السيد عبدالملك الحوثي: أكبر أهداف ثورة 21 من سبتمبر هو الحرية والاستقلال
موقع أنصار الله – اليمن – 4 صفر 1442 هجرية
أوضح قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، اليوم الاثنين، أن أكبر أهداف ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر هو الحرية والاستقلال.. مؤكدا أن ثورة الـ21 من سبتمبر هي المحطة التي انطلق من خلالها الشعب للخروج من الماضي المظلم ولبناء المستقبل على أساس المبادئ والقيم التي ينتمي إليها هذا الشعب.
وتوجه السيد عبدالملك الحوثي في كلمة له اليوم في ذكرى ثورة 21 سبتمبر بالشكر لله فيما تحقق على يد الشعب في ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر .. كما توجه بالتبريك والتهاني إلى شعبنا العزيز بمناسبة ثورة الـ21 من سبتمبر وما يحققه أبطالنا من إنجازات على مستوى الجبهات والتصنيع وكل المجالات.
وأوضح السيد عبدالملك الحوثي أنه بدون الحرية والاستقلال يعيش الشعب في حالة من الاستعمار والخنوع والاستعباد فالشعب الذي يعيش خانعا ومستسلما لأعدائه الظالمين المجرمين، يعني إفلاسه من الشعور الإنساني بالتوق إلى الحرية والكرامة، لافتا إلى أن شعبنا اليمني حر بفطرته الإنسانية وبهويته الإيمانية، وشعب يعشق العزة والكرامة لذلك لا يمكن أبدا أن يقبل شعبنا بمصادرة حريته واستقلاله.
ولفت السيد إلى أن الأمريكيون وضعوا أنظارهم على اليمن قبل ثورة 21 سبتمبر بدافع عدائي واستعماري وبدوافع غير مشروعة أبرزها الموقع الاستراتيجي لهذا البلد والثروة الطبيعية فيه. موضحا أن الأمريكيين أدركوا أن شعبنا إذا كان في وضعية متحررة فهو يملك المؤهلات لأن يكون له دور إيجابي وكبير على مستوى واقع الأمة، فعمد الأمريكيون لزيادة تدخلهم في اليمن بعد أحداث 11 سبتمبر ليدفعوا السلطة للدخول في حرب أهلية لاستهداف أحرار شعبنا.
وأشار إلى أن التدخلات الأمريكية كانت خطيرة، والسفير الأمريكي كان يتدخل على المستوى الرسمي في كل المؤسسات والوزارات والقضاء والمؤسسات العسكرية، كما كان السفير الأمريكي يتدخل في المؤسسات الأمنية والسياسية، وفتح برنامجا في كل مؤسسات الدولة، مضيفا أن السفير الأمريكي لم يكتفي بذلك بل توجه إلى الحالة الشعبية لتنسيق علاقات مباشرة مع بعض المشائخ والوجاهات والمناطق، كما اتجه السفير الأمريكي إلى المجتمع المدني ليتغلغل من هذه النافذة، ولم يُبق نافذة من النوافذ التي يمكن أن يتدخل فيها بشؤون شعبنا إلا وتسلل منها.
وأوضح السيد القائد أن السفير الأمريكي قبل ثورة 21 سبتمبر كان يتدخل بكل شؤون اليمن بما يخدم السياسات الأمريكية الاستعمارية وقد رأينا بكل وضوح كيف تدهور الوضع في اليمن على المستوى الأخلاقي والاقتصادي والسياسي والأمني والعسكري وبنية الدولة التي كان ينخر فيها السفير الأمريكي كالسوس.. مؤكدا أن الأمريكيون دفعوا اليمن نحو الانهيار التام، وأوشك اليمن على الوصول إلى الهاوية لولا ثورة 21 سبتمبر.
وبين أن النظام السابق لم يدرك أن الشعب اليمني مؤهل للصمود أمام الاستهداف الأمريكي والحفاظ على حريته واستقلال.. مضيفا أن الأمريكيون حرصوا على أن ينزعوا من البلد كل عناصر القوة، وتدخلوا في السياسة التعليمية تدخلا خطيرا يقوض المبادئ التي تجعل الشعب متماسكا أمام التدخل الخارجي، كما سعى الأمريكيون وعملاؤهم لتغذية كل عوامل الانقسام الداخلي، فبرزت إثارة النعرات العنصرية والطائفية والمناطقية.
وقال السيد عمل الأمريكيون وعملاؤهم على تعزيز كل ما يمهد للسيطرة الأمريكية المباشرة وينزع عن شعبنا عناصر القوة.. مشيرا إلى أن المسار الأمريكي كان يهدف إلى بعثرة شعبنا وتفكيك كيانه كي لا يبقى رابطٌ يجمع أبناء البلد ويحميهم من الانقسام.. موضحا أنه في عهد النظام السابق لم يعد للثروات النفطية أي أثر إيجابي لمعالجة المشكلة الاقتصادي، فالنظام السابق اتبع سياسات اقتصادية تدميرية، وكل موارد الدولة كان لا أثر لها في حل المشكلة الاقتصادية.
وأكد السيد أن الضائقة المعيشية اليوم هي نتيجة لحرب شاملة على بلدنا، وحصار خانق ومنع لسفن المشتقات النفطية من الدخول، والسيطرة على الثورة النفطية من العدوان وعملائه.. مشيرا إلى أن الدولة في صنعاء اليوم ليست بيدها الثورة النفطية ولا المنافذ البرية والجوية، وسفن المشتقات يمنعها العدوان من الدخول إلى ميناء الحديدة.. موضحا أن تحالف العدوان أوقف نشاط البنك المركزي وتآمر على العملة الوطنية واستهدفها في قيمتها أمام الدولار، إضافة لكثير من المؤامرات على أبناء البلد.
وشدد على أن هناك فرق بين الضائقة المعيشية التي نعيشها اليوم نتيجة العدوان، والانهيار الاقتصادي قبل ثورة 21 سبتمبر الذي كان بفعل سياسات وتوجهات وإملاءات.. موضحا أن النظام السابق وصل في التماهي مع الوصاية الخارجية إلى الوصاية العلنية تحت عنوان البند السابع ووصاية الدول العشر.. مشيرا إلى أن السفير الأمريكي في صنعاء كان بشكل رسمي وبقرار من مجلس الأمن المسؤول الأول في الوصاية على شعبنا وسلمت له السلطة في ذلك الحين بهذا.
وأكد السيد أن السفير الأمريكي كان يوجه الوزراء والمسؤولين بشكل مباشر، وهذا مثبت في الصحف ووسائل الإعلام في حينها.. مضيفا أن التفريط وصل في النظام السابق إلى القبول بقواعد عسكرية أمريكية في اليمن وأتى المارينز إلى صنعاء وبات لهم تواجد داخل العاصمة.. موضحا أن السفير الأمريكي سعى لبناء المزيد من القواعد العسكرية الأمريكية في محيط صنعاء وفي مناطق أخرى.
واشار إلى أن سياسة النظام السابق تجاه قضايا الأمة والأحداث الإقليمية والدولية كانت خاطئة ومنحرفة وضمن المسار الذي يحدده الأمريكيون، كما وصل النظام السابق في انحرافه إلى التنسيق السري مع العدو الإسرائيلي تمهيدا لإقامة علاقات معه.
وأشار إلى أن الحالة الشعبية في ثورة 21 سبتمبر كانت تقابل حالة الخنوع والتذلل أمام الأمريكيين والأجانب في الواقع الرسمي، كما برز في ثورة 21 سبتمبر الإباء اليماني والشجاعة اليمانية وترجمت الحرية بالقول والفعل لجماهير شعبنا.
وقال السيد: كل العالم سمع صوت الجماهير الهادر في ساحات ثورة 21 سبتمبر، وظن الأعداء أن الشعب فريسة سهلة، ففوجئوا بحالة الشعب المختلفة عن حالة الخنوع الرسمي.. مضيفا : عمدوا إلى خطوات للترهيب والقمع، فوجه إليهم الشعب صفعة تاريخية مدوية يوم انتهكوا الخط الأحمر المتمثل بدماء الشعب.
وأضاف السيد: خاطبناهم وقلنا لهم إياكم أن تسفكوا دماء أحرار الشعب وهم ينادون بصوت الشعب وآمالهم في ساحات الثورة فلم يستوعبوا تحذيرنا ولم يدركوا قوة الشعب المستمدة من الله ومن هويته الإيمانية، فعمدوا إلى سفك دماء أبنائه، وعندها أتت الصفعة المدوية المذهلة التاريخية، فكان يوم 21 سبتمبر يوما من أيام الله، فقد حُسم الموقف في يوم 21 سبتمبر بسرعة مذهلة جعلتهم في حال من الذهول والدهشة.
وتابع قائلا: لا أعرف في تاريخنا المعاصر مثيلا لإنجاز ثورة 21 سبتمبر التي تمثلت فيها السلامة والحفاظ على حياة وممتلكات الناس وسرعة الإنجاز بأقل كلفة بتوفيق الله.. مضيفا : مددنا أيدينا للشراكة مع الجميع في هذا البلد، واستمرت مؤامراتهم فكانت الثورة بالمرصاد عند كل مؤامرة.
كشف المسار المنحرف للنظام السابق للتطبيع مع العدو الاسرائيلي
في هذا الجانب أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أنه سيتم الكشف في الأيام القادمة ما يظهر المسار المنحرف للنظام السابق في سعيه للتطبيع مع العدو الإسرائيلي.. مؤكدا وصول مسؤولون صهاينة إلى صنعاء وعقدوا لقاءات مع قادة السلطة السابقة وكان هناك اتفاقيات وترتيبات لتعزيز العلاقات بين النظام السابق وكيان العدو.
وأوضح السيد أن تحرك شعبنا في ثورة 21 سبتمبر لم يكن منحصرا بمكون معين، بل كل الأحرار في هذا البلد تحركوا بمسؤولية ووعي في ثورة شعبية مميزة.. مؤكدا أن ثورة 21 سبتمبر كانت نابعة من وعي وإحساس بالمسؤولية ومن واقع معاناة حقيقية، ولم يكن تحركا بدفع خارجي، مضيفا أن تحرك ثورة 21 سبتمبر كان حكيما ومميزا بخطواته الفاعلة والقوية ويعبر عن هوية الشعب اليمني، شعب الإيمان والحكمة.