اعتقالات في السعودية بسبب مقاطعة المنتجات الفرنسية!
كشفت مصادر حقوقية عن شن سلطات نظام آل سعود حملة اعتقالات في مناطق متفرقة في المملكة بسبب التجاوب مع حملات مقاطعة المنتجات الفرنسية ردا على الإساءة للنبي محمد (ص).
وقالت المصادر لموقع “ويكليكس السعودية” إن سلطات النظام اعتقلت عددا من أصحاب المتاجر في الرياض ومناطق أخرى من المملكة على خلفية بلاغ ضدهم بوضعهم ملصقات لمقاطعة المنتجات الفرنسية.
وأضافت المصادر أن سلطات النظام وجهت رسائل تهديد شفوية ومكتوبة إلى عدد كبير من التجار تحذرهم من التجاوب مع حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية وتتوعدهم بإجراءات صارمة بحقهم.
ووجهت أوساط إسلامية انتقادات حادة لنظام آل سعود على خلفية صمته المريب لإساءات فرنسا للنبي محمد والدين الإسلامي وتخاذه عن اتخاذ إجراءات قوية ضد باريس.
من جهته علق رئيس الحركة الإسلامية للإصلاح المعارضة سعد الفقيه على حسابه في تويتر بأن اتهام نظام آل سعود بالتقصير في قضية الرسوم المسيئة إنما هو تهوين لجريمتهم.
وقال الفقيه إن حكام آل سعود “ليسوا متهمين بالتقصير، بل مساهمون بشكل أساسي في محاربة كل ما له علاقة بالنبي ﷺ ورسالته”.
وأضاف أن “الاتهام بالتقصير فقط هو غض طرفٍ عن جرائمهم الهائلة في محاربة الإسلام وإرث النبوة، وكأنها تزكية لهم ورضا بجرائمهم”.
ومنذ أيام ضجت مواقع التواصل الاجتماعي الخليجية والكويتية خصوصاً بحالة من الغضب على إساءة الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون للإسلام، مطلقين عبارات تدين باريس وسط حملة مقاطعة للمنتجات الفرنسية.
وانتشرت عدة وسوم عبر فيها الخليجيون والعرب عن غضبهم من تصريحات الرئيس الفرنسي، كان أبرزها “#مقاطعه_المنتجات_الفرنسيه” و”#إلا_رسول_الله” و”#فرنسا” و”#ماكرون_يسيء_للنبي”.
وكان ماكرون قال خلال مراسم تأبين المعلم الذي قتل مؤخراً بعد عرضه صوراً مسيئة للرسول ﷺ، صاموئيل باتي، الأربعاء (21 أكتوبر 2020): إن “الإسلام يعيش اليوم أزمة في كل مكان بالعالم”، مضيفاً أن على فرنسا التصدي لما وصفها بـ”الانعزالية الإسلامية الساعية إلى إقامة نظام مواز وإنكار الجمهورية الفرنسية”.
وشدد الرئيس الفرنسي في كلمة مقتضبة على دور المدرس وشخصيته وخصاله، قائلاً إن صاموئيل باتي قتل “لأنه كان يجسد الجمهورية”، وإنه “بات (اليوم) وجه الجمهورية”.
وأكد ماكرون أن فرنسا لن تتخلى “عن نشر الرسومات الساخرة”، ولن تخضع للتهديدات، في إشارة إلى الرسومات المسيئة للإسلام.
وقتل صاموئيل باتي، الجمعة (16 أكتوبر 2020)، بقطع رأسه على يد لاجئ روسي من أصل شيشاني، يبلغ 18 عاماً في ضاحية “كونفلان سانت-أونورين” الواقعة غربي العاصمة باريس.
في المقابل، هاجم كتاب سعوديون الحملة الشعبية التي تدعو إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية، احتجاجا على الإساءات المتكررة للدين الإسلامي، والنبي محمد عليه السلام.
واعتبر هؤلاء أن الحملة تأتي بهدف التشويش على حملة المقاطعة السعودية والإماراتية للمنتجات التركية، التي أطلقت برعاية شبه رسمية في السعودية.
وقال الكاتب السعودي تركي الحمد: “نعم.. ماكرون شن حملة على الإسلام السياسي وليس الإسلام، ولكن الإخوان يريدونها حملة على الإسلام ككل، في خلط واضح بين الاسلام وفكر البنا وقطب، وهذا غير صحيح.. الإخوان يريدون احتكار الإسلام ففرنسا فتحت لهم أبواب الهجرة، فكيف تتنكر لهم.. قليل من العقل”.
وكانت تغريدة الحمد ردا على أخرى للأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله، قال فيها إن الحملة أطلقت من قبل “الإخوان المسلمين”، والهدف منها “المتاجرة بالدين”، وليست دفاعا عنه.
رئيس مركز أبوظبي للغة العربية (يتبع لدائرة الثقافة والسياحة)، علي بن تميم، وهو أكاديمي وإعلامي بارز، قال إنه يدعم مقاطعة تركيا “التي أساءت إلى إرث الرسالة المحمدية وتراث العرب والمسلمين”.
وأضاف: “لا بل ألف لا لحملة مقاطعة المنتجات الفرنسية، لأن فرنسا سعت دون كلل ولا ملل إلى عدم الارتهان للجماعات الإسلامية المتطرفة التي تريد احتكار الصواب ونشر الاحتراب بالزيف والسراب وفتاوى الإرهاب”.
وقال الكاتب والصحفي السعودي عضوان الأحمري، إن “تركيا هي العدو الأول للسعودية وأمنها وليست فرنسا. الرسوم المسيئة تصرف فردي إدانته هو ما يمكن فعله، وهجوم ماكرون وتصريحاته رد فعل طبيعي على جريمة وحشية ارتكبها إرهابي أهوج. مقاطعة تركيا مستمرة والذين يحاولون صرف النظر عنها وتخفيف أثرها بحرف البوصلة نحو باريس لن ينجحوا”.