اليمنيون بعد عام على العدوان السعودي: وعد الله آتٍ
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || غالب أبو زينب / العهد الإخباري
العدوان على اليمن يدخل سنته الثانية، وسط تتابع الغارات الإجرامية، التي فاقت في نوعيتها وكميتها، العدوان الصهيوني على لبنان في عدوان تموز 2006، لا بل أن مستوى القتل وتدمير البنى التحتية، وفق عقيدة الإبادة الشاملة لمقومات الحياة والدفع باتجاه الإنهاك الشامل، ليكون الاستسلام غير المشروط هو السبيل الوحيد للنجاة، هذا المفهوم الإخضاعي الذي بدأ به العدوان السعودي على اليمن، ما مدى نجاحه ونجاعته في تحقيق هذه الأهداف المرسومة بعد مرور عام على العدوان؟
1 ـ إن العدوان الذي شنه العدو الصهيوني في عام 2006، واعتمد فيه بشكل أساس على مفهوم استعمال الطيران لتغيير الوقائع الميدانية، أسقطته المقاومة في لبنان، وأوجدت مدرسة أخرى في القتال ليس المجال للخوض فيها الآن، لكن يبدو ان هناك من هو منبهر بالتجربة الصهيونية، ومن يعتقد ان سلاح الجو الحديث والذي يمتلك أحدث التقنيات، والذي لديه دعم لوجستي جوي، إن لناحية الأهداف أو الإحداثيات (شكل الأميركي فيه العمود الفقري)، أعتقد أنه يمكن أن يستفيد من عنصر التفوق هذا، في مقابل الضعف الكبير الذي تعاني منه الدفاعات اليمنية غير المتطورة، لقد كان المتوقع أن تحسم حرب الطائرات المعركة بأسابيع قليلة، لكننا شهدنا عبور العدوان عامه الثاني والطائرات لم تبق هدفاً عسكرياً أو مدنياً، لا بل استعملت الغارات لارتكاب المجازر بالمدنيين، بعد أن بدا واضحاً ان الغارات على مقومات الصمود (من مأكل ومشرب) لم تستطع أن تزحزح الشعب اليمني قيد أنملة، وبهذا نستطيع أن نقول أن الطائرات يمكن أن تدمر لكنها لا تستطيع أن تكسر الإرادة أو تربح الحرب، لقد تحوَّلت الغارات إلى عبثية مطلقة، اصطدمت بإرادة اليمنيين، ففقدت قيمتها الاستراتيجية وبالتالي فقد المعتدون عنصر الصدمة، واصبحت الغارات هامشاً حربياً لا يعبر إلى نصر، بل يؤشر إلى هزيمة مقنعة ما زالت تداري خيبتها المريرة بمزيد من الإجرام.
2 ـ هذا في الجو؛ أما في البر، فإننا أمام فضيحة كبرى، فخلال عام وبقوة التحالف الشقي، وعلى الرغم من الحديث عن الاندفاعات الكبرى التي لا تقهر، (فقد تمخض الجبل فولد فاراً)، فالأسلحة الحديثة التي استوردت، وبكميات وافرة من أميركية وأوروبية قد تم الحاق الذل والعار بسمعتها، حيث ان الدبابات والآليات تعرضت لمجازر المقاومة اليمنية، ولإذلال الصناعات العسكرية بشكل مهين، لقد بينت المعارك أن حداثة السلاح ونوعيته لا تحسم معركة، ما لم يكن هناك جندي مؤهل للقتال بأبعاده كافة، وهذا بالضبط ما لم يدركه المعتدون أصحاب المهارات الرخوة، مما جعل الأبطال في اليمن ينقلون المعركة إلى الداخل السعودي ويتصرفون بكل أريحية، ما جعل المشاهد المتكررة للإعلام الحربي حول التدمير والأسر والسيطرة في عمق المناطق السعودية مدعاة خجل ومهانة وانكسار لمعنويات الجيش الذي يفر من بين أيدي المقاتلين لا يلوي على شيء، والذي كشفته المعارك، أن هذه الجيوش التي يصرف عليها المليارات فاشلة بكل المعايير القتالية، لأسباب كثيرة أصبحت معروفة….
3 ـ إن الاستعانة بالمرتزقة، فضيحة قائمة بذاتها، فهذا العقل الغارق في أوهامه الساذجة، يظن أن بإمكانه شراء المعارك، عبر “بلاك ووتر” أو غيرها من مسميات، أو عبر الإتيان ببعض الجيوش اللاهثة أنظمتها وراء المال تستطيع أن تصنع نصر، من المخجل أن هناك فئة جاهلة تماماً بأبجدية القتال ومقوماته وطرق الانتصار، وأولها ألا تعتدي على الآخرين، إن المرتزقة لم تغير المشهد العسكري ولم تجن لمن أتى بها نصرًا مشتهى، لا بل زاد من تخبطها وضياعها وخوائها العسكري والسياسي.
4 ـ لقد تم إعادة المجال للإرهاب الظلامي أن يتمدد باليمن، وأن يسيطر، وذلك برضى قوى العدوان التي تقاتل جنباً إلى جنب مع حلفائه المحليين وإرهابيي التكفير في اليمن بشهادة ووثائق غربية نشرت للقاصي والداني، فهل هذا الفعل الخطير والذي يعد من إفرازات العدوان، هو النصر الوحيد الذي حققه تحالف العدوان على اليمن؟
5 ـ مقابل كل ذلك فإن الشعب اليمني بفصائله وقواه من أنصار الله إلى المؤتمر الشعبي، سجلت في تصديها وثباتها وتكتيكاتها العسكرية، مهارات عالية وحضورًا قويًّا، وبرهنت أن النظريات البائسة حول ضعف اليمن، وإمكانية إخضاعه قد ولت إلى غير رجعة، وأن ولادة حقبة جديدة في اليمن مرتكزها اليمن القوي والمستقل وصاحب الإرادة، هو ما يجب أن تتعايش معه القوى المحيطة، وإذا أرادت السلام والاستقرار، فعليها ان تتعامل مع اليمن الند للند، وأن تنسى سياستها السابقة، وأن تقر بالواقع الجديد، واقع اليمن على طريق تحقيق ذاته، وأن ندرك أن الإيغال في المعركة، لن يجر سوى المزيد من الخيبات والخسائر، وسيرتد سلباً على النظام المعتدي ويؤدي إلى اهتزازات عميقة فيه، فهل يكف هؤلاء عن عدوانهم ويوفرون المزيد من الدمار والخسائر البشرية والمادية، ويتحلون بالعقل، حتى لا تضيع الفرصة على الجميع؟
إن نتائج عام بمؤشراته المختلفة تكفي للقول أن شعب اليمن لن يهزم وان النصر حليفه وأن ما قدم من تضحيات سوف يثمر يمناً حرًّا، سيدًّا، مستقلًا، عربيًّا، مقاومًا، داعمًا لفلسطين ولخط المقاومة الذي هو جزء لا يتجزأ منها.