أحفاد بلال.. من التهميش إلى المواطَنة والمساواة
موقع أنصار الله || مقالات || محمد صالح حاتم
إن ما دعا إليه السيد القائد عبدالملك الحوثي إلى ضرورة دمج أحفاد بلال في المجتمع، والعمل على وضع استراتيجية طويلة الأمد؛ لدمجهم وااشراكهم في كافة نواحي الحياة فهذه الدعوة نابعة من روح الإيمان وتعاليم ديننا الحنيف، الذي جاء ليساويَ بين البشر لا فرق بين عربي ولا أعجمي وَلا أبيض وَلا أسود إلَّا بتقوى الله.
أحفاد بلال شريحة كبيرة ومهمة في المجتمع، وينتشرون في معظم محافظات الجمهورية، ولكن وللأسف الشديد فقد تعرضت هذه الشريحة للتهميش والإقصاء من قبل الحكومات السابقة، بل إنه في بعض المحافظات كانوا عبارة عن عبيد وخدام يعملون عند المشايخ والمتنفذين مقابل لقمة العيش، وظلوا هكذا عدة عقود من الزمن عمالاً وخداماً للشخصيات النافذة في القبيلة والمنطقة جيلاً بعد جيل، كما كان في محافظات حجّـة والحديدة، وفي السنوات الأخيرة تعمدت هذه الحكومات أن تجعل من هذه الشريحة فئةً منبوذة ومعزولة في الشعب، وذلك من خلال عزلهم في مساكن خَاصَّة بهم، وتدريس بعض من أبنائهم في مدرسة مخصصة لأبناء هذه الفئة، حتى أنه تم بناءُ مسجد وقسم شرطة مخصص لهم في ما يُعرف بمدينة العمال بسعوان، وقد تم إيكال وتخصيص مهنة النظافة على أحفاد بلال، وهو ما جعلهم يشعرون بالنقص في المجتمع.
واليوم وبعد هذا الحرمان والتهميش الذي عاشه أحفاد بلال الذين ظلوا محرومين ومضطهدين عقوداً من الزمن، لا لشيء ارتكبوه أَو جريمة افتعلوها سوى لون بشرتهم السمراء، فإننا نأمل من الحكومة وخَاصَّةً توجيهات السيد القائد، في دمج أحفاد بلال في كافة مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية والدينية، وأن يتم فرضُ التعليم عليهم وتشجيعهم على التعليم وتقديم حوافزَ مالية لهم؛ بهَدفِ الالتحاق بالمدارس والمعاهد والجامعات، وتخصيص مقاعد سنوية في الكليات العسكرية والجامعات الخَاصَّة، وفي جميع التخصصات، وأن يتم تخصيص درجات وظيفية لهم سنوياً في كافة المؤسّسات والدوائر الحكومية، وأن يتم توزيع مساكن لهم في كافة المحافظات والمدن اليمنية وأن لا يتم عزلهم في مساكن منفرده كما هو حالهم في مدينة العمال بسعوان، وأن لا تظل مهنةُ النظافة محتكرةً عليهم فقط، بل إن يتم توظيف عمال نظافة من أصحاب البشرة البيضاء؛ وذلك لإيجاد التنوع في الوظائف والأعمال والمساواة بين أفراد المجتمع.