القبيلة ..في عهدين..
|| مقالات || فهد عبد الحميد المروني
المتابع والراصد للتطورات الاجتماعية والثقافية داخل الاسرة اليمنية الواحدة يدرك الكثير من المتغيرات ويحصد العديد من القناعات حول طبيعية وشكل هذا المتغير الكبير..
ويجزم في ضوء ذلك بسلامة وحسن هذا التوجه الذي ياتي في الواقع امتدادا طبيعيا لنهج وتوجه وسلوك قادة عظام حملتهم الاقدار مسؤولية النهوض بهذه الأمة ووضعها في الموضع الصحيح والمكانة التي اراد الله ان يكونوها في زمن كاد طغيانه وظلمه وانهيار قيمه يودي بها الى حيث سقط الاخرين وذابوا في اتجاه اجباره خطط له ونفذه اعداء الله واعداء البشرية…
ولعل القبيلة في اليمن افضل شاهد عل هذا المسار وهذه الثورة الفكرية والاجتماعية التي صنعت ملامح القادم من المستقبل…
لقد كانت القبيلة في الماضي عرضة لاستهداف النظام السياسي .واداة مسخرة لتوجه النظام وخياراته الخاصة..
وكانت الفتن والحروب والتناحر بين القبل مع بعضها .والافخاذ والمفاصل القبلية داخل القبيلة الواحدة في حالة من التناحر والاقتتال والمشاحنة جزء من هذا التوجه الذي كانت السلطة تغذيه وتدفع بجمرها الى باروده..
تلك حقائق ومشاهد يعرفها الجميع وعانى منها الكل وباتت احد مظاهر العاب السلطة..
لقد بلغ السفه السلطوي والحقد البغيض لدى النظام حدود ا جعلت اصحاب القرية الواحدة في خصام ..وندية..
وبات الكبار والاعيان والمشائخ الصغار داخل كل عزلة مواقع قتال ومنصات حرب اكرهوا عليها…
تلك كانت بعض خصائص تلك العينة من الحكام الذين انفقوا الكثير من المال العام عل اشعال هذه الفتن وشغل الناس ببعضهم بدلا من تسخير مال الامة للحرام. وصناعة الفتن….
حين وجدت السلطة التي طلعت من جوف المعاناة والحرمان ..وطغيان الاستبداد .وخاطبت الناس بما يحفظهم ويصون حقوقهم ..ويوحد صفوفهم ..تغيرت الموازين وانقلبت المعايير وشهدت القبيلة ازمنة واحقاب كانت مجرد احلام..
حين هيئ الله للامة قادة اعلام بدأوا بانفسهم واهليهم .وشكلوا النماذج الارقى للانسان الكامل اتجه العامة هذا الاتجاه ..وتسابقوا للظفر بهذا المجد او بجزء منه بروحية العاشق ومشاعر المحب.. ومصداقية المؤمن ويقينه…
لقد هبت القبيلة بكل جوارحها الى ساحات الكرامة والعزة والثبات.. وقدمت القبيلة اغلى ما تملك وهو المال والولد.. والنفس السوية.. وضربت اليمن اعظم الامثلة والشواهد عل الالتزام بقيم الاسلام وروحية الايمان .ونفسية الساعي الى الله لا لشي .الا لكسب رضوانه والفوز بنعمائه والطافه ..والظفر يوم الخوف الاكبر بامانه وبجواره.ِ
انه السباق الى الجنة التي قال السيد العلم قائد الثورة حفظه الله ان الجنة بكل نعيمها هي جزء من رضا الله ..فذهب الناس بحثا عن هذا الرضاء بكل رضاء ويقين..
حين يحكم الشعوب قادة تؤازرهم السماء وترعاهم الطاف الله.. تتغير الارض .وتتحول الاتجاهات . وتتخذ الشعوب مسارات قاداتها ونهجهم.. ويعم الخير الجميع.. ويحصد الكل مغانم هذه الثمار الربانية..
بقادة كهؤلاء يتغير العالم وتنقلب طاولاته ..ويذهب الزمن نحو الافضل . وتغدو القناعات ايمان راسخ وثبات لا حدود له ..
بقادة كما قاداتنا سيصنع باذن الله الانسان اليمتي تاريخا جديدا.. ويحفر اسمه في قلب التاريخ.. ومنه ومن خلاله تنطلق قوافل العزة والمجد الى خارج حدود البلد لتصنع للعالم باجمعه الزمن تنشده الانسانية وتحلم به الشعوب.. وذلك ليس عل الله ببعيد..