المآل الطبيعي لـ”جيش الدمى” الاسرائيلي

“” إيهاب شوقي “”

منذ نشأتها واعلان دولتها المزعومة، جبلت “اسرائيل” على الكذب ونقض العهود والخداع، ومنذ نشأة المقاومة، كانت المصداقية احد ثوابتها وأقوى أسلحتها، باعتراف العدو، وهذا المعادلة ظلت تأثيراتها تنمو، ليصبح لها انعكاسات استراتيجية لها ثقلها في الميزانين، العسكري والسياسي.

لم يكن العدو الاسرائيلي يعير للمصداقية وزنا بسبب الفجوة الكبيرة في توازنات القوى، فلربما كان ينفذ تهديداته ولا يضطر للكذب اعتمادا على فارق القوة. بينما اضطر اليوم للعودة الى الكذب والخداع عندما ضاقت الفجوة وتغيرت المعادلات واستجدت توازنات الردع والرعب.
ولكن المصداقية هنا لها شقان، شق خارجي وشق داخلي.

وبينما لا يعير العدو اهتماما بالشق الخارجي لاعتماده على تواطؤ دولي وللأسف عربي، فإن مصداقية العدو الداخلية لها أهمية بالغة، لأنها على تماس مباشر بالجبهة الداخلية وكذلك على خطوط الصراع والتنافس الداخلي بين القوى داخل كيان العدو.

من هنا يمكن تفسير الأزمة المركبة التي يعانيها العدو في صراعه مع المقاومة، فهي لا تقتصر على معادلات الردع وقواعد الاشتباك بتحديثاتها المتواصلة مع تنامي قوة المقاومة، وانما تتسلل الازمة للداخل الصهيوني لتعبث بوحدة جبهته واستقرار حكومته وبالتالي الدخول في حلقات مفرغة من الأخطاء وسوء ادارة الصراع.

ومؤخرًا، بدا الانهيار على جيش العدو وتلقى ضربات مؤثرة على هيبته وسمعته التي استطاع بها ترهيب المنبطحين والانهزاميين، والذين لا يستوعبون حتى اللحظة حقيقة الأمور بعد أن أعمتهم أطماعهم أو أحقادعم أو ادمانهم للتبعية عن رؤية الأمور على حقيقتها رغم تكرارها بشكل يؤكد هذه الحقائق ويزيدها رسوخًا!

تحول العدو بفضل صمود المقاومة وارادتها وشجاعتها، الى جيش من الدمى، يضع هياكل وهمية على صورة البشر كي تكتفي بها المقاومة عندما تنفذ وعودها الصادقة لحفظ ماء الوجه، كأن ماء الوجه وليست المصداقية والردع هي بنود في برنامج عمل المقاومة، مما اعطى للمقاومة مصداقية مضافة باصرارها على تنفيذ وعودها بجدية وصدق، واضفى على العدو صفة الجبن والاحتيال.

وما حدث يوم الاثنين 27 تموز هو انهيار جديد، بدا معه جيش الاحتلال، جيشا عشوائيا يفتقد مقومات الجيوش، ولا يرقى حتى لمستوى الميليشيات أو التنظيمات العشوائية بافتقاده ابجديات عسكرية تتعلق بالاستطلاع والاتصال وتنسيق الخطوط، وهو ما استوجب سلسلة من الاكاذيب المضحكة التي ستصبح امثالا للتندر والسخرية في مجال الاعلام الحربي، والاعلام بشكل عام.

كان الداخل الاسرائيلي منتظرا ومترقبا لبيان المقاومة ليعرف حقيقة ما حدث لافتقاده ثقة حكومته وجيشه، بينما سارعت وسائل اعلام عربية اللغة فقط، لتناقل روايات العدو وتخبطاته وأكاذيبه، ولم تضع حتى ورقة توت اعلامية تداري بها سوأتها بنشر بيان المقاومة ولو من باب التغطية الصحفية!

يكفينا ذكر أمثلة بسيطة من تناول وسائل اعلام العدو للفضيحة الصهيونية، لبيان تغطية الفضيحة بفضائح مضافة:

– موقع ديبكا الاستخباراتي، لجأ الى تزييف بيان حزب الله ليوحي ان الحزب قام بالاشتراك بالفعل وانه توعد بالمزيد، حيث قال الموقع انه ” بعد تبادل لإطلاق النار مع جيش (الدفاع) الإسرائيلي يوم الاثنين على (جبل دوف) حزب الله أعلن أن خطته للانتقام من قتل “إسرائيل” لأحد مقاتليها في دمشق قبل أسبوع ليست النهاية. المزيد لم يأت بعد – وقريبا”.

– يوسي يهوشع في يديعوت فضح هروب رتبة عسكرية كبيرة من الجبهة، حيث قال: “الى الضابط الكبير في جيش الاحتلال الذي أخذ سيارة أحد المستوطنين اليوم شمال فلسطين: يمكنك اعادة السيارة الان!”.

– قناة كان العبرية كادت ان تعترف بكذب رواية العدو الاسرائيلي، ولمحت ان الجيش الإسرائيلي، أوحى بأن هناك ردا من المقاومة وان على المقاومة ان تكتفي بذلك، وهو ما يذكرنا بالدمى وفلسفتها، حيث قالت القناة: “اعطى الجيش الاسرائيلي فرصة لحزب الله لينزل عن السلم، لكن حزب الله لديه إصرار على التصعيد”.

هذا غيض من فيض فضائحي للعدو، وهو ما يرسخ قوة المقاومة ومصداقيتها، ويؤكد أن وعد الصلاة بالقدس قريبًا ليس من قبيل الشعارات، ولا عزاء للصهاينة داخل كيان العدو أو خارجه في أمتنا المبتلاة بالتبعية وبصهاينة عرب.
العهد

قد يعجبك ايضا