مشروع الشهيد القائد في كلمة السيد القائد
موقع أنصار الله || مقالات وآراء | علي احمد جاحز
الكلمة التي ألقاها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي عشية الذكرى السنوية للشهيد القائد السيد حسين الحوثي حملت بداخلها محددات وملامح مشروع أممي وقومي عربي اسلامي كبير، لا ينطلق من مصالح اليمن وحسب بل من مصالح الأمة وهمومها وما تحتاجه على المستوى السياسي والاقتصادي والإعلامي والإنساني أيضا .
اعتدنا من السيد القائد أن يلقي خطابا مرحليا بين الحين والآخر ولعل خطاب ليلة البارحة كان احدها وربما أهمها ويذكرنا بخطابات سابقة مرحلية أعقبتها تحركات سياسية وأمنية وعسكرية حاسمة .
الكلمة أمس تضمنت إشارات على صعيد المشاكل العالقة في المنطقة والعداء العربي الإسرائيلي بالدرجة الأولى ودور أمريكا المستمر في استهداف المنطقة وفي الوقت الذي أشار فيه السيد القائد إلى أن ثلة من الصهاينة دوخوا الملايين من العرب والمسلمين ، كان الواقع يقول أن مشروع السيد القائد الذي هو مشروع الشهيد القائد اقلق العالم وإن ما تشهده اليمن والمنطقة من مخاضات ما هي إلا نتيجة لهزة صنعتها صرخات حملة مشروع المسيرة القرآنية ومشروع أنصار الله الكبير الذي يعيد إسرائيل وأمريكا إلى الواجهة بكونهم العدو الأول والأخطر على الأمة العربية.
حمّل السيد القائد في كلمته حكومات المنطقة مسؤولية ما وصلت إليه الشعوب العربية من الوهن والضعف أمام تطور وتقدم الشعوب الأخرى وسعيها لامتلاك قرارها وفاعليتها في الأوساط الدولية ، وتساءل عن وزن الأمة العربية والإسلامية رغم كثافة سكانها وحجم ثرواتها ، في المجتمع الدولي .
هذا الطرح لم يكن عبثيا ولا من باب المزايدة وإنما جاء ترجمة للمشروع القومي والعروبي والإسلامي الذي حمله الشهيد القائد وجرى استهدافه بسببه وللقضاء عليه ، وهو ما يجعل القضية اليمنية ليست سوى جزء من قضية أمة بكاملها وان المؤامرات التي تحاك على اليمن ليست إلا جزءاً من مؤامرة كبيرة تستهدف المنطقة وتنفذ بأياد عربية وإسلامية .
الشاب الثلاثيني الذي اقلق العالم وأحدث زلزالا في المنطقة يوجه النصح للعالم رغم انه في موقع المستهدف المرفوض من قبل قوى الشر في المنطقة والعالم ، وهو ما يجعل من المهم قراءة كلمته بتمعن وبتحليل أكثر في مساحات أوسع من هذه المساحة .
وحري بنا هنا أن نسلط الضوء على جزئية مهمة تناولها السيد القائد في كلمته أمس وهي مسألة مفاوضات الكويت الجارية ، فهو أبدى حرصه الشديد على السلام وعلى ضرورة أن يكون الحل السياسي أولوية ، وهو الموقف الذي يقوي وضع المفاوضين في الوفد الوطني هنا في الكويت .
كما انه كشف ولأول مرة عن القبول بالمرجعيات الرئيسية التي ينبني عليها الحل السياسي ، وفي هذا رسائل واضحة للطرف الآخر وللعالم بأن هذه فرصة مهمة للخروج بحل سياسي مُرْضٍ للأطراف كلها وينهي معاناة اليمنيين ، في تأكيد على ان القوى الوطنية حريصة على السلام والاستقرار بعكس الطرف الآخر الذي يصر على العودة لنقطة الصفر في رغبة واضحة لعدم وقف الحرب ومعاناة الناس .
وفي المقابل لم ينس السيد القائد أن يحذر الشعب اليمني من مغبة الغفلة والركون بالطرف المعادي الذي لا يشبه الشعب اليمني في حلمه وصدقه وشهامته ونقائه وعظمته ، وهو ما يعطي إشارة واضحة بأن الاطمئنان ليس واردا والتفاؤل ليس قويا مما قد ينتج في الكويت حتى الآن .
ولعل الذكرى السنوية للشهيد القائد كانت مناسبة مهمة ليستعرض السيد القائد ابجديات المشروع الإنساني والعروبي والاسلامي الذي باتت اليمن تحمله وتبشر به الأمة .