الارتباط الوثيق بالله وطلب العون منه في السراء والضراء مفتاح الفرج
|| من هدي القرآن ||
في مسيرة العمل، عندما يكون الموقف مع الله موقفا ثابتاً … تنزيهه, نزاهته لا يمكن أن يخلف وعده أبداً. فمتى ما مر الناس بصعوبة ما رجعوا إلى أنفسهم، وإلى واقع الحياة: ربما خطأ حصل من عندنا ونحن نرتب المسألة على هذا النحو، وربما خطأ حصل من عندنا أنه ضعفت ثقتنا بالله عندما رأينا أنفسنا كثيراً .. كما حصل في يوم حنين {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} (التوبة: من الآية25)؛ لأنهم رأوا أنفسهم كثيراً وكانوا ما يزالون بعد نشوة النصر بعد فتح مكة فاتجهوا لقتال هوازن, وبعض القُبُل الأخرى، فقال البعض: [لن نهزم اليوم من قلة] رأى جموعاً كثيرة، لن نهزم اليوم من قلة. وعندما يكون هذا الشعور داخل الكثير، بدل أن تكون النفوس ممتلئة باللجوء إلى الله، واستمداد النصر منه، والتأييد منه، الذي تعبر عنه الآية: {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (البقرة: من الآية250) لن نهزم اليوم من قلة .. فهزموا هزيمة منكرة.
الإيمان على هذا النحو هو الذي يدفع الناس إلى أن يرجعوا إلى أنفسهم فيصححوا أخطاءهم ويكتشفوا أخطاءهم، ويُحَسِّنوا من أوضاعهم، ويُحْسنوا خططهم, ويُحْسنوا تصرفاتهم، ويظلون دائماً, دائماً مرتبطين بالله مهما بلغت قوتهم، مهما بلغ عددهم، يظل ارتباطهم بالله قوياً، ارتباطهم بالله وهم مائة ألف كارتباطهم بالله يوم كانوا ثلاث مائة شخص، أو أقل .. متى ما انفصل الناس عن الله, ورأوا أنفسهم وكأنهم في حالة لا يحتاجون معها إلى تأييد من الله سيضربون، سيضربون .. [لن نهزم اليوم من قلة] هي التي ضربت المسلمين في حنين.
الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي.
معنى التسبيح