شرعيةُ اليمن وديمقراطيةُ أمريكا
موقع أنصار الله || مقالات || أحمد المالكي
إذا كانت شرعيةُ الدول والأنظمة تؤخَذُ من قوة تأييد الشعوب لها.. عن طريق الاستفتاء الشعبي أَو الجماهيري.. أَو الانتخاب الديمقراطي.. كما يجري الآن في أمريكا.. والبلدان الغربية التي تدّعي الديمقراطي.. وحق الشعوب في اختيار حكامها أَو حكوماتها.. والتي تدّعي دعمَها لحرية التعبير وحقوق الإنسان.. كأمريكا وبريطانيا وفرنسا.. وغيرها من الدول التي تتناقضُ بوضوح مخزٍ وفاضح مع هذه القيم والمبادئ.
نرى تناقُضَها من خلال وقوفها ودعمها للأنظمة الديكتاتورية التي لا تؤمنُ بالديمقراطية.. ولا تحترمُ الحرياتِ وحقوقَ الإنسان.. كالسعودية والإمارات، المدعومة أمريكياً وغربياً في عدوانها على الشعب اليمني منذ ما يقارب ستة أعوام باسم إعادة الشرعية للرئيس المستقيل والمنتهية ولايته والفارّ هادي..
هذه “الشرعية” جعلوها مطية لشرعنة العدوان واحتلال اليمن والسيطرة على ثرواته ومقدراته.. وهي لا تمتلكُ واحداً في المِئة من الشرعية سواءً الشعبيّة أَو الجماهيرية أَو القانونية..
بينما هذه الدولُ الكبرى وهذا العالم المنافق لا يعترفُ بالشرعية الحقيقية التي هي الشرعية الشعبية في صنعاء والمحافظات الحرة الواقعة تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى.. والتي يخرج فيها الشعبُ اليمني بالملايين في مظاهرات واستفتاءات شعبيّة.
لعل آخرَها ذلك الخروج الملاييني غير المشهود في مناسبة المولد النبوي الشريف.. والتي يمكن القياس عليها.. كاستفتاء شعبي وجماهيري للشرعية الحقيقية التي يجب على المجتمع الدولي والأمم المتحدة وهذه الدول التي تدّعي الديمقراطية وحق الشعوب في اختيار من يمثلها أن تتعامل معها وتعترف بها دوليًّا كقوة سياسية وشعبيّة حقيقية تمتلك القرار الحر الذي يحفظ للشعب حقوقه ويرعى مصالحة ويصون كرامته وسيادته واستقلاله، وليس مع ثلة عميلة وضعيفة تحكم من الفنادق ولا تمتلك قرارها السيادي والسياسي إلا عبر السفيرين السعودي والإماراتي ومن خلفهما السفارات الأمريكية والغربية..
فيا لهذا النفاق والكذب الأمريكي والغربي المفضوح.. الموتُ لديمقراطية أمريكا.. وتباً للشرعية الدولية الرعناء التي تشرعن لقتل وتجويع الشعب اليمني.
موقنون بالنصر المبين الذي نراه قريباً بلا شك يلوح في الأفق، والله المستعان.