ولله على الناس الحجُّ إلى البيت الحرام
موقع أنصار الله || مقالات || نوال أحمد
إن اللهَ سبحانه وَتعالى قد قالها موجهاً لعباده وآمراً لهم بوجوب الحج كفريضة مكتوبة عليهم، مذكّرا لهم بها في القرآن الكريم: (وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَـمِينَ).
فأين علماء الأُمَّــة من هذه الآية الكريمة التي فيها أمر إلهي لهم، وفيها تذكّير بدعوة الناس لأداء فريضة الحج؟!
(وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُـلّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُـلّ فَجٍّ عَمِيقٍ)، أين الأُمَّــة الإسلامية مما يحدث اليوم؟!
أين موقف المليار مسلم أمام هذه الممارسات الشيطانية لآل سعود فيما يعملونه من سيطرة على بيت الله الحرام والله يقول ما كانوا أولياءه؟!
فما يقوم به آلُ سعود من صدٍّ للمسلمين عن أداء فريضتهم، وما تحكمهم وَاستغلالهم لهذا النُسكّ العظيم وتقويضهم لهذه الفريضة المقدسة، ما هو إلا تعدٍّ واضحٌ لحدود الله تعالى.
لماذا هذا الجمود والخنوع في علماء الأُمَّــة أمام فراعنة العصر صهاينة العرب الذين أشركوا، ويمنعون الناس من الحج ويغلقون أبوابه أمام المسلمين بذريعة ما أسموه فيروس كورونا، فيما نراهم وهم يفتحون المراقص والبارات والملاهي، فتحوا قاعات الاختلاط وسمحوا بإقامة الفواحش المنكرات، وجلبوا العاريات السافرات من البلدان الغربية إلى داخل الأراضي المقدسة والبقاع المطهرة في نجد والحجاز ولم يتخوّفوا من كورونا؟!
يدنّسون المقدسات وَيفتحون البارات لمحو الفضائل وممارسة الرذائل ونشرها بين العرب، يحلّون الحرام، ويحرمون الحلال، يحرّمون ما أحل الله ويُجرمونه، يمنعون إقامة الشعائر الدينية، يصدون الناس عن إقامة الصلاة وأداء مناسك الحج والعمرة وإحيائها في بيت الله الحرام!!
وبدلاً عن إحياء شعائر الله وأداء فرائضه، نرى حكامَ السعودية يحِلّون المحرمات ويقيمون الخبائث، ويدعون للانفتاح والانحلال الأخلاقي في السماح للناس بالاختلاط وبمزاولة الرقص والمجون والتعري وإقامة الكفر وإحلال السفور والفجور بالقرب من بيت الله الحرام وداخل أرض مكة والمدينة، والهدفُ إبعادُ الناس عن إسلامهم وقرآنهم.
آل سعود يريدون للناس أن يعودوا من بعد إيمانهم كافرين، يسعون للعمل على أن يرتد الناس عن إسلامهم بالترغيب لا بالترهيب، تحت عناوين وشعارات زائفة لا أَسَاس لها من الصحة، كُـلُّ ذلك يفعله النظام السعودي الفاجر برغبة من النصارى واليهود، لدفع الناس نحو الضياع والضلال والكفر وتولي اليهود، ليصبحوا من بعد إيمانهم كافرين، سواء شعروا أم لم يشعروا بذلك، وكل شيء بات اليوم واضحًا من خلال كافة أشكال التطبيع مع اليهود والهرولة نحوهم، هذه هي حقيقة حكام السعودية يعملون كُـلَّ ما هو مصلحة للغرب وكل ما فيه إرضاءً لليهود..
ويبقى السؤال هنا..
أين أُمَّـة القرآن؟! أين أُمَّـة رسول الله محمد؟! أين علماء الأُمَّــة؟! أين المواقف الإسلامية؟! أين الجميع مما يحدث؟!
إذا لم يكُن هناك موقف من أبناء هذه الأُمَّــة، وعلى رأسها علماؤها، فإن الله سيضربهم جميعاً، ويسخط عليهم وسيطالهم العذاب إن هم صمتوا وخنعوا وتخلوا عن مسؤولياتهم، أما من يصدّون الناس عن بيت الله الحرام، ومن يمنعون الناس من الحج فإن الله قد توعّدهم بالعذاب والله لا يخلف وعده، وهو القائل جل وعلا: (وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْـمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أولياءهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْـمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أكثرهُمْ لَا يَعْلَـمُونَ)، وليستشعر المسلمون مسؤولياتهم، فلا عذر يبقى للجميع أمام الله وأمام دينه.