السيد نصرالله: طاقة التحمل لها سقف وقد يرتكب العدو حماقة تؤدي الى الحرب
جدد الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله ثقته بالمقاومين وبيئة المقاومة، وقال إن “الروح التي انتصرت على العدو ما زالت موجودة وثقتنا كبيرة جداً بالمقاومين”، وأردف السيد نصر الله مؤكدا إن “ثقتنا كبيرة جداً ببيئة المقاومة”، وتابع السيد نصر الله انه رغم كل “محاولات سلخ المقاومة عن بيئتها”، سيبقى الجانب الروحي “في صلب ماهية المقاومة”.
وشدد السيد نصرالله في مقابلة مع إذاعة النور، بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، على أن العامل الأول في أصل المقاومة “هو الحفاظ على روحها بكل أصالتها وقوتها”، مؤكداً أن ما تحملته المقاومة لم تكن لتتحمله لوحدها إنما تحملته بيئة المقاومة وعوائل الشهداء والأسرى بمختلف المناطق وكانت روحهم عالية ولا زالت. السيد نصرالله وفي مقابلة مع إذاعة النور، أكد أن الجانب الإيماني هو ماهية المقاومة وأصلها، وقال إن هذه الروح الإيمانية ستستمر بثباتها وعشقها لله عزوجل.
وأشار السيد نصرالله إلى أن وزير حرب العدو بني غانتس هو من اقفّل البوابة في 24 أيار من عام الفين، وأكد أن القيادات الرئيسية اليوم في كيان الإحتلال عاشت التجربة في جنوب لبنان.
في الموضوع المعنوي، لفت السيد نصرالله إلى أن الاسرائيليين عاشوا هاجساً من 2006 لليوم، وأضاف انهم يتهيبون من الاقدام على اي خطوة ويعترفون أنهم لم يستطيعوا ان يمنعوا تعاظم المقاومة.
وأكد السيد نصرالله أن المقاومة من العام 1982 كانت ترى ماذا سيحصل في 2000، ولفت إلى أن الإسرائيلي لا تهمه إلا مصلحته والمشروع الحقيقي بالنسبة له هو كل فلسطين بما فيها الضفة، مشيراً إلى أن ما حصل من 1982، شارك فيه مجموعة كبيرة واللائحة طويلة، الاحزاب الوطنية والحركات وكل من شارك في المقاومة في السنوات الأولى.
وشدد السيد نصرالله أن عبارة “إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت” جاءت في وقتها تزامناً مع هزيمة الجيش الإسرائيلي، وقال إنها “حفرت كثيراً بقادة الكيان الاسرائيلي”، وقال إن “الردع الموجود ضد العدو هو نتيجة المعطيات الواقعية وليس نتيجة خطابات”. ولفت إلى ان القادة الإسرائيليين اليوم خبروا تجربة الانسحاب من جنوب لبنان “وحفر ذلك كثيراً بهم”. وذكر السيد نصرالله أن وزير الحرب الإسرائيلي الجديد نفتالي بينيت “لديه تجربة كبيرة من الخيبة في جنوب لبنان خلال فترة الاحتلال”.
وأوضح السيد نصرالله أن فكرة الإسرائيلي كانت أن ينسحب هو الى الحدود ويُبقي “جيش لحد”هو من يقاتل المقاومة وبذلك يحول الحرب الى أهلية، لكن إنهيار “جيش لحد” كان مفاجئة لجيش العدو، وشدد على أن أداء المقاومة عام 2000 جنّب لبنان حرباً أهلية طائفية خطط “الإسرائيلي” لإشعالها، وان المقاومة قدمت نموذجاً مشرقاً في التعاطي مع العملاء.
وأكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن لبنان يملك الردع في وجه الكيان الإسرائيلي، “وكل شيء له حساب وتعرف ‘إسرائيل’ بأنها ليست أمام عدو يستهان به”، وشدد على أن الانسحاب الاسرائيلي عام 1985 نحو الشريط الحدودي المحتل “لم يكن منة من إسرائيل”.
كما ولفت السيد نصر الله على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك “يقول إن شارون كان هدفه اخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان وايصال آل الجميل الى السلطة ويقول إن الهدف كان تجميع الفلسطينيين في الأردن واسقاط السلطة الهاشمية”. وأشار إلى أنه ما زال مشروع الوطن البديل للفلسطينيين في الأردن قائماً لدى “إسرائيل”، مشيرا إلى أن “إسرائيل” كانت تتآمر على الأردن عام 1982، “واليوم لا زالت تتآمر عليها من خلال صفقة القرن”.
وأكد السيد نصرالله أن الكيان الإسرائيلي هو كيان عنصري، هو ليس دولة دينية هو دولة عنصرية وتتصرف بشكل عنصري، وقال إن قناعتنا بأن الكيان الإسرائيلي لن يستمر لأنه مصطنع وغريب عن المنطقة، وأضاف أن “الدولة التي تستند على عامل خارجي وهي الولايات المتحدة عندما يضعف العالم الخارجي ستنهار”، ولفت إلى أن منظر “الإسرائيليين” وهم يحملون أمتعتهم ويرحلون هو مشهد طبيعي “إنها مسألة وقت”.
وأكد السيد نصرالله أن الجانب الداخلي اللبناني في العام 2000 لم يكن أفضل من الآن، لم يكن هناك إجماع على المقاومة، وأوضح أن المقاومة من العام 1982 إلى اليوم، لم تخسر الاجماع لأنه لم يكن هناك إجماع يوم من الأيام على المقاومة، وقال إنه لا يعتقد أن الأجواء الداخلية في لبنان عام 2000 كانت أفضل بكثير من الاجواء الحالية، وقال إنه “لم يكن هناك إجماع لبناني على المقاومة حتى يقال إنها خسرته”.
وشدد السيد نصرالله على أن حضور أميركا المباشر إلى المنطقة هو تعبير عن ضعف حلفائها وهو مؤشر قوة لمحور المقاومة، موضحاً أن “إسرائيل” تعرف وتقول إن المقاومة ازدادت قوة باضعاف مضاعفة. وأكد السيد نصرالله إن مستوى التأييد لخيار المقاومة لدى الشعب الفلسطيني هو أعلى من أي وقت مضى.
وأكد السيد نصرالله أن المقاومة في عام 2000 لم تكن هي نفسها الآن المقاومة في حال
ة تصاعد، وإن البيئة الاستراتيجية اليوم ليست كاملة لمصلحة العدو هناك حالة من التوازن، مشيراً إلى أن قوة المقاومة اليوم في فلسطين المحتلة عنصر قوة استراتيجي في صالح محور المقاومة، وأوضح أن المقاومة والعدو يملكان القدرة على المبادرة لكن نتيجة التوازن بينهما يحسبان كل الحسابات.
ووجه السيد نصرالله كلمة للصهاينة قائلاً “أقول للإسرائيلي كل الحدود هي خارج دائرة الأمان عندما تعتدي علينا”، ولفت إلى أن الإسرائيلي يبحث عن وسائل ليعمل من دون بصمة كما فعل في الضاحية الجنوبية بمسألة المسيّرات، وتابع أن “ما يحمي لبنان اليوم -الانجاز اليوم- هو الردع وهذا ما هو واضح بسلوك العدو”، وأوضح إن اسرائيل تعرف أن أي قصف للبنان لا يمكن أن يمر من دون رد وهذه قاعدة من قواعد الاشتباك، وتابع أن “الإنجاز اللبناني بعد التحرير هو الحماية والردع وهذا موجود باعتراف العدو.
وفي الملف السوري، أشار السيد نصرالله أن أمل العدو كان إسقاط النظام السوري والجيش السوري يتمزق وحزب الله يعود الى لبنان، مؤكداً أن هناك فصائل في المعارضة السورية كانت على اتصال مع “إسرائيل” وتتلقى منها الدعم على مختلف المستويات، واوضح أن الرهان الإسرائيلي على الجماعات المسلحة في سوريا سقط، لذلك لجأ الى قصف هنا وهناك ووسائل نقل بين الحدود.
وكشف السيد نصرالله أن “الإسرائيلي” لم يُخطأ في الضربة الأخيرة على الحدود اللبنانية، هو لم يكن يهدف إلى قتل شبابنا لذلك أرسل إنذاراً قبل أن يضرب وهذا جزء من قواعد الإشتباك، وأوضح أن المعادلة اليوم أننا نرد على العدو اذا قتل ايٌّ منا في أي مكان، وحذر السيد نصرالله أن “طاقة التحمل والصبر له سقف واليوم القيادة السورية ممكن أن تتحمل ولكن قد يذهب العدو الى ان يرتكب حماقة تُفقد صبر السوري وتؤدي الى الحرب”.
ولفت السيد إلى أنه بموضوع المسيّرات هذا الشكل من الاعتداء انتهى والعدو لم يرتكب بمثل هذا الاعتداء مجدداً، وإلى أن المعادلة التي أطلقتها لا زالت قائمة بإسقاط المسيرات “الاسرائيلية” في اي مكان من الاراضي اللبنانية.
المصدر: المنار