أسعار السكر تتهاوى بعد أزمة النفط الناجمة عن كورونا
موقع أنصار الله – اقتصاد– 30 رمضان 1441هـ
اعتقدت الدول المنتجة للسكر أن الخطر قد زال في نهاية العام 2019 بعد أزمة تاريخيّة، لكن أزمة النفط الناجمة عن تفشي وباء كورونا غيّرت الموازين العالمية الكبيرة في هذا القطاع.
وذكر الخبير الاقتصادي المكلف شؤون الأسواق في نقابة منتجي السكر من الشمندر، في فرنسا، تيموثي ماسون، أن “السكر فقد ثلث قيمته في السوق الدولية” منذ بداية الأزمة.
وأضاف أن “هذا أمر فظيع بالنسبة لمنتجي سكر الشمندر الفرنسيين والدول المنتجة للسكر خصوصًا الأوروبية منها التي كانت تأمل في استعادة عافيتها بعد عام اتّسم بتراجع الأسعار وإغلاق مصانع”. وبعد أن ارتفع سعر رطل السكر الخام في منتصف شباط/ فبراير إلى 15 سنتًا أميركيًا، عاد وانخفض منذ فترة وجيزة إلى دون الثمانية سنتات قبل أن يرتفع مجددًا إلى عشرة.
وأوضح ماسون أن “قلب الأزمة مرتبط قبل كل شيء بأزمة النفط التي جعلت البرازيل تهتمّ أكثر بإنتاج السكر الذي يوزّع في السوق العالمية، بدلًا من الإيثانول المنزلي الذي انهار تمامًا بسبب النفط”.
وجاء في تقرير الشركة الوطنية للإمدادات الغذائية في البرازيل أن عاملًا آخر يحفّز صادرات البرازيل من السكر لحصاد موسم 2020-2021 هو “تراجع قيمة الريال البرازيلي مقابل الدولار”.
ويتوقع التقرير أن “يستمر سعر الصرف في دعم القدرة التنافسية للسكر البرازيلي في السوق الخارجية”، مضيفًا أن “الإنتاج البرازيلي للسكر يُفترض أن يبلغ 35.3 مليون طن في ارتفاع بنسبة 18.5%” مقارنة بـ2019-2020. وخسر الريال البرازيلي 30% من قيمته مقابل الدولار، عملة سوق السكر العالمية، منذ الأزمة الصحية.
وقال ماسون إن “ذلك يعني على المدى القصير جدًا، أن البرازيليين أكثر تنافسية، ويمكنهم البيع في السوق الدولية بأسعار أرخص بالدولار، ستكون لديهم الكمية نفسها بالريال”.
وأشار إلى أن دولًا أخرى منتجة للسكر مثل جنوب أفريقيا وتايلاند تنحو المنحى نفسه. ولا يقلق هذا الأمر شركة “كريستال يونين”، ثاني منتج فرنسي للسكر، وفق ما يقول مديرها العام ألان كوميسير.
ولفت إلى أنه “كنّا أعلننا في كانون الأول/ ديسمبر خلال اجتماعاتنا الداخلية ومع المزارعين، أننا غيّرنا نموذج العمل، لنصبح أوروبيين أكثر وأكثر مرونة وأقلّ حضورًا في السوق الدولية”.
وثمة موقف مماثل في ألمانيا من جانب شركة “زوددزوكر”، الأولى عالميًا في إنتاج السكر. إذ إن المسؤولين فيها يقولون إن الأسعار في السوق الأوروبية لا تتراجع، على خلاف السوق العالمية.
وقال المتحدث باسم شركة “زوددزوكر” أنه فيما كان سعر طن السكر في الاتحاد الأوروبي 300 يورو عام 2019، أصبح سعره 370 يورو في نهاية شباط/ فبراير، و”يتواصل ارتفاع الأسعار”.
وفي مؤشر آخر على التفاؤل بالنسبة إلى الشركة الرائدة عالميًا، يبدو موسم الحصاد الأوروبي ضعيفًا بسبب ربيع جاف، ما سيجعل العرض ينخفض تلقائيًا ويؤكد حالة نقص السكر في أوروبا.
وطالب كوميسير بـ”دراسة بند حماية في أوروبا لتجنّب التدفق الذي يمكن أن يأتي من البرازيل والولايات المتحدة في وقت واحد”.
وختم بالقول إن “مطلع العام، كان الدولار الواحد يوازي 3.5 ريال برازيلي، أما اليوم فالدولار يوازي 5.5 أو 5.7 ريال ويتوقع المصرفيون أن يصبح الدولار الواحد بـ7.5 ريال هذا الصيف. وهذا يعني أن ليس فقط السكر، إنما كل قطاع الزراعة سيتأثر بما يحصل في البرازيل”.
المصدر: عرب ٤٨/ أ ف ب