احتفال رسمي وشعبي بالعيد الـ 57 لثورة الـ 14 من أكتوبر المجيدة
موقع أنصارالله – صنعاء – 26 صفر 1442 هجرية
اعتبر عضو المجلس السياسي الأعلى سلطان السامعي عودة المناضل راجح بن غالب لبوزة من جبال حجة التي كان يقاتل مع أبطال ثورة 26 سبتمبر إلى جبال ردفان، الشرارة الأولى لتفجير ثورة 14 أكتوبر 1963م.
وأكد عضو السياسي الأعلى السامعي في الاحتفال الذي أٌقيم اليوم بالمركز الثقافي بصنعاء بمناسبة العيد الـ 57 لثورة الـ14 أكتوبر المجيدة، بحضور عضو المجلس السياسي الأعلى أحمد غالب الرهوي، أن الثورة اليمنية والشعب اليمني واحد وستظل هذه الثورات ثورات كل اليمنيين من المهرة حتى صعدة.
وترحم السامعي على أرواح الشهداء راجح لبوزة وزملائه وقادة الجبهة القومية ابتداءً بالرئيس قحطان الشعبي، ثم الرئيس سالم ربٌيع علي والرئيس عبدالفتاح إسماعيل والرئيس علي ناصر محمد وكل زملائهم الذين كان لهم دوراً بارزاً في تفجير ثورة 14 أكتوبر وإخراج المستعمر من جزء غالي من أرض الوطن.
ووجه حكومة الإنقاذ الوطني بالاهتمام بأسر الشهداء ومن تبقى حياً من قادة النضال الأكتوبري الموجودين في صنعاء والمحافظات التي تقع تحت الاحتلال الجديد .. وقال” إذا كانت ثورة 14 أكتوبر تفجّرت من جبال ردفان، فإن الثورة ضد الاحتلال الجديد ستتفجر من سواحل حضرموت والمهرة وشبوة وعدن، كما تدل المؤشرات الأولى”.
وأضاف” لن يبقى اليمنيون تحت الإحتلال، فأبناء اليمن ثوار وأحرار حتى أولئك الذين ارتموا في أحضان المحتلين الجدد، وخفتت أصواتهم لأنهم أذلوا وسجن بعضهم والبعض محتجزة أسرهم في أبو ظبي وعواصم أخرى، وبالتالي ظهر الصوت الأقوى لأبناء الشعب اليمني في المحافظات الجنوبية “.
واعتبر عضو السياسي الأعلى، خروج أبناء اليمن في عدن وحضرموت والمهرة وكل المحافظات ضد التطبيع، بداية ثورة وستكون هناك ثورة ضد الاحتلال الجديد وسيخرج المحتل رغم أنفه .. وقال” الأيام القادمة كفيلة بالتوضيح للقريب والبعيد أن الشعب اليمني حر يرفض الظلم وسيتحرر وسنكون إلى جانب أبناء المحافظات الجنوبية بكل الإمكانيات من سلاح ومال ورجال، ولن تبقى هذه المحافظات تحت الاحتلال الجديد أبدا”.
وأضاف” ندعو المغرر بهم العودة إلى الوطن قبل فوات الأوان وإدراك أن قوى العدوان لا تريد الخير لليمن، عودوا إلى صنعاء فصنعاء هي عاصمة كل اليمنيين عودوا وسنستقبلكم بالأحضان، فاليمن يتسع للجميع ولن نكون إلا أخوة وسنتفق على نظام حكم جديد ليكن كل اليمنيين شركاء في السلطة والثروة “.
من جانبه عبر رئيس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، في كلمته، عن التهاني للقيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى وجماهير الشعب اليمني داخل الوطن وخارجه وهي تحتفي بانتصاراتها الكبيرة على مستوى الساحات العسكرية والأمنية، بهذه الثورة المجيدة التي انطلقت من جبل ردفان الشماء بقيادة الشهيد البطل راجح غالب بن لبوزه.
وأشاد في ذات الوقت برفاق لبوزة من طلائع الجبهة القومية وجبهة التحرير وكل القوى الثورية التي عملت من أجل دحر الاستعمار البريطاني من الوطن.
وقال ” نتوجه بهذا المناسبة بالتحية والتقدير لقائد الثورة الحبيب عبدالملك بدر الدين الحوثي، وهو يوجه مسيرة هذه الثورة وهذا العمل التحرري الكبير الذي يقوده على مستوى الجبهات بشكل عام، ولفخامة الرئيس مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي وأعضاء المجلس السياسي الذين يقودون العمل التحرري في ظل هذه الظروف المعقدة والصعبة “.
وأضاف ” ونحن نحتفل للعام السادس على التوالي هنا في صنعاء بهذه المناسبات الكبيرة 21 سبتمبر 26 سبتمبر 14 أكتوبر و30 نوفمبر عيد الجلاء، نحتفي أيضا بصمود الأبطال الذين يدافعون بشراسة وبرؤية تامة عن مبادئ هذه الثورات الوطنية العظيمة التي انطلقت بقيادة اليمنيين “.
وتابع قائلا ” إن لهذه الذكرى معاني كبيرة وعظيمة كون ثورة الـ 14 أكتوبر التي قام بها مناضلون اشداء كانوا يستمدون عزمهم من أخوتهم في المحافظات الشمالية كما نسميها اليوم الذين أمدوهم بالسلاح من صنعاء وتعز والبيضاء وبقية المحافظات اليمنية”.
وبين رئيس الوزراء أنه لولا الدعم الأخوي والإسناد الكبير الذي قام به الأحرار فيما كان يسمى بالجمهورية العربية اليمنية لتعثرت ثورة أكتوبر نتيجة الصراع الداخلي بين الجبهة القومية وجبهة التحرير وبقية فصائل العمل التحرري.
ولفت إلى أن هذه واقعة حقيقية وهذا هو التاريخ الذي ينبغي ألا ينسى .. مشيرا إلى أن هناك أصوات يسمعها الجميع لا تعرف العمق الحقيقي لمعنى الوطن أو تاريخ هذه الرقعة من الكرة الأرضيّة .
وعرج الدكتور بن حبتور، على المصطلحات التي تدعو للإنسلاخ من الهوية اليمنية منها ما يسمى بالجنوب العربي ..قائلا ” لم نكن نسمع ولم نقرأ في التاريخ أن هناك جزء يسمى الجنوب العربي سوى فقط في الأربعينات والخمسينات من القرن العشرين لأن هذا مصطلح المستعمر البريطاني”.
وأردف ” للتذكير أيضا أن معظم المقاتلين الذين واجهوا الاستعمار البريطاني هم من كافة مناطق اليمن، فهناك أسماء كبيرة قاتلت إلى جانب ثوار الجبهة القومية وجبهة التحرير من أجل طرد المستعمر البريطاني من أبناء تعز وإب وصنعاء وحجة وبقية مناطق اليمن “.
واستنكر اللغة الاستعمارية التي يتم تعميمها على الجيل الحالي من الشباب، بإسناد من دولتي العدوان والاحتلال السعودية والإمارات التي تتحدث عن شماليين وجنوبيين “.
وقال ” أنا أؤكد من هذه القاعة ومن هذه المنصة وفي هذا الحضور الرسمي والشعبي اللافت أننا نتحدث بلغة اليمن التي ارتفع شأنها كثيرا على مستوى الماضي والحاضر وسيرتفع بطبيعة الحال عند تحقيق الانتصار في المستقبل “.
وذكر، أن الشعب اليمني في كل الحقب والعصور رفع اسم اليمن عالياً ولم يسلم على الاطلاق بمبدأ الهزيمة لكنه قاوم وقهر كل اعدائه .. وقال” من تاريخنا الحديث يعرف المستعمرون أننا قاومناهم بكل شجاعة واليوم يدرك المعتدون الجدد أكثر معاني الصمود والاستبسال والمقاومة لشعبنا”.
واعتبر رئيس الوزراء، هذه المناسبة محطة مهمة ليتذكر الجميع ثوار الوطن منذ سبتمبر 1962م وحتى اللحظة، والطابور الطويل الذي ضحى من أجل الوحدة اليمنية الحدث الأبرز في حياة الشعب اليمني الذي ينبغي التمسك به كونه الإنجاز الذي حقق لليمنيين كرامتهم وعزتهم وشموخهم .
واختتم ابن حبتور كلمته بالتعبير عن الشكر لكل السواعد والعقول والأفكار التي حافظت على الجبهة الداخلية التي ينعم الجميع بتماسكها وباعتبارها شرط من شروط الانتصار على دولتي العدوان السعودي الإماراتي وبرعاية الولايات المتحدة الامريكية .
وفي الحفل الذي حضره رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي أحمد يحيى المتوكل ورئيس مجلس الشورى محمد العيدروس ورئيس المحكمة العليا القاضي عصام السماوي ونواب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع الفريق الركن جلال الرويشان والداخلية أكرم عطية والرؤية الوطنية محمود الجنيد ونائب رئيس مجلس الشورى عبده الجندي وأعضاء بمجالس الوزراء والنواب والشورى وقيادات عسكرية وأمنية وأمين العاصمة وعدد من محافظي المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة، القى وزير الثقافة عبدالله الكبسي، كلمة أكد في مستلها أهمية الاحتفال بالعيد الـ57 لثورة 14 أكتوبر المجيدة.
وقال” لمن دواعي السرور أن يحتفل شعبنا اليمني العظيم بثورة أكتوبر وهي مناسبة عزيزة تبعث في النفوس مشاعر الغبطة والسرور كونها توّجت ميسرة النضال بنصر مؤزر تمثل في طرد المستعمر في 30 نوفمبر 1967م”.
وأكد الكبسي أن الشعب اليمني لا يقبل الضيم ولا الامتهان ومن يسعى لإذلاله والنيل من حريته، سيكون مصيره الهزيمة والعار والذل والهوان.
وأضاف” إن شعبنا وهو يحتفل بأعياد الثورة 21 سبتمبر و26 سبتمبر و14 أكتوبر كفيل بتجسيد قدرته على الخلاص من الهيمنة والتبعية مهما كلفه ذلك من ثمن وهو ما يجب أن يدركه غزاة اليوم الطامعين بخيرات الشعب اليمني ومقدراته من الأعراب الذين هرولوا للتطبيع مع العدو الصهيوني وسخروا إمكانياتهم وثرواتهم لخدمة أعداء الأمة وتحقيق أهداف مشاريعهم المتنافية مع المبادئ والمٌثل الإنسانية”.
ولفت وزير الثقافة، إلى أن الشعب اليمني الذي استطاع أن يدحر أعتى قوة على وجه الأرض ظلت مهيمنة على جزء من اليمن أكثر من مائة عام، قادر اليوم أكثر من أي وقت مضى على طرد الغزاة الجدد وإخراجهم من الأرض اليمنية مدحورين.
فيما أشارت كلمة مناضلي الثورة اليمنية التي ألقاها محافظ حضرموت لقمان باراس، إلى أهمية الاحتفال بثورة 14 أكتوبر التي انطلقت من جبال ردفان وقدمت التضحيات من أجل تحقيق الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م.
ولفت باراس، إلى أن الحديث عن مراحل ثورة 14 أكتوبر يحتاج إلى كتُاب التاريخ سواء من القادة العسكريين المعاصرين أو من خلال الوثائق.
وقال ” اسمحوا لي أن أتحدث عن الانطلاقة الأولى لثورة أكتوبر وفترة النضال التحريري ضد الاستعمار البريطاني وعملاءه، لأننا بحاجة لثورة لإخراج المستعمر الجديد تتوفر لها أسباب النجاح بقيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي وإصلاح ما دمره الطغاة والمستعمرون الجدد”.
وأضاف” انطلقت ثورة 14 أكتوبر عام 1963 بعد ثورة 26 من سبتمبر بمعنى أنها كانت امتداد للثورات العربية في ذلك الحين، بدعم معنوي ولوجستي من ثورة 26 سبتمبر معبرة عن هموم الجماهير التي كانت تطالب بالحرية والاستقلال وتحقيق مستقبل أفضل”.
وأكد المحافظ باراس أن ثورة 14 أكتوبر واجهت منذ انطلاقها مؤامرات ودسائس وتهديدات واغتيالات ورغم ذلك مضت لتحقيق أهدافها من خلال العمل ومشاركة الكثير من القطاعات المختلفة من المدرسين والعمال والعسكريين والنساء والصيادين.
واعتبر انتصار الثورة ثمرة النضال ضد المستعمر، وما حدث بعد خروج المستعمر من تقلبات بفعل العوامل الخارجية التي تريد النيل من الأمة مثلما يحدث اليوم لثورة 21 سبتمبر التي جاءت استكمالا لثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر، والنضال ضد العبث بثروات وخيرات الوطن من الاستعمار الجديد.
وعبر باراس، عن الأسف لتناسي البعض عبث الاحتلال والاستعمار البريطاني في الجنوب لأكثر من 138 عام، متجاهلين تضحيات ثوار 14 أكتوبر من أجل دحر المستعمر وإرساء قيم الحرية والسيادة الوطنية.
تخلل الحفل قصيدتان، للشيخ صالح صائل ونجران الجبري، عبرتا عن المناسبة وأهميتها والروح النضالية للشعب اليمني الذي يأبى الظلم والخنوع للمستعمر ومشاريعه التخريبية والتمزيقية، إضافة إلى فقرة فنية.