“ولله على الناس حج البيت”
موقع أنصار الله || مقالات || حمدي دوبلة
أول شيء جال في فكر النظام السعودي وهو يحاول الاحتراز من جائحة كورونا الوبائية كان إغلاق البيت الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة وحرمان المسلمين من الصلاة والطواف في الحرمين وقبل أن يفكر حتى في إلغاء حفلات الترفيه والرقص والمجون التي ارتبطت بالعهد “الميمون” لابن سلمان.
وعندما اتضح له ولكثير من بلدان العالم بأن التشديد في قيود الحظر لا جدوى منه في الحد من تفشي الوباء سارعت السلطات السعودية إلى رفع كل القيود والاحترازات وقررت عودة الحياة العامة إلى سابق عهدها باستثناء الحرمين الشريفين ليجد ملايين المسلمين أنفسهم محرومين من أداء مناسك الحج امتثالا لأوامر الله عز وجل وكأن هذا النظام قد اخذ على نفسه عهدا بأن يعطل هذه الفريضة العظيمة تحت أي مبرر حتى لوكان واهيا وغير مقنع لأحد.
-ما أقدم عليه النظام الحاكم في السعودية بمنع ضيوف الرحمن من أداء الحج هذا العام لأول مرة في التاريخ الحديث أحدث صدمة كبيرة في نفوس ومشاعر أبناء الأمة الذين باتوا يشاهدون الأماكن المقدسة في أيام الحج وهي خاوية على عروشها ليعتصرهم الألم والحسرة والأسى لما آل إليه حال أعظم مقدسات الأمة في ظل حكم هذه النسخة البائسة من أسرة سعود التي رأت على ما يبدو بأن أقرب الطرق وأسهلها لكسب رضاء الأسياد في واشنطن والتودد اليهم وإثبات الولاء لهم يكمن في تعطيل الركن الخامس من أركان الإسلام دون الاكتراث لأي أحد من أمة المليار نسمة.
-لعل ابن سلمان وهو الذي مهَّد الطريق لنفسه لاعتلاء عرش المملكة على الصعيد الداخلي ولم يعد يفصله عن هذا الهدف إلا أن يلفظ والده العليل أنفاسه الأخيرة قد وجد من “أكذوبة” وباء كورونا فرصة مؤاتية لإثبات جدارته للخارج وانه في أتم الجهوزية على تقديم الخدمات الجليلة لأعداء الأمة وانه قادر اكثر من سابقيه على أداء المهام دون قيود أو خطوط حمراء ولو وصل الأمر إلى التعدي والعبث بمقدسات الأمة وانتهاك حرمات شعائر وأركان الدين .
– لقد جعل ابن سلمان وطاقمه في منظومة الحكم السعودي من فريضة الحج ساحة لتحقيق الأغراض والمكاسب السياسية وصار يتحكم بها وكأنها ملكية خاصة له يقيمها متي يشاء ويعطلها حين يريد وفقا لما تقتضيه مصالحه وأجندته الخاصة مستغلا في ذلك ضعف وهوان وعجز بلدان الأمة وارتهان مراجعها الدينية والعلمائية والتي انغمس معظمها في مستنقع المال السعودي وباتت أسيرة في براثن المصالح وغير قادرة على رفع صوتها والقيام بمسئولياتها الدينية في وقف أو تصويب مثل هذه الانحرافات الخطيرة وغير المسبوقة.
-الأصوات التي نسمعها اليوم تطالب صراحة برفع يد النظام السعودي عن التنظيم والإشراف لفريضة الحج وإسناد هذه المهمة الجسيمة للجان مختصة يتم تشكيلها من كافة بلدان العالم الإسلامي لاتزال ضعيفة وخجولة مع أن فشل وعجز وترهل النظام السعودي في القيام بهذه المهمة صار جليا ومجلجلا ولم يعد يخفى على أحد في هذا العالم.