الملتقى الإسلامي يحيي ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام
موقع أنصار الله – صنعاء – 23 محرم 1442 هجرية
أحيا الملتقى الإسلامي ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليهما السلام بفعالية خطابية حضرها جمع غفير من العلماء والمفكرين وطلبة العلم.
وفي الفعالية ألقى القاضي عبد الوهاب المحبشي عضو المكتب السياسي لأنصار الله كلمة بعنوان الأبعاد السياسية لثورة الإمام زيد عليه السلام استعرض فيها الأوضاع السياسية آنذاك، والظلم الذي كان ينتهجه بنو أمية في عصر هشام ابن عبد الملك الذي دفع بالإمام زيد إلى الثورة.
وتحدث المحبشي عن سياسات بني أمية وعلماء بلاطهم التي حاولت النيل من ثورة الإمام زيد باعتباره لم يخرج إلا من أجل المطالبة بالحكم لنفسه .
وقال إن ثورة الإمام زيد كانت ثورة عظيمة خالدة خرجت لرفع الظلم عن الإنسانية جمعاء، باعتبار أن سيطرة هشام كانت كبيرة على عدد من المناطق والبلدان .
وحذّر المحبشي من حشر ثورة الإمام زيد في نقطة خلاف حصلت، بعيدا عن الحديث عن أهداف الثورة السامية والنبيلة .
وقال المحبشي إن ثورة الإمام زيد هي التي أسقطت دولة بني مروان وعجلت بنهايته .
وقال المحبشي إن الثورة الإسلامية في إيران والثورة في اليمن وحرب الحشد الشعبي في العراق ضد داعش والأمريكيين، كلها كان الملهم لها هو الإمام زيد عليه السلام واتخذت من ثورته منهجا وطريقاً وقدوة.
كما ألقى العلامة شمس الدين شرف الدين مفتي الديار اليمنية ورئيس رابطة علماء اليمن كلمة حث فيها العلماء على النهضة بالأمة والقيام بواجبهم في رفض الظلم والطغيان والفساد، وأن يمضوا على منهج الإمام زيد .
وقال إن إحياء هذه الذكرى هو للتذكير بواجب القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
وقال إنه لا عذر لأي ساكت عن الظلم الذي يمارسه الطغاة أبدًا.
وتحدث شرف الدين عن علماء السوء وخطرهم على الأمة ودورهم في ترسيخ دعائم الحكم الطاغي الظالم قديما وحديثا.
ونبّه على وجوب القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ودور الذين يحملون العلم في رفض الإجرام الذي يحصل للأمة وللشعب اليمني منذ ست سنوات.
وتحدث العلامة شرف الدين عن ثورة الإمام زيد وأنها لم تكن إلا من أجل الإصلاح في الأمة ورفض الذل والهوان والإستعباد الأموي.
بدوره ألقى العلامة محمد مفتاح رئيس حزب الأمة كلمة تحت عنوان” رسالة الإمام زيد إلى علماء الأمة” تحدث فيها عن الإمام زيد وثورته العظيمة وعن مصيبة الأمة باستشهاد الإمام وليي الأمة والحال البائس الذي وصلت إليه ببعدها عن الله وعن رسالة نبيه .
وأشار إلى أن ثورة الإمام زيد خرجت ضد الظلم الذي كان سائدًا بعد تولي بني أمية للحكم، وأنها امتداد لثورة الإمام الحسين عليه السلام.
وقال إن هشام بن عبدالملك كان طاغية مفسدا، وما كان للإمام زيد أن يسكت ويرضخ للظلم، وأن الإمام زيد كان يزرع في نفوس الناس الشجاعة وعدم السكوت على الجبروت الأموي الوحشي.
وقال إن فكر الإمام زيد وثورته يجب أن يبقى بارزا وأن يُنشر ويدرّس وألا يبقى محصورا في هذه الذكرى.
وقال إنه يجب إبراز الفكر الصحيح ومواجهة التزوير التاريخي والعودة بالأمة إلى المنهج الصحيح.
كما ألقى السيد العلامة عبدالمجيد الحوثي الأمين العام للملتقى الإسلامي كلمة تحدث فيها عن سبب بروز الإمام زيد عليه السلام كإمام الزيدية و ما هو جوهر مذهب الزيدية وأسسها التي تُبنى عليها.
مستعرضا الحقبة التاريخية التي سبقت ثورة الإمام زيد والأحداث التي عصفت بالأمة حتى تكونت الانحرافات الفكرية و السياسية التي أوصلت الخلافة إلى ملك عضوض يجعله الظلمة والمستكبرون هو الولاية الشرعية الذي تجب له السمع والطاعة .
مشيرا إلى أن هذا الوضع هو ما دعا الإمام زيداً إلى الخروج على هؤلاء الظالمين و الرد على الانحرافات الفكرية كالجبر و التشبيه والإرجاء و التكفير.
كما نوه الحوثي إلى أن الزيدية ليست مذهبا فقهيا بل هي منهج فكري و نهج ثوري يتمسك بالأساسيات والثوابت للإسلام و يرفض الظلم والطغيان و يعتبر مظلة عامة يمكن أن يستظل تحتها كل الأحرار من مختلف المذاهب الإسلامية.
وقال أن الإمام زيد سُمّي فاتح باب الجهاد والاجتهاد، لأنه بثورته بعد جده الحسين عليه السلام المنصوص عليه قد فتح باب الجهاد وأقام فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأكد أن ثورة الإمام زيد كانت جامعة جمعت المسلمين ولم تكن ثورة خاصة بفئة أو طائفة. وأن الإمام زيداً توجه بالأمة إلى المشتركات التي تجمع بين الأمة كلها لإقامة الحق والعدل و الوقوف في وجه الظلم والاستبداد .
وقال إن اليمنيين باختلاف تياراتهم اليوم مجتمعون في مواجهة العدوان ووجوب الجهاد، وما هذا إلا تجسيدا وتحقيقا لمنهج الإمام زيد واستلهاما من ثورته .
واستعرض بشكل مستفيض سبب الانتساب إلى الإمام زيد، وأصول الزيدية التي يتشارك فيها كل مسلم موحد رافض للظلم والطغيان مؤكدا أن الزيدية منهج جامع لكل المذاهب الإسلامية.