كلمة السيد القائد في ذكرى الهجرة “دروس ومواقف”
|| مقالات || زيد البعوه
من اجتماع كفار قريش في دار الندوة للمؤامرة على رسول الله وعلى المشروع الإلهي الى اعلان ترامب للاتفاقية الإماراتية الصهيونية التي تهدف الى خيانة الأمة والمؤامرة عليها كلمة شاملة للسيد القائد في ذكرى الهجرة النبوية تناول فيها التاريخ الإسلامي والسيرة النبوية والهجرة المحمدية والأحداث والمستجدات على الساحة المحلية والإقليمية ، من بطن مكة الى غار ثور ثم إلى يثرب وصولاً الى دار ابو ايوب الانصاري ولم يتوقف مشوار الهجرة هناك بل استمرت تشق طريقها الى الحبشة ثم إلى فتح مكة وها نحن اليوم نهاجر بدين الله على نهج محمد الى الله في مواجهة مجتمع قريش واحفاد خيبر في ركاب الطاهرين هجرة مستمرة إلى النصر المبين ان شاء الله.
في اليوم الأول من رأس السنة الهجرية الجديدة وفي ذكرى الهجرة النبوية اطل قائد المسيرة القرآنية السيد عبد الملك الحوثي حفظه الله كما هي عادته كل عام ليتحدث عن الهجرة وعن الدروس والعبر وفق السيرة القرآنية النبوية ويتحدث عن المستجدات على الساحة المحلية والإقليمية بطريقة قائمة على الحكمة والوعي والثقافة القرآنية مفعمة بالوضوح والشفافية والمصداقية والثبات على المواقف والاستمرار في مواجهة التحديات التي نواجهها كشعب يمني والتي تواجهها الأمة بشكل عام مع الطواغيت والمستكبرين.
كلمة ثقافية وفكرية وتاريخية وسياسية واقليمية ودولية ومحلية ، كلمة شاملة وعميقة واستثنائية ومفصلية تناول فيها السيد القائد حفظه الله مواضيع في غاية الأهمية فيما يتعلق بالهجرة النبوية وفق ما تحدثت عنه الآيات القرآنية مستلهما منها الدروس والعبر للاستفادة منها اليوم في واقعنا وفي صراعنا مع اعداء الإسلام والمسلمين من اليهود والنصارى وعملائهم والمطبعين معهم والمسارعين فيهم ، كلمة توعوية تربوية عسكرية سياسية اقتصادية جهادية تناول فيها السيد القائد اهم القضايا التي تحتاج اليها الأمة اليوم في مواجهة الهيمنة الأمريكية والصهيونية وفي مواجهة الخيانة والتطبيع والنفاق الذي يهدف الى خلخلة الأمة من الداخل لمصلحة اعداءها التاريخيين.
عن أسباب الهجرة النبوية تحدث السيد القائد وعن الفرق بين مجتمع مكة مجتمع قريش وبين مجتمع يثرب مجتمع الأنصار مجتمع المدينة المنورة ثلاثة عشر عاماً بذل فيها الرسول محمد صل الله عليه وآلة اقصى جهده في وسط مجتمع مكة لدعوة الناس الى الله بهدف هدايتهم وإرشادهم لكنهم لم يكونوا اهلاً لأن يكون مجتمعهم حاضنة للرسالة الإلهية المحمدية وهذا ما اضطر الرسول محمد ص واله للهجرة إلى المدينة المنورة الى مجتمع الأنصار الذي تميز على مجتمع مكة والذي كان مجتمعا ماديا ومجتمع يميل الى الطواغيت والمستكبرين اما مجتمع الأنصار فهو تميز بمميزات مهمة تحدث عنها القرآن في سورة الحشر تمثل دروس يجب الاستفادة منها في كل مرحلة وفي كل زمن
وعن مواصفات الأنصار الأوس والخزرج القبيلتان اليمانيتان اللتان كان لهما شرف أن يكونا حاضنة الرسالة المحمدية والمشروع الإلهي وأن يكونا النواة المجتمعية التي تنصر وتؤيد وتدعم وتسهم في نشر الإسلام من لقبهم الله في القرآن باسم الأنصار تحدث السيد القائد عن تلك المواصفات على ضوء قول الله تعالى (والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) وهذه المواصفات على النحو التالي:
1 – تبوؤوا الدار والإيمان
2- يحبون من هاجر إليهم
3- ويؤثرون على أنفسهم
4- لا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا
5- نفوسهم خالية من الشح والبخل
وفي إطار حديث السيد القائد عن مواصفات الأنصار عن النفسيات السيئة التي يحملها البعض قائلاً : البعض اذا كان له سابقة او كان له عمل إيجابي يجلس يصنف كم له من استحقاقات كم يستحق انا فعلت وعملت واريد في المقابل كذا وكذا من الماديات والمناصب او اذا قدم شيء فيريد مقابله اشياء كثيرة مؤكداً انه عندما يكون هناك مجتمع يؤثر على نفسه فهو مجتمع جدير بأن يكون حاضنة للمشروع الإلهي وان البذل والتضحية والعطاء في سبيل الله مهما كانت التضحيات فليس هناك خسارة لأنها ربح وفلاح.
اما عن شعار ذكرى الهجرة النبوية هذا العام والذي كان بارزاً في كلمة السيد القائد وهو يتحدث عن الهجرة وعن الرسالة المحمدية والمشروع الإلهي وعن الأحداث والمستجدات قول الله تعالى (كلمة الله هي العليا) وليست مجرد شعار بل تأكيد إلهي ووعد من الله للمؤمنين لا يتخلف مهما كانت التحديات والمشاق والصعوبات في معركة الحق في مواجهة الباطل فإن كلمة الله هي العليا كسنة إلهية ثابتة وهذا ما تحدث عنه السيد القائد وبطريقة قرآنية رائعة وقوية ومؤثرة قارن السيد في كلمته بين كلام ورد الرسول محمد ص واله لصاحبه في غار ثور حين قال “لا تحزن ان الله معنا”
وبين كلام ورد موسى عليه السلام لقومه حين قالوا إنا لمدركون فكارن رده “كلا ان معي ربي سيهدين” مؤكداً انها نفسية الأنبياء القائمة على الثقة الكبيرة بالله على مر الزمان وهكذا يجب ان يكون المؤمنين الصادقين.
وفي النصف الأخير من كلمة السيد القائد حفظه الله عرج على بعض المستجدات الإقليمية والمحلية وكانت البداية من الحديث عن التطبيع الإماراتي الصهيوني مؤكداً ان هذا ليس جديداً وان عيال زايد وآل سعود وآل خليفة اكثر من مطبعين لانهم خدام للصهاينة والأمريكان ومواقفهم واضحة ومكشوفة للجميع ، وعن موضوع اتفاقية السلام مع إسرائيل تحدث قائلاً النظام الإماراتي ليس تواقاً للسلام ولا من اهل السلام وكذلك النظام السعودي نظام دموي ليس من اهل السلام لو كانوا اهل سلام لكان ابناء امتهم اولى بالسلام لكنهم ارادوا السلام للصهاينة فلماذا لا يريدون السلام لفلسطين وأبناء هذه الأمة؟ وهذا ما يثبته الواقع واكبر دليل على ذلك العدوان على اليمن.
ثم وجه السيد جملة من المواقف التضامنية مع احرار وشعوب محور المقاومة المناهض للمشروع الأمريكي الصهيوني قائلاً :- نشيد بتصاعد العمليات المقاومة للتواجد الأمريكي في العراق ، نعلن تضامننا مع سوريا شعباً وحكومة في مواجهة الغطرسة الأمريكية ، ونؤكد تضامننا مع حزب الله والشعب اللبناني على كل المستويات ، وقال ان على ابناء هذه الأمة أن يكونوا يداً واحدة مع بعضهم ومع شعب فلسطين لأن المرحلة متميزة ميز الله فيها الخبيث من الطيب ونحن على أمل أن يؤيدنا الله وينصرنا على الخبثاء المبطلين.
وتطرق السيد الى بعض المستجدات المحلية بداية من نعمة مياه الأمطار والانتصارات الأخيرة في محافظة البيضاء في معركتنا مع العدوان وعناصر القاعدة وداعش قائلاً ان نعمة الغيث والأمطار الغزيرة هي نعم يجب ان نحمد الله عليها ولها أهمية كبيرة على مستوى تنمية القطاع الزراعي والثروة الحيوانية وإذا أردنا النعم ان تستمر فـ بالشكر العملي ولأن شكرتم لأزيدنكم والاستقامة والطاعة لله واخراج الحقوق وإخراج الزكاة ، وقال انعم الله علينا بنصره في معركة البيضاء التي حصلت مؤخراً لمواجهة التصدي لداعش والقاعدة في قيفه ويكلا التي حاولوا ان يجعلوا منها بؤرة للتوسع والانتشار للمناطق المجاورة وكان لهم مساندة واضحة من تحالف العدوان ومن أمريكا بشكل مباشر.
وختم السيد القائد كلمته بتوجيه دعوة مهمة للشعب اليمني الصامد حث فيها على ضرورة الاستمرار في دعم الجبهات والنفير قائلاً :- التوكل على الله والنهوض بالمسؤولية والاهتمام بإصلاح الوضع الداخلي سوف يوصلنا الى النصر ونحن نمتلك القضية العادلة وتحالف العدوان لا يملك الحق فيما يفعله بالشعب اليمني ولابد من الاستمرار في النشاط الذي يحرك الساحة مع كل امل وثقة بنصر الله القائل وكان حقاً علينا نصر المؤمنين.