“القوات” والثورة: مجموعات وخطط أخمد الجيش اللبناني خطوة “إنقلابية”
// صحافة // العهد
مُنسّقة بين حزب القوات اللبنانية ومجموعة العميد المتقاعد جورج نادر. أخلى الجيش عناصر المتظاهرين الذين استولوا على مبنى وزارة الخارجية بعد أن حوّلوه لـ”مقر للثورة” ورفعوا فيه شعارات ومطالب عديدة.
فشل هذه الخطوة “الثورية” فتح باباً واسعاً للخلاف بين القوات والعميد نادر ومجموعته. تقول جهات شاركت في التحركات الأخيرة على الأرض، إن العميد نادر تراجع أمام إصرار الجيش اللبناني على استعادة مبنى الخارجية، الذي كان فارغاً في الأصل نتيجة تعرضه لأضرار جسيمة بفعل انفجار المرفأ. هذا التراجع أزعج قيادة القوات التي اتهمت نادر بالإخلال بالاتفاق الثنائي القاضي بالاحتفاظ بمبنى الخارجية كمقر لـ”الثورة وتحركاتها”.
في الأساس، تقول المصادر إن القوات اللبنانية كانت تنشط بشكل كثيف على الأرض، وهي التي كانت تنسق فعاليات “يوم الحساب” الذي أُطلق بعيد انفجار المرفأ. كانت القوات قد نسقت مع مجوعات عدة على الأرض لـ”نشاط” يوم السبت. وفي هذا الإطار، تقول المصادر الميدانية إن التنسيق القواتي حصل مع كل من “حزب سبعة”، “حزب المنتدى” التابع لبهاء الحريري، “حراس المدينة” التابع لأشرف ريفي بالإضافة إلى مجموعات من الضنية ووادي خالد وعكار، ومجموعة من طرابلس بقيادة عبد الباسط تركماني، و”حراك بعلبك” التابع للشيخ صبحي الطفيلي، و”مجموعة المساجد” التابعة لحراك صيدا، مجموعات من تعلبايا وجديتا بقيادة عماد قزعون وملحم حشيمي.
مع بداية أحداث يوم السبت 8 آب/ أغسطس 2020، كان واضحاً أن القوات تؤدي دوراً استعراضياً يراد منه توجيه رسائل للداخل والخارج مفادها أنها هي من يمسك بالأرض. وفي هذا الإطار، تقول المصادر الميدانية إن المجموعات التي هاجمت وزارات الاشغال والبيئة والخارجية هم من التابعين للعميد جورج نادر والعقيد سامي رماح، وهم أنفسهم الذين هاجموا وزارة الاقتصاد، بالاشتراك مع مجموعات زين البساط وواصف الحركة.
وتضيف المصادر أنه بدا واضحاً من خلال تحركهم وإشارة البدء الموحدة أن الأمر كان مخططاً له بشكل مسبق بين مجموعات الضباط المتقاعدين بقيادة نادر ورماح، ومجموعات القوات بقيادة روبرتو تنوري وباسكال نهرا.
وتؤكد المصادر أن مبتكري فكرة المشانق هم مجموعة جل الديب بقيادة شربل القاعي وانطونيو دويهي، بالاشتراك مع بعض مجموعات الـNGOS، وتشير هذه المصادر أن قائد “نشاط” المشانق وصاحب الفكرة الرئيسي كان الناشط القواتي شربل القاعي، فيما تولى أنطونيو دويهي ومجوعة من الملثمين اقتحام وزارة الاقتصاد، بعد تلقيه إشارة البدء عبر اتصال هاتفي. أما بخصوص “النشاط” في محيط مجلس النواب وأوتيل ” لو غراي” فقد تولى تنفيذه ربيع الزين وأبو محمود الشوق ومجموعاتهما الطرابلسية.
بالعودة إلى غزوة قصر بسترس، مقر وزارة الخارجية، فقد كانت الأحداث تدور فيما كان سمير جعجع يقوم بجولة ميدانية في الأشرفية والرميل والجميزة. تقول المصادر ذاتها إن جهازاً قواتياً شبه عسكري تولى تأمين هذه الجولة بكل تفاصيلها. فالحشد الجماهيري الذي رافق جعجع في جولته مكوّن بأغلبه من عناصر هذه الفرقة التي كانت تتخفى بلباس مدني تحت عنوان “جماهير القوات”. فيما أمكن للحاضرين، خصوصاً ممن كانوا ينشطون في فعاليات الثورة الميدانية، من التعرف على وجوه كثيرة من عناصر هذه الفرقة. هؤلاء كانوا قد نشطوا على “محاور” عدة منذ قررت القوات اللبنانية الانخراط في “الثورة” بشكل مباشر وفعّال.
سُجّل يوم الأحد 9 آب/ أغسطس 2020 هجوم في ساحة الشهداء على النائب شامل روكز ومجموعة من الضباط المتقاعدين بقيادة العميد جورج نادر. هذا الهجوم وضعته المصادر الميدانية في إطار استكمال الإشكال الذي حصل بين نادر وعناصر القوات على خلفية فشل السيطرة على مقر وزارة الخارجية قبل 24 ساعة.
وتقول المصادر إن العناصر التي أجّجت الهتافات ورمي الحجارة على روكز هي مجوعات قواتية، استغلت شعار “كلن يعني كلن” وأن الثوار لا يريدون سياسيين في صفوفهم؟ علماً بأن روكز من بين النواب الذين وضعوا استقالتهم على الطاولة، وكان له صولات وجولات عديدة على خط “الثورة”، بالاشتراك مع الثوار أنفسهم الذين انقلبوا عليه وطردوه من ساحة الشهداء عصر الأحد.