أجل تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني ، التطبيع والعلاقات مع المحتلين التي تعد وفقاً ل “حسام بدران” ، الناطق الإعلامي باسم حركة حماس ، بمثابة خنجر في ظهر المقاومة والشعب الفلسطيني بأكمله ، وأيضاً تجاهل لدماء الشهداء ومعاناة الأسرى الفلسطينيين والنازحين واللاجئين الفلسطينيين.

والمقاومة الموحدة هي السبيل الوحيد لاستعادة الأراضي الفلسطينية وطرد المحتلين من كامل أرض فلسطين من “النهر إلى البحر” والمحاولة لإضفاء الشرعية على الكيان الصهيوني لن تؤت بثمارها ، لأن الأمة الإسلامية هي أمة واعية ويقظة وملتزمة بقضية القدس وفلسطين أكثر بكثير مما يعتقده المطبعون وأصحاب تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني.

وعلى الرغم من أن تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني من قبل السعودية والإمارات العربية المتحدة تتم ملاحقته ، إلا أن هذه الخطوة أثارت ردة فعل الشعوب في بعض دول المنطقة ، فبعد أن نعتت وسائل الإعلام السعودية الشهيد أبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي ب “الإرهابي” ، فقد تم الاستيلاء على مقر القناة السعودية لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني في بغداد وطالب العراقيون بمحاكمة هاتكوا حرمة شهداء طريق القدس ، وبالإضافة الى ذلك تم نشر العديد من العناوين المرتبطة بهذا الموضوع في مواقع التواصل الاجتماعي من قبل المستخدمين العرب الفلسطينيين والسوريين والعراقيين ضد الرياض.

 

سعى الكيان الإسرائيلي لإحراز هوية له من خلال تطبيع العلاقات

وفي إشارة إلى تطبيع العلاقات بين بعض دول المنطقة والكيان الصهيوني ، قال الخبير في الشؤون الفلسطينية “سلمان رضوي”: “إن الكيان الصهيوني يبذل جهوداً كبيرة لتوسيع علاقاته الخارجية ، حيث يستغل هذا الكيان كل حدث أو واقعة لصالحه سياسياً ، حيث واجه وجوده منذ النشأة مشكلة الهوية ، ولهذا السبب يستغل كل حدث لصالحه ، فعلى سبيل المثال ، عندما احتل هذا الكيان الغاصب فلسطين عام 1948 ، لم يستغرق الأمر عامًا حتى أصبح هذا الكيان عضوًا في الأمم المتحدة ، واعترفت معظم الدول الغربية به رسمياً.

وأشار رضوي إلى أن الكيان الصهيوني استغل انهيار الاتحاد السوفييتي لصالحه ، قائلاً: لقد قام الكيان الإسرائيلي حتى باستغلال انهيار الاتحاد السوفييتي ، وتم ايجاد معاهدة كامب ديفيد خلال هذه السنوات ، كما اعترفت في هذه السنة من 50 إلى 60 دولة بالكيان الصهيوني رسمياً ، وبعد ذلك ، كانت الدول الإسلامية هي الوحيدة فقط التي عارضت الهوية والكيان الصهيوني ، والتي اعتبرها الكيان الإسرائيلي تحديًا لعلاقات سياسته الخارجية.

 

مصيدة “الرهاب من ايران” التي نصبها الكيان الصهيوني للإمارات والسعودية

وقال هذا الخبير في الشؤون الفلسطينية إن عدم وجود علاقات مع دول إسلامية أو عربية في المنطقة ومعارضة محور المقاومة لهذا الكيان دفع الكيان الإسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة الامريكية إلى متابعة تطبيع العلاقات مع دول المنطقة حتى يتمكن من التغلب على هذا التحدي بسهولة أكبر ، ولسوء الحظ ، وقعت الإمارات والسعودية في فخ “الرهاب من إيران” الصهيوني في العقود الأخيرة.

وقد استغل الكيان الإسرائيلي الأزمة السورية التي أوجدت شرخًا إقليميًا ، ودفع أولئك الذين عارضوا الأسد إلى الخروج من توحد الاهتمامات الى الأهداف الفردية ، من خلال عقد اجتماعات تقارب سياسية ، أو تطبيع للعلاقات بغية تحقيق أهدافهم.

وأضاف: السعودية والإمارات العربية المتحدة لديهما عقبة خطيرة في تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني بسبب كونهما دولتان اسلاميتان ومعارضة الرأي العام في مجتمعاتهم لهذه الفكرة كلياً ، ومن جهة أخرى ، هناك ضغوط من الولايات المتحدة الامريكية على هذه الدول لتطبيع العلاقات مع إسرائيل ، حيث أن الأحداث التي شهدتها اليمن وسوريا وغيرها ، أدت الى تدمير خلفيات بشاعة وقبح إقامة علاقات مع الكيان الإسرائيلي.

حيث انه لدى هذه الحكومات الرجعية الجاهزية لتطبيع العلاقات ، وما منعها من ذلك هو الرأي العام لشعوب هذه الدول ، وإذا تمكنت من تسوية الوضع ، فقد تتمكن من التواصل مثل مصر والأردن ، اللتين تربطهما علاقات سرية بالكيان الإسرائيلي.

 

رهاب الرياض من إيران وتركيا

وفي إشارة إلى تصاعد التوترات بين حماس والسعوديين ، قال رضوي: في حين أن السعودية والإمارات تواجه بعض العقبات من أجل إقامة علاقات مع الكيان الإسرائيلي ، فإن حماس تقاتل الكيان الصهيوني في فلسطين ، ولأن ايران تمثل  المعارضة الوحيدة للكيان الإسرائيلي في المنطقة ، فقد وضع السعوديون حماس الى جانب إيران وضموها الى قائمة صعوباتهم لأنها تتشارك في أهدافها مع إيران ، ومن ناحية أخرى ، لأنهم من جماعة الإخوان والأخوان أقرب إلى تركيا ، فإن السعوديين هنا يرون حماس على أنها قريبة من تركيا ، ولهذا السبب تواجه السعودية والإمارات مشاكل مع أنقرة.

الفلسطينيون الذين يتعرضون للاضطهاد والأذى الآن من قبل آل سعود هم فلسطينيون يمارسون الأعمال التجارية والاقتصادية في السعودية منذ سنوات عديدة ، حيث أشار الخبير في الشؤون الفلسطينية إلى إعلان ملك الأردن الحرب على تل أبيب ؛ قائلاً: أن مواقف ملك الأردن هي إعلامًية وليست إعلانية ، فان نصف سكان الأردن فلسطينيون ، والحساسيات التي تشكلها مسألة القدس دفعت الملك الأردني إلى اتخاذ رد الفعل هذا.

 

مشروع تطبيع العلاقات تأسس لعدم تعاون دول المنطقة مع الكيان الصهيوني

وأشار الخبير في الشؤون الفلسطينية علي كميلي الى سعي رئيس الولايات المتحدة الامريكية لتطبيع علاقات دول المنطقة مع الكيان الصهيوني ، قائلاً: عندما وصل دونالد ترامب إلى السلطة ، أصبحت خطة الحكومتين تستند إلى الفلسطينيين واليهود ، ثم لجأوا إلى مشروع آخر يسمى “صفقة القرن” ، والتي تسلب الفلسطينيين حق العودة والأرض.

 

مؤامرة التطبيع من قبل الولايات المتحدة الامريكية

وقال إن إحدى العوائق العملية في تنفيذ صفقة القرن كانت عدم تعاون دول المنطقة مع الكيان الإسرائيلي ، مضيفاً أن عدم تعاون دول المنطقة مع الكيان الصهيوني أدى إلى وضع مشروع تطبيع العلاقات.

لذا احتاجوا إلى مؤامرة لمتابعة خطتهم الجديدة ، وخلقوا تهديدًا للدول العربية في المنطقة (السعودية والإمارات العربية المتحدة) باسم إيران ، وأخبروا الدول الرجعية في المنطقة أنه يجب عليهم الاعتراف بالكيان الإسرائيلي رسمياً مقابل ان تقف أمريكا في وجه إيران ، ومن خلال هذه الخدعة ومبررات الشر الأخرى ، أرسلت أمريكا الدول العربية المحاذية للخليج الفارسي نحو الكيان الصهيوني.

 

سجن قوات حركة حماس في الرياض

وقال الخبير في الشأن الفلسطيني: لقد اتخذت هذه الدول بعض الخطوات العملية وقامت بتوجيه دعوات رسمية لنتنياهو وللرياضيين والفنانين الإسرائيليين لزيارة بلدانهم ، ففي البحرين ، عقدوا ورشة عمل اقتصادية حول صفقة قرن الكيان الإسرائيلي ، حتى أنهم كسروا المحظورات الاقتصادية مع الكيان الإسرائيلي ، حتى ان عمان استضافت نتنياهو لتمهيد الطريق لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني.

واتخذ محمد بن سلمان بصفته العقدة الرئيسية للولايات المتحدة الامريكية ،  بضع خطوات أكثر وقاحة ، كان أحدها تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني ، والاخرى هي سجن الجماعات الفلسطينية الناشطة في الرياض بذريعة إثارة وتشويش الرأي العام.

 

الكيان الإسرائيلي والرياض يسعيان إلى قطع الدعم المالي للمقاومة

وأشار إلى أن الرياض سجنت حتى نشطاء حماس الاقتصاديين ورجال الأعمال في السعودية من أجل مساعدة أجندة الكيان الإسرائيلي ومتابعةً لبرامجه الإقليمية.

وقد استولت السعودية على الموارد المالية لحماس بحجة أن إيران كانت تدعم جماعات المقاومة الفلسطينية وقد تذرعت بهذا السبب لمعاداة حماس ، بل وعرقلت نقل مساعدات الفلسطينيين والمانحين لمساعدة حماس.

حيث فعلت الرياض ذلك لإسعاد تل أبيب ولإغلاق الشرايين المالية للمقاومة وحماس ، ولرفع مستوى الضغط حتى ترضخ وتستسلم حماس.

 

 الكيان الإسرائيلي يسعى إلى تطبيق مؤامرة لتطبيع العلاقات من خلال التظلم

وقال علي رضا عرب ، خبير الشؤون الفلسطينية ، إن ضم الضفة الغربية سيكون جزءًا من صفقة قرن ترامب حتى لا يتم اعتبارها مشروعًا إسرائيليًا أحادي الجانب وان يتم إضفاء الشرعية عليه ، مضيفاً انه لو لم يأتي هذا الضم في شكل هذه الخطة ، لكانت اعتبرت خطة صهيونية يمينية وأحادية الجانب تماما.

وأضاف: ان نتنياهو حالياً في طليعة حكومة وحدة الطوارئ وقد وضع نصب عينيه ، مسألة ضم المستوطنات الصهيونية وغور الأردن للكيان الإسرائيلي ، حيث سيقوم بتمرير قضية الالحاق هذه الى الكنيست والحكومة ابتداءً من 1 يوليو.

والآن فان الإسرائيليون في فلسطين والمنطقة ، وأكثر منهم الأمريكيين في العراق ، في حاجة ماسة للتظلم حتى يتمكنوا من تنفيذ خططهم وحملاتهم الأساسية ضد محور المقاومة وإيران بأقل حساسية ممكنة.

وفي الختام أكد الخبير في الشؤون الفلسطينية علي رضا عرب ان اليوم هو الوقت المناسب لاتهام إيران وجماعات المقاومة على المستوى الإقليمي ، وخاصة العراق قائلاً: يرتبط مشروع الضم في شكل صفقة القرن وحملة إضعاف محور المقاومة وإيران في العراق وسوريا ، أي أنه كلما كان محور المقاومة أضعف ، فسيكون من السهل تنفيذ صفقة القرن والحاق الضفة الغربية.

 

الوقت التحليلي

قد يعجبك ايضا