المواقف اليمنية تجاه القضية الفلسطينية… مواقف جادة ولن تتغير
تقارير / امين النهمي
إن من أحد الأسباب الرئيسة لشن العدوان الأمريكي الصهيوني الخليجي على الشعب اليمني هو المواقف اليمنية تجاه القضية الفلسطينية لاسيما بعد ثورة الشعب اليمني في سبتمبر 2014م، والتي أنهت فيه العهد البائد للوصاية الأمريكية الصهيونية الخليجية على اليمن وشعبه، إذ أن العدوان الامريكي السعودي الاماراتي على اليمن كان بهدف القضاء على هذه الثورة وما تحمله من عقيدة ايمانية، وشعار راسخ يوجه العداء لأعداء الأمة العربية والاسلامية، والذي يمثل خطراً حقيقياً على كيان العدو الإسرائيلي، وكذلك فإن العدوان يعد كأحد الاساليب لإلهاء الشعب اليمني الحر عن قضية فلسطين وعن العدو الغاصب والمحتل لأرضها، لكن حصل مالم يكن في حسبان أولئك الحمقى، فكان الرد يمنياً حكيماً وواعياً وثابتاً في ساحات القتال والمواجهة، والسياسة أيضاً، مفاده بأن شعب اليمن مهما تثخن جراحه فإنه لا ولن ينشغل عن قضية الأمة الرئيسة والجوهرية مهما كانت الصعاب والتحديات وغيرها.
وهنا يتضح جلياً حجم الروابط بين اليمن وفلسطين المحتلة، وأنها روابط متينة، بشكلٍ تجاوزت فيه كل الحدود الجغرافية بين اليمن وفلسطين المحتلة، لاسيما في ظل استمرار مواقف الشعب اليمني وقيادته الدعمة للقضية الفلسطينية، وفي الوقت الذي يتعرض فيه الشعب اليمني لعدوان أمريكي صهيوخليجي دخل عامه السادس، وارُتكبت فيه جميع أنواع الجرائم والمجازر الوحشية بحق شعب يأبى الظلم ويعشق الحرية ويتحرك لنصرة القضية الفلسطينية.
وفي هذا الصدد، وعلى عكس القادة والزعماء العرب، العملاء والموالين لأمريكا وإسرائيل؛ تعددت مراراً وتكراراً، المواقف القوية والحازمة للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في مناسبات مختلفة، الدعمة الشعب الفلسطيني، والذي يشدِّد فيها على ضرورة تحرير فلسطين المحتلة، ويؤكد أن الكيان الصهيوني هو العدو الأكبر والأخطر على الأمة العربية والإسلامية بمجملها، وليس على الشعب الفلسطيني فحسب.
ولا يسع المجال هنا لسرد كل تلك المواقف القوية والحازمة للسيد عبد الملك، وإنما ينبغي الإشارة إلى المبادرة الأخيرة التي أطلقها السيد عبد الملك للنظام السعودي والتي تضمنت الافراج عن أسرى مقابل افراج النظام السعودي عن معتقلي حركة حماس، الذين تم اعتقالهم في السعودية، وهذا ما يؤكد الموقف اليمني الثابت والمبدئي تجاه القضية الفلسطينية، والتي ترجمت الإجراءات اليمنية العملية والجادة والفعالة لدعم القضية الفلسطينية، وخياراتها العادلة ضد المحتلين، باعتبارها القضية الرئيسة للأمة الإسلامية.
كما تتعدد المواقف اليمنية القوية والثابتة تجاه القضية الفلسطينية والتي تترجم في الواقع في إجراءات يمنية عملية وجادة لدعم القضية الفلسطينية إمن خلال ما تقدمه القيادة اليمنية في الجيش واللجان الشعبية عبر تخريج دورات عسكرية تحت اسم فلسطين والقدس المحتلة، وكذلك تسميه أحدى الصناعات العسكرية الصاروخية، يمنية الصنع باسم “قدس”، بما يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن القدرات العسكرية اليمنية هي في خدمة ونصرة القضية الفلسطينية، وأن ذلك السلاح صُنع خصيصاً وفي الاساس ليتوجه لصدر العدو الاول للأمة العدو الإسرائيلي والأمريكي.
ورداً على هذا الموقف القوي والجاد والمسؤول والداعم للقضية الفلسطينية، بعث رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، اسماعيل هنية، رسالة إلى المكتب السياسي الأعلى في اليمن، أشاد فيها بمواقف أبناء الشعب اليمني المؤيدين للقضية الفلسطينية، حيث قال هنية في الرسالة: “نعرب عن تقديرنا لمواقف القادة اليمنيين والشعب اليمني المؤيد للقضية الفلسطينية”.
وقبل الختام، ينبغي الاشارة إلى المواقف القوية والثابتة تجاه القضية الفلسطينية والتي أكد عليها مؤسس أنصار الله الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي “رضوان الله عليه”، حيث شكلت القضية الفلسطينية عند السيد الشهيد احدى القضايا الجوهرية التي كان يوليها اهتماماً خاصاً وكبيراً، وتنطلق من الثقافة القرآنية، حيث كانت محاضرته بعنوان (يوم القدس العالمي) التي القاها في العام 2002م، تعكس اهتمامه بالقصية الفلسطينية، والتي حذر فيها بشكل واضح، وبرؤية ثاقبة من المخاطر الاستعمارية القادمة من الأمريكي الإسرائيلي تجاه فلسطين المحتلة ومقدساتها والمنطقة العربية والإسلامية عموماً.