خطورة التولي لليهود والنصارى
موقع أنصار الله || مقالات ||
روى البخاريُّ ومسلم من حَــديث سعيد بن أبي مريم، قال حدثنا أبو غسان، قال: حدثني زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لتتبعُنَّ سُنَنَ مَن قبلَكم شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، حتى لو سلكوا جُحْرَ ضبِّ لسلكتموه).
فقلنا: يا رسول الله: اليهود والنصارى؟
قال النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: “فمن؟”
في الحديث التأكيد الواضح على ما ورد في القرآن الكريم من تحذير شديد بخطورة اليهود والنصارى وخطورة التولي لهم والمسارعة فيهم، وأن الطريق الأسلم هو في الإيمان الخالص والولاء الواضح لله ورسوله والمؤمنين الصالحين المتقين السائرين على هدي الله ونهج رسوله من بعده، والبراءة من أعدائهم كما في القرآن الكريم وصحيح السُّنة المطهرة.
مع الإشارة هنا إلى أن هذا الاتّباعَ ” لتتبعُنَّ سُنَنَ مَن قبلَكم…”، وفي بعض الروايات “لتحذُنَّ حذوَ بني إسرائيل”، ليس مقتصراً على أمور صغيرة، في المأكل والمشرب والملبس والمظهر فحسب كما يقدم ذلك الخطاب الإرشادي السطحي وكتب في ذلك المؤلفات الكثيرة، وإنما في القضايا الكلية في بابِ المعتقدات (الإيمانُ بالله ورسله وكتبه وَ…) والمعاملات وقضايا الحكم والسياسة والولاء والبراء، الأمرُ الذي يترتب عليه الانحرافُ الكبيرُ والسقوطُ المدوي والتبعية لليهود والنصارى وتحقّق التخلف وتسلطهم على الأُمَّــة في كُـلِّ شيء.
والذي أريده هنا هو الاستمرارُ في حثِّ إخواننا الخُطباء والمرشدين على اليقظة والوعي أكثر في إعادة ترتيب الأولويات، وإدراك أن معرفةَ الأُمَّــة لعدوِّها مَن هو وما الذي يلزم، هو المدخلُ السليمُ لبناء وعي رشيد، وهو المفتاحُ لصلاح المجتمع وتفاعُله السليم في مسيرة الإصلاح والنهوض المنشود، حتى يتحقّقُ الاستقلالُ والتخلُّصُ من التبعية للأعداء وفق منهج الله الذي ارتضاه لعباده.