الحرب المرافقة للعدوان
موقع أنصار الله || مقالات || محمد أمين الحميري
لا ننكرُ أن الحربَ اللاأخلاقية على اليمن قد بدأت في وقتٍ مبكِّرٍ، لكن ربما اشتدَّت ضراوتُها بشكل أكبرَ في ظل العدوان والحصار، وبخَاصَّةٍ في المناطق الواقعة تحت سيطرة المحتلّ، تليها المناطقُ المستقرة، لكن الفارق هو أن في هذه المناطق دولةً يقظةً وحازمةً؛ ولهذا فهي تعملُ باستمرار على تجفيف منابع الفساد الأخلاقي الماضية والمستحدثة، ومعاقبة المجرمين.
لكن: ما لا بد أن ينتبه له المواطنون اليمنيون هو أن قوى العدوان تعتبرُ هذه الحربَ من أهمِّ الحروب المرافِقة لحروبها العسكرية في بلادنا، وخَاصَّةً بعد سنوات من العجز والفشل الذريع في استهداف مناطقنا عسكريًّا، وبالتالي فليس أمامها سوى التكثيفِ من هذه الحرب في الوسط المجتمعي، بواسطة وسائل وأدوات مختلفة..
اليومَ هناك يقظةٌ أمنية عالية، وهذا مهم وجيد، وهناك يقظةٌ مجتمعية إلى جانبها، والمطلوب هو تظافر الجهود، ولا بُـدَّ أن يتزامن مع هذا التوعية الثقافية والتربوية السليمة، في الإعلام ومنبر المسجد، وكُلٌّ مسؤول في بيته وهكذا؛ مِن أجلِ كشف الخلايا المتسترة بين الناس، والعمل على محاربة الرذيلة وتجفيف منابع الفساد الأخلاقي كليًّا..
نحن أمام فرصة لا تعوَّضُ في مواجهة كُـلّ ما يهدّد تماسكَ المجتمع وفي مختلف المجالات، وهناك قيادةٌ حازمةٌ ولن تفرط في مسؤولياتها، وهذا أهم ركن يمكن أن يأويَ إليه المجتمعُ في الانتصار لحقوقه بعد الله، فهو لكل فاسد ومجرم بالمرصاد، فلتكن الفاعلية والشجاعة بقيام كُـلّ أبناء الشعب بمسؤوليتهم، كُـلٌّ من موقعه وحسب طاقته.