محللون سياسيون وخبراء عسكريون: العملية العسكرية لأبطال الجيش واللجان الشعبيّة في البيضاء ستغير موازين القوى وستحرق أكبر ورقة للعدوان الأمريكي الصهيوني السعودي

|| صحافة ||

مثّل الانتصارُ الكبيرُ لأبطال الجيش واللجان الشعبيّة ضد العناصر الإجرامية المتوحشة “داعش والقاعدة”، صفعة قوية للعدوان الأمريكي السعودي، وأظهرت العملية تفوقاً قتالياً نوعياً واستخباراتياً للقوات المسلحة بصنعاء، وضعفاً معنوياً لتلك العناصر التكفيرية التي كانت تملك من الأسلحة والعتاد ما يجعلها تقاتل لسنوات.

ويمكن القول إن العملية قد قطعت رأس الأفعى في البيضاء، وستجعل العالم يتعلّم من هذه المدرسة الكثير من الفنون القتالية والشجاعية في خوض معارك من هذا القبيل.

ويؤكّـد اللواء مجاهد القهالي -رئيس تنظيم التصحيح الشعبي الناصري-، أن هذه الانتصارات تعد دليلاً جديدًا على أن النصر دائماً هو حليف من يقف مع شعبه ووطنه في مواجهة العدوان والمعتدين والمرتزِقة، مُضيفاً أن التضحية؛ مِن أجلِ الوطن دائماً ما تؤتي ثمارها على أرض الواقع مهما كانت الصعوبات، وهو تجسيد واقعي لصمود واستبسال مقاتلي الجيش واللجان الشعبيّة وتضحياتهم لأجل الوطن وسيادة أراضيه وكرامة أبنائه.

وبارك رئيس تنظيم التصحيح في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”، للقيادة الثورية والسياسية والجيش واللجان الشعبيّة هذه الانتصارات الكبيرة ودحر تنظيمي القاعدة وداعش من البيضاء والمناطق التي كانت تتخذها الجماعات الإرهابية معقلاً لها ومقرًّا لمعسكراتها التي تم إنشاؤها منذ سنوات بدعم وتمويل من قبل تحالف العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي.

وبيّن اللواء القهالي أن كُـلّ هذه الحصيلة تؤكّـد جليًّا بأن الله مع المجاهدين المؤمنين المقاتلين في صف الوطن ضد أعدائه ومرتزِقته، وأن هذه الانتصارات التي تحقّقت بفضل الله تعتبر صفعةً جديدة للتنظيمات الإرهابية التي تدعمها دولُ العدوان وأمريكا منذ بداية العدوان على اليمن، كما أن هذه الانتصارات تعني لليمن الشيء الكثير؛ لأَنَّ بلادَنا بهذه الانتصارات قد قطعت يد الإرهاب من اليمن دون رجعةٍ.

 

كشفت زيف ادِّعاءات الجماعات الإجرامية

من جهته، يقول المحلل السياسي والناشط الإعلامي الأُستاذ خالد العراسي: إن الموقع الجغرافي يشكل تأميناً للمجاهدين في جبهة مأرب وكذا تأمين الطريق نحو صنعاء، بالإضافة إلى انتزاع أهم موقع تمركزت فيه الجماعات الإرهابية الذين كانوا قد اختاروه بعناية فائقة للتمكّن من خلاله التحَرّك باتّجاه ثلاث محافظات إلى جانب محافظة البيضاء.

ويضيف العراسي في حديثه لصحيفة المسيرة، أن من ضمن الأهميّة هو القضاء على أكبر وكر للإرهابيين بكل ما فيه من معسكرات وأفراد وعدة وعتاد، متبعاً أن هناك جانباً يكمن في انهيار المعنويات وانكسار العامل النفسي لدى جميع أدوات ومرتزِقة العدوان الذين كانوا يعولون على هذه الجماعات الإرهابية بأنها الكرت الرابح الذي سيستخدمونه عند الضرورة؛ باعتبَارها جماعات تقاتل بعقيدة وقناعات دينية وفتاوى الوهَّـابية وابن تيمية ويعتقدون بما لا مجال للتشكيك به بأنهم على حق وبأن موتهم بداية لحياة مليئة بالنعيم، وبأنهم على موعد وليالٍ حمراء مع حور العين.

ويشير العراسي إلى أن ما كشفه الجيشُ واللجان الشعبيّة من زيف كُـلّ الادِّعاءات وفضح كُـلّ الأكاذيب بشأن الجماعات الإرهابية، حيث كانت النقطة الأولى التي كشف عنها أنصار الله في معركتهم ضد داعش والقاعدة في محافظة البيضاء هي الخلاف الداعشي القاعدي الذي كانت تروج له بعض وسائل الإعلام، واتّضح بأنهم جماعة واحدة ولا يوجد بينهم أي خلاف وأي اقتتال، وهذا ما لاحظناه من خلال اصطفاف الجماعتين وقتالهم في صف واحد ضد الجيش واللجان، وهذا ما يثبته أَيْـضاً اعترافات الأسرى، فهذا من تنظيم القاعدة وذلك من جماعة داعش.

ويتابع العراسي قائلاً: “أما بالنسبة للحقيقة الثانية التي أثبتها رجال الرجال، هي أن هذه الجماعات الإرهابية التكفيرية جبناء وضعفاء، وما ذلك التجبر والعنف الذي أظهروه للعالم إلَّا على العزل من المدنيين والبسطاء والمساكين ومن لا يملك سلاحاً وقوة لمقاومتهم، ولم يكن صحيحاً أن أعتى الجيوش وأقوى الدول وقفت عاجزة أمامهم، وكلُّ ما في الأمر أنهم كانوا مُجَـرّد أدوات لمن يدعي قتالهم ولم تخض الدولة أية معركة حقيقية ضدهم”.

 

العملية تعدت بُعدَها الإقليمي

في الجانب العسكري، يؤكّـد الخبير العسكري العميد نجيب شمسان، أن الأهميّة الاستراتيجية للعملية الواسعة التي تمّت بمساعدة أبناء القبائل والأجهزة الأمنية في محافظة البيضاء، ارتباطها ب 4 محافظات شمالية و4 محافظات جنوبية، وتقف بين محافظتين استراتيجيتين هي محافظة مأرب ومحافظة شبوة.

ويقول العقيد شمسان لصحيفة “المسيرة”: إن العدوان قد عمد على زرع هذه العصابات في هذه المحافظة الاستراتيجية، كخطوط دفاع أولى على المناطق ذات الثروة السيادية، والتوسع بنشر الجرائم في مختلف المحافظات المجاورة لها.

ويضيف العقيد شمسان، أن الأهميّة الاستراتيجية لتطهير هذه المحافظة تتعدّى بعدها المحلي إلى بعدها الإقليمي والدولي، لما تحتاجه مثل هذه التنظيمات من تحالفات دولية في مواجهتها، وأنه من الصعوبة بمكان القضاءُ عليها، كما كان يسوق لها، ولكن استطاع الجيشُ واللجان الشعبيّة ورجال الأمن وأبناء القبائل الشرفاء تحقيق هذا الانتصار النوعي في 7 أَيَّـام، بما له من ارتدادات وانعكاسات تضغط على السياسة الأمريكية التي ظلت لعقود تستخدم من هذه التنظيمات شماعة لها لتدخل في شؤون الدول وانتهاك سيادتها تحت ما يسمى بمحاربة الإرهاب، وأنها طيلة تلك السنوات لم تحقّق شيئاً على الإطلاق، بل على العكس أثبتت الأحداث أنها كانت داعمة أَسَاسية لهذه التنظيمات.

ويؤكّـد العقيد شمسان، أن ما تم الكشف عنه في المشاهد المصورة للمؤتمر الصحفي للمتحدث العسكري يحيى سريع، في تحرير المناطق التي كانت تحت سيطرة القاعدة وداعش وصور الأسلحة الأمريكية وظهور صور تابعة لمنظمة الفاو، يكشف تدخل هذه المنظمات وتدخل الأمم المتحدة في الدعم الأمريكي المباشر لهذه التنظيمات.

إن هذه الانتصارات تعدُّ ضربة لأمريكا ولكل القوى التي تقف إلى جانب مثل هذه التنظيمات، وتؤكّـد للعالم أجمع بأن اليمنيين بما وصلوا إليه من تطور وقدرات وإمْكَانيات استطاعوا أن يكشفوا حقيقة ضعف هذه التنظيمات في ظرف زمني لا يتجاوز 3 أَيَّـام، والكلام للعقيد شمسان.

ويواصل العقيد شمسان: “كما هي رسالة أَيْـضاً لكل الدول العربية التي لا زالت التنظيماتُ الإرهابية تعشعش فيها، مفادها بأنها لا تحتاج إلى تحالفات دولية في مواجهتها، بل تحتاج إلى إرادَة صادقة في مواجهة هذه التنظيمات التي ظلت لعقود تسوق بأنها تملك قدرات قتالية ويصعب التغلب عليها أَو السيطرة عليها”، مُضيفاً: “وبالتالي هذه العملية نوعية تتجاوز في أبعادها المحيط المحلي إلى المحيط الإقليمي لضرب صورة هذه التنظيمات أمام العالم”.

كما يؤكّـد شمسان بأن هذه الانتصار العسكري والأمني ضرب أكبر وكر لهذه التنظيمات على مستوى الجزيرة العربية، وهذا ليس انتصاراً لليمن فحسب بل انتصار للمنطقة بكلها وانتصار لكل الأحرار في العالم، لافتاً إلى أن هذا الانتصار قضى على كُـلّ التهديدات التي كان من المحتمل أن ينفذوها في الداخل أَو في الخارج.

 

أحرقت ورقة العدوان وغيرت الموازين

الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية فضل الضلعي يقول: إن منطقة ولد ربيع كانت المركز الأول في الجزيرة العربية للتنظيمات الإرهابية وخَاصَّة القاعدة وداعش، حيث تمركزوا فيها منذُ أكثرَ من عشر سنوات، وكانت المنطقة معسكراً كَبيراً لهم يجهزون من خلالها العمليات الانتحارية وغيرها.

ويضيف الضلعي في حديثه لوكالة يونيوز للأخبار، أن قواتِ الجيش واللجان تمكّنت من السيطرة على منطقة ولد ربيع بالكامل، وبذلك تم ارتباط الجبهات (جبهة صرواح مع جبهة البيضاء) وتم اكتمال الطوق على مدينة مأرب، مُشيراً إلى أن هذا الإنجاز العظيم يعد بمثابة قطع رأس الأفعى في محافظة البيضاء التي تعد قلب اليمن، وهي محافظة ترتبط بثمان محافظات أُخرى، وكانت عناصر القاعدة ينطلقون منها إلى جميع المحافظات وقطع رأس الأفعى والسيطرة على أكثر من 12 معسكراً للقاعدة وداعش في البيضاء يؤدي إلى اكتمال الطوق على مأرب، وستكون منطقة ولد ربيع منطلقاً في اتّجاهين، الأول إلى مأرب والثاني إلى شبوة.

وأشَارَ الضلعي إلى أن منطقة ولد ربيع تعتبر منطقة استراتيجية وهي محاذية لمنطقة بني ضبيان بذمار، والأهميّة الكبرى لهذا الحدث هو قطع رأس القاعدة في قلب اليمن.

من جانبه، يقول الخبير العسكري أمين أبو حيدر: إن قوات الجيش واللجان الشعبيّة تحقّق انتصارات في معظم الجبهات، وآخرها ما حدث في البيضاء في منطقة ولد ربيع، حيث تم تطهير ألف كيلو متر مربع، موضحًا أن هذه العملية تشكل أهميّة استراتيجية وعسكرية كبرى؛ كونها تأخذ الأهميّة من المكان نفسه، فالبيضاء تحاذي ثمان محافظات يمنية، وفيها تم استدراج القاعدة من جميع المحافظات وبنجاح العملية ستتغير موازين القوى وستحرق أكبر ورقة للعدوان الأمريكي الصهيوني السعودي.

وَأَضَـافَ في حديثه لوكالة يونيوز للأخبار، أن نجاح العملية سيسهل للجيش واللجان الشعبيّة التحَرّك، سواء في الحدود أَو في جبهة مأرب، مُشيراً إلى أن القاعدة وداعش هي صنيعة أمريكية صهيونية؛ لذا فقد حاول العدوانُ شنَّ عشرات الغارات لإنقاذهم لكنها لم تفلح.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com