داعش والقاعدة.. أدوات “أمريكية – سعودية” أشاعت الإرهاب والترويع وجرائم القتل
// صحافة / / الثورة
من أجل ذلك كان لابد من تحرك القوات المسلحة لدحر المجاميع التكفيرية
جرائم تتجاوز القيم والأعراف.. و”الثورة” تبحث في التفاصيل
المتأمل لمعركة البيضاء الخلفية والنتائج سيجد أنها لم تكن حاجة عسكرية بدافع تحرير مساحة جغرافية في نطاق الوطن من الجماعات التكفيرية وإنما مثلت حاجة إنسانية نظراً لما كانت تقوم به هذه الجماعات من أعمال وحشية، تشهد على ذلك بصماتهم في محافظة البيضاء التي عانت من تلك الأعمال طويلا، كما تشهد على ذلك أعمال في أماكن كثيرة من العالم العربي والإسلامي.
وجاء انحصار أعمال هذه الجماعات في المنطقة العربية والإسلامية ليؤكد على أنها مجرد أداة للقوى الاستعمارية لخلق حالة دائمة من الخوف وعدم الاستقرار ما يمهد لهذه القوى الطريق للسيطرة على هذه المساحات الجغرافية من وطننا بما فيها من ثروات.
ليس أدل على البعد الإنساني في العمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية في عقر داعش والقاعدة بالبيضاء من الارتياح الشعبي الكبير الذي رافق العمليات سواء في البيضاء أو في العاصمة صنعاء وباقي المحافظات التي انكوت بمآسي جرائم تنظيمي داعش والقاعدة خلال السنوات الماضية وخاصة ما قبل اندلاع ثورة الـ21 من سبتمبر، وترى في عملية تطهير البيضاء من آخر تواجد للتنظيمين الإجراميين إنجازاً نوعياً طال انتظاره في ظل انشغال الجيش واللجان بمواجهة قوى العدوان في ما يقرب من 50 جبهة لم تكن داعش والقاعدة بغائبة عن معظمها.
وبحسب رصد الأجهزة الأمنية لعدد من العمليات الإجرامية التي نفذتها داعش والقاعدة في محافظة البيضاء، فقد نفذت العناصر الإجرامية لداعش والقاعدة خلال الفترة من يناير 2015م وحتى مايو 2020م أكثر من 327 عملية تنوعت بين كمائن مسلحة واغتيالات وتفجير عبوات ناسفة، منها 194 عملية تفجير عبوة ناسفة في الطرقات وأمام المنازل، وارتكب عناصر التنظيمين 27 عملية اغتيال منها 11 عملية فشلت في قتل الشخص المستهدف إلا أنها تسببت في مقتل أبرياء، كما شملت عمليات داعش والقاعدة في البيضاء 59 عملية استهداف لأطقم الجيش والأمن.
جرائم التنظيمين واغتيالاتهما طالت 28 شيخاً وشخصية اجتماعية، خاصة وأنهما “التنظيمان” كانا قد توعدا بقائمة اغتيالات جديدة لوجاهات المحافظة بعد مساندتهم وتأييدهم العملية العسكرية للقضاء على فتنة الخائن ياسر العواضي، والتي ساندتها ودعمتها عناصر داعش والقاعدة انطلاقاً من قواعدهم في مناطق قيفة المجاورة.
وحصلت “الثورة” على رصد قام به مركز الإعلام الأمني لأبرز الجرائم التي كانت تستهدف مشايخ وأعيان محافظة البيضاء من قبل تنظيم القاعدة، وتم إفشال الكثير منها، من تلك المحاولات استهداف: الشيخ/ عبدالله صالح المظفري والتي جرح على إثرها واستشهد ابنه، استهداف الشيخ/ عبدالولي الهياشي وأبنائه عن طريق زرع عبوة في طريق آل هياش الطفة وانفجرت في أبو عزام الريامي المشرف الاجتماعي في الطفة وأدت إلى جرحه، استهداف لشيخ/ عبدالله الجابري بعبوة ناسفة وقد استشهد على إثرها، استهداف مشايخ من آل العبدلي عن طريق زرع عبوة ناسفة في الطفة أدت إلى استشهاد ستة من مجاهدي آل العبدلي، استهداف الشيخ/ علي محمد الطيابي الجابري بنصب كمين مما أدى إلى استشهاده، الشيخ/ ناجي الهصيصي، الشيخ/ علي عمر الريامي، الشيخ/ فارس عبدالله العبدلي، الشيخ/ أحمد أبوبكر الرصاص وقد حاولت القاعدة استهدافه عدة مرات وفشلت عملياتهم، الشيخ/ علي شوكان الحميقاني، الشيخ/ محمد سعيد الزوبة حيث حاولت القاعدة وداعش استهدافه عدة مرات وفشلت عملياتهم، الشيخ/ أحمد فضل أبو صريمة، الشيخ/ صالح ناصر الجوفي، الشيخ/ صالح أبوبكر الرصاص.. وكذا المشرف الأمني لذي ناعم الذي حاولت القاعدة استهدافه وفشلت.
خلال العام الجاري
وبالنظر إلى حصاد جرائم التنظيمين في المحافظة خلال الأشهر الماضية فقط من هذا العام 2020م نجد أنه:
– في شهر مارس ارتكبت العناصر الإجرامية جريمة بشعة بالتقطع لسيارة أسرة وقتل رب الأسرة وزوجته وطفلتهما الوحيدة في منطقة الظهرة بمديرية القريشية.
– في شهر إبريل قتل تنظيم القاعدة 6 مجاهدين من آل العبدلي أثناء توجههم إلى جبهات القتال لمشاركة إخوانهم مجاهدي الجيش واللجان لشرف الدفاع عن اليمن ضد قوى العدوان، بانفجار عبوة ناسفة زرعتها هذه العناصر في قرية المسمق مديرية الطفة وأدى تفجير العبوة إلى استشهادهم جميعاً، في جريمة وصلت ارتداداتها إلى هرم الدولة وقيادة الجيش والأحزاب السياسية التي عزت آل العبدلي باستشهاد هذه الكوكبة من المجاهدين.
– في شهر مايو استهدف عناصر القاعدة بعبوة ناسفة سيارة مهندسي وزارة الاتصالات أسفر التفجير عن استشهاد المهندسين، وقالت وزارة الاتصالات إن مهندسيها استهدفوا بشكل مباشر عبر تفجير عبوة عن بعد بسيارتهم أثناء عودتهم من عملهم في صيانة شبكة الهاتف والانترنت في منطقة الرباط.
أرشيف الأجهزة الأمنية يشير إلى تنامي عمليات داعش والقاعدة انطلاقاً من منطقة قيفة خلال سنوات العدوان، تحتفظ صنعاء بأدلة دامغة حولها ووثقتها قنوات ووكالات إعلامية دولية.
حيثما تواجدا
وحيثما كان تنظيم القاعدة أو داعش يتواجدان في مساحة من محافظة البيضاء، كان العنف بصمة واضحة في سلوكهما، في بادئ الأمر اتخذ تنظيم القاعدة من مناطق قيفة الشديدة الوعورة عاصمة وحصناً منيعاً، وخلال السنوات السابقة بسط سيطرته على مناطق عدة مجاورة أخضع سكانها لسطوته وسيطرته بالترهيب والقتل، وغدت ثقباً أسود في جسد اليمن.. وبإدارة من أجهزة الاستخبارات الخارجية.
كما اتخذ تنظيم داعش من مناطق محاذية بذات المنطقة معقلاً وحصناً منيعاً لتحركاته ومارس نفس الممارسات الإجرامية بحق أهالي البيضاء وغدت ثقباً أسود آخر في جسد اليمن.
وباستثناء المواجهة التي شهدتها مناطق قيفة في نهاية 2014م عقب ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، والتي لم يكتب لها أن تنجز هدفها كاملاً في تطهير هذه المناطق بالرغم من وصول المواجهات إلى أبرز معاقل التنظيمين بسبب وقوع العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، لم يواجه تنظيما داعش والقاعدة هناك أي تحديات أو تهديدات جدية، بل على العكس تحولا إلى غدة استفادت منه أركان النظام السابق في تصفية معارضيها وفي عام 2011م كان جزءاً من أدوات النظام المنقسم على نفسه في إدارة الصراع الداخلي.
وفي إطار التعاون مع التحالف ذكرت تقارير استخباراتية أن تنظيم القاعدة تكفل باستقطاب مقاتلين وإيوائهم في البيضاء ومن ثم نقلهم بعد فرزهم إلى الجهات التي ينتمون إليها، وفيما يتعلق بعناصر التنظيم أو السلفيين المتشددين فيجري إرسالهم إلى جبهة علب كونها تتبع مباشرة للقاعدة والسلفيين المتشددين.
عملا بالالتزام
لاجل ذلك كان لابد من تحرك الدولة بقواتها المسلحة لدحر هذه المجاميع وتأمين المواطنين..
وذكر مصدر سياسي أن القيادة السياسية ملتزمة بتأمين مواطنيها من خطر داعش والقاعدة الذي زاد في السنوات الأخيرة في ظل العدوان والحصار من حجم جرائمهما بحق المدنيين في محافظة البيضاء وإرهابهم بغرض إخضاعهم أو الحصول على أموال كفدى وإتاوات حسب المصدر.
وانطلاقا من استشعار المسؤولية التي تفرض عمل كل ما من شأنه تأمين الحماية والاستقرار للشعب صار ضرورياً العمل على دك أوكار العناصر التكفيرية..