في ذكرى المولد النبوي.. السيد نصرالله يشيد بالحشود اليمنية ويوجه رسائل لفرنسا
موقع أنصار الله – لبنان – 14 ربيع الأول 1442 هجرية
أشاد السيد حسن نصرالله بالحشود الجماهيرية الكبيرة التي خرجت في المدن اليمنية بمناسبة المولد النبوي الشريف.
وقال السيد نصرالله في كلمة متلفزة بمناسبة المولد النبوي الشريف، مساء الجمعة، “بالرغم من الحرب المدمرة والحصار على اليمن، نجد الجماهير الهائلة تجتمع في المدن اليمنية من أجل إحياء ذكرى مولد رسول الله والدفاع عنه”.
وتساءل السيد نصرالله “أليس في إصرار اليمنيين على الحضور الكبير والحاشد في فعاليات المولد النبوي الشريف بالرغم من كل المخاطر، أليس في هذا المشهد دلالة؟”.
وأضاف السيد “أنظروا إلى اليمنيين المحاصرين الغرباء في هذا العالم، لا يذهبون لأي ذريعة للتخلي عن فلسطين، بل يعلنون عن تمسكهم بها”.
وأشار إلى أن المترفين والغارقين في ملذات الدنيا نراهم يسارعون في التخلي عن فلسطين، في حين يجدد اليمنيون وقوفهم مع فلسطين والمقاومة، وهذا الأمر حجة على العالم.
ودعا السيد حسن نصرالله المسلمين وشعوب العالم أن يقفوا عند مشهد اليمنيين يوم أمس، مؤكدًا أن هذا الخروج اليمني حجة إلهية شرعية جديدة على كل العلماء والنخب والشعوب لكي يخرجوا عن صمتهم.
كما دعا المؤيدون للعدوان الأمريكي السعودي على اليمن أن يتراجعوا، والصامتون عن هذا العدوان عليهم أن يخرجوا عن صمتهم.
وأكد السيد أنه يجب تشكيل موجة كبرى في العالمين العربي والإسلامي للضغط على قادة العدوان المصرين على مواصلة العدوان على اليمن، وهذا أقل الوفاء تجاه أهل العشق لرسول الله.
وأشار إلى أن أعظم وأوجب الواجبات اليوم هو العمل على وقف الحرب على اليمن، وأعظم ما يمكن أن يقدمه مسلم لرسول الله اليوم أن يقف إلى جانب اليمنيين، عشاق رسول الله.
وبشأن آخر المستجدات السياسية على المستوى اللبناني والدولي قال السيد نصرالله “مهما اختلف المسلمون سياسيا وعقائديا، لكن إيمانهم برسول الله ومقامه هو من أهم نقاط الإجماع الإسلامي التي لا يمكن أن تتبدل”، مضيفًا “لا يمكن أن يتحمل المسلمون أي إساءة أو إهانة تتوجه لرسول الله”.
وأدان السيد نصرالله حادثة الطعن التي حصلت في مدينة نيس الفرنسية، مؤكدًا أن حادثة نيس يرفضها الإسلام ولا يجوز أن يحسبها أحد على المسلمين.
وأشار إلى أن كل حادثة مشابهة لحادثة نيس سابقا أو في المستقبل مرفوضة ومدانة بالنسبة إلينا كمسلمين، لافتًا إلى أنه لا يجوز للسلطات الفرنسية أو غيرها أن تحمل مسؤولية جريمة ارتكبها شخص محدد لدين هذا الشخص أو أتباع هذا الدين.
وتساءل السيد نصر الله: “لو قام رجل مسيحي بارتكاب جريمة، هل يصح أن يخرج أحد ويحمل النبي عيسى والمسيحيين في العالم مسؤولية هذه الجريمة؟، مشيرًا إلى أن أمريكا ترتكب مجازر في كل أنحاء العالم، وقتلت الملايين من الناس، هل قال أحد أن الإرهاب الأمريكي إرهاب مسيحي أو حمله للسيد المسيح؟.
وتابع بالقول: “لا يجوز عندما يرتكب شخص من أي دين جريمة، أن نحمل الدين أو النبي أو أمة هذا الدين مسؤولية الجريمة”.
وأكد السيد أن على المسؤولين الفرنسيين أن يحترموا الدين الإسلامي، وأن لا يتبعوا ترامب الذي يستخدم المصطلحات المسيئة للإسلام.
وأوضح السيد أن بعض المسلمين يرتكبون أخطاء كبيرة بحق الإسلام، وما شهدناه من أعمال إجرامية خلال السنوات الماضية هو من هذه الأخطاء، لافتًا إلى أن الأنبياء والديانات والرسل يجب أن تُحترم، حتى لو خرج من هذه الديانات من لا يحترمها.
ووجَّه السيد حسن عدة رسائل ونصائح للقادة الفرنسيين قال فيها “بدلا من تحميل الإسلام مسؤولية هذه الأعمال الإرهابية، تعالوا لنبحث عن مسؤوليتكم أنتم عن هذه الأعمال والجماعات”.
وذكر أن هناك فكر تكفيري يتبنى القتل لمجرد الاختلاف العقائدي والفكري والسياسي، وهذا الفكر قامت الأنظمة الأمريكية والفرنسية وغيرها بحمايته.
وقال السيد نصرالله للقادة الفرنسيين “الجماعات التكفيرية أنتم سهلتم مجيئها إلى سوريا والعراق، وأنتم ساعدتم على دعمها وتسليحها”، مبينا لهم أن أول من قام بعمليات الذبح هم التكفيريون الذين دعمتموهم في منطقتنا”.
وأردف بقوله “قلنا للأوروبيين منذ العام 2011 لا تكونوا جزءا من الحرب الكونية على سوريا والعراق ومنطقتنا، ولا تدافعوا عن التكفيريين، لأن هؤلاء سيرتدون عليكم وعليكم أن تحذروا من عودة الجماعات التكفيرية إلى بلدانكم”.
وأوضح السيد للقادة الفرنسيين أن “الذين نفذوا هذه الجرائم هم الذين حضنتموهم ودعمتموهم وسهلتم وصولهم إلى منطقتنا”.
وتساءل السيد “ما علاقة رسول الله والإسلام والقرآن وأمة الملياري مسلم بالجرائم التي حصلت؟.
وأشار إلى أن السلطات الفرنسية أقحمت نفسها وتريد أن تقحم أوروبا في معركة مع الإسلام لأسباب واهية وغير مفهومة. وقال إن “المسألة بدأت عندما أقدمت المجلة الفرنسية الخبيثة بنشر رسوم مسيئة لنبي الإسلام، ثم تطور الأمر إلى حادثة أستاذ التاريخ الذي قطع رأسه”.
وأضاف السيد حسن “بدل أن تعمل السلطة الفرنسية على معالجة الموقف، أعلنت حربا وأخذها العناد تحت شعار “حرية التعبير” والاستمرار في الرسوم الساخرة”.
وأكد أن الادعاء الفرنسي بأن هذا العناد وتبني الإساءة للإسلام هو بسبب حرية التعبير ادعاء كاذب وغير صحيح، موضحًا أن السلطات الفرنسية حاكمت وقررت سجن الفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي فقط لطرحه نقاشا علميا حول ما يسمى المحرقة اليهودية.
وبين أن هناك الكثير من الدلائل تؤكد أن الحرية في فرنسا وأوروبا ليست مطلقة، وهي مقيدة دينيا وسياسيا، لافتًا إلى أن كل معركة فرنسا الآن تستند على أساس غير واقعي وهو ما يزعمونه من حرية التعبير المطلقة.
كما تساءل “لماذا تقف حرية التعبير عند معاداة السامية؟”.
وقال السيد حسن إن “حرية التعبير عندما لا تقف عند كرامة أحد فهي تفتقد إلى القيمة الأخلاقية والإنسانية”.
وأوضح للقادة الفرنسيين أن المسلمون لا يبحثون عن معارك جديدة، بل يعملون على تخفيف العداوات.
وأضاف للقادة الفرنسيين “عليكم أن تفكروا في كيفية معالجة هذه الخطيئة، والإصرار على الخطأ هو انجرار مع مطالب الإرهابيين الذين يريدون تفجير كل الساحات”، مؤكدًا أن الإساءة لكرامتنا وكرامة نبينا لا يمكن أن يقبل بها مسلم في العالم.
واستطرد قائلا “حتى الأنظمة في العالم العربي والإسلامي لا يمكن أن تغطي مسا بنبي الشعوب المقدس عندهم”.
وأكد للقادة الفرنسيين أن المعركة التي تصرون على الذهاب إليها هي معركة خاسرة وبعيدة عن مصالح فرنسا وبدل أن تعالجوا التداعيات وتستنفروا الأجهزة الأمنية، أوقفوا السخرية والعدوان والانتهاك لكرامة المسلمين.
ودعا السيد حسن نصرالله للذهاب إلى تشريع عالمي لتجريم المس بالأنبياء والرسل والديانات السماوية، قائلًا “لا يجوز أن ندفع الأمة الإسلامية والدول الأوروبية إلى مواجهات من أجل ادعاءات سخيفة وتافهة”.
و حول الشأن الداخلي تحدث السيد حسن نصر الله انه لا يمكن الاستمرار في حكومة تصريف الأعمال و ان المعطيات تقول أن أجواء تأليف الحكومة جيدة ومقبولة.
وعن ارتفاع الارقام بالاصابات بوباء كورونا، قال السيد نصر الله “وصلنا الى اعتاب الالفين اصابة يوميا وكل المستشفيات تصرخ واعداد الوفيات ترتفع يوما بعد يوم”، وتابع “تساهل بعض الناس بمسألة كورونا غير شرعي وهو حرام وهذه مسؤولية انسانية ترتبط بالجميع سواء بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة والتعقيم”، واضاف “يمكن التعايش من خلال الالتزام بالضوابط وإلا فإننا سنذهب الى واقع خطير جدا”.