مزور أممي

‏موقع أنصار الله || مقالات || فهمي اليوسفي*

لم نلمس أي جديد من قبل غريفيث بإحاطته الأخيرة المقدمة لمجلس الأمن عن بقية الإحاطات السابقة، بل سنجد عدم وجود أي تغيير اللهم أن التغيير يكمن في تاريخ كل إحاطة.

لم تتغير اللعبة الحلزونية لهذا المبعوث، بل ستستمر ويديرها بنفس الطريقة الحلزونية.

لم يعلن هذا المبعوث توبته عن مشاريع الكذب والخداع والمغالطة وشهادة الزور أمام الهيئة الأممية لكونه وصل إلى مرحلة الإدمان والطبع غلب التطبع..

لم يتغير مضمون الإحاطات السابقة عن الحالية التي يقدمها هذا المبعوث لمجلس الأمن بشكل شهري لأن لندن وواشنطن قد زودته ببرنامج إلكتروني من جوجل بلاي استوردته لأجله بغرض تزويده بتقنيات تحديث الكذب والخداع والتضليل ووو الخ لأن ذلك يمكنه من الاستمرار بشهادة الزور.

لو توقفنا أمام بعض ما ورد في مضمون هذه الإحاطة ووجهنا بعض الأسئلة للذات عن دوافع هذا المبعوث بحصر الصراع بين طرفي الداخل وإغفال دور الأطراف الخارجية المشاركة بالعدوان والاحتلال لبلدنا.. على حد ما ورد بإحاطته !.

سنجد الجواب أن غريفيث منحاز لدول العدوان وهذا صحيح ولأجل تحصين السعودية وبقية تحالف العدوان عن أي إدانة أممية بحيث يجنبها عدم تحمل تبعات هذه الجرائم بعدوانها على بلادنا وهذا صحيح.

لكن وجهة نظري أن هذا الجواب صحيح لكنه جزئي و ليس كليا.. مع أن الجواب الكافي والشافي يوضح أن غريفيث فعلا حريص على تحصين السعودية ومن معها ومن يقف خلفها في الناتو من أي إدانة أو مساءلة دولية نتيجة الجرائم اليومية التي ترتكبها بحق اليمن وهذا الحرص غير المباشر لغريفيث ليس حبا في السعودية أو الإمارات بل لعدة أهداف خفية منها :

– لكي يتمكن من الحصول على مزيد من الصفقات (كاش موني) تأتي إليه من مملكة المنشار مقابل بيع ضميره الأممي وان يتحول إلى شاهد للزور عبر النافذة الأممية.

– يدرك هذا المبعوث أن الإدانة للسعودية وبقية دول التحالف يعد إدانة لكوكتيل الناتو، وعلى رأسها لندن وواشنطن، على اعتبار أن من يدير العدوان العسكري على بلدنا منذ 5 سنوات وحتى اليوم هي بلا شك عناصر صهيونية تحمل معظمها جنسيات أمريكية وبريطانية ومن يزود دول التحالف الصهيوسعودي بكافة الأسلحة بما فيها المحرمة دوليا هي شركات صهيونية متواجدة في دول الغرب.. وغريفيث ليس مستعدا أن يدين بلده ويخون صهيونيته ويورط أبناء عمومته من الصهاينة ومن يتحالف معهم بل مستعد حتى لبيع أبناء الشرق الأوسط في أي حراج.

ولأن من ينهب ثروات وآثار المنطقة بما فيها بلدنا من الماضي للحاضر هي شركات صهيونية معظمها تحمل جنسيات بريطانيا وأمريكية على سبيل المثال بي بي البريطانية الذي يعد والد غريفيث من أبناء هذه الشركة حين كان يعمل بها عندما كانت في منطقة البريقة عدن خلال مرحلة الاستعمار ثم انتقل نشاطها إلى الإمارات وأصبحت هي من تدير السياسة الإماراتية حتى اليوم وكذلك شركة أرامكو وغيرها على الرغم من أن هذا المبعوث هو من مواليد عدن اليمن لكنه خان عدن وغلب عليه تأثير الحمض النووي للصهيونية.

بهذه الحالة الناتو وأدواته المتصهينة في المنطقة حريصون بإزالة أي بصمات إجرامية تؤكد ضلوعهم بأي جريمة، في مثل هذه البلدان المستهدفة لكي لا يتيح لأي طرف خارجي يقف ضد الغرب توظيفها واستثمارها ضد الرأسمالية المتوحشة للصهيونية العالمية وأدواتها المتصهينة في المنطقة، وبحيث لا يتمكن المؤرخون من خارج وداخل اليمن توثيق تلك الإدانات والبصمات في سجلات التاريخ.

كما أن هذه المواقف لغريفيث لها أهداف أخرى، منها طمس حقيقة الدعم السعودي والإماراتي + الناتو بتحالفهم مع عناصر الإرهاب في العدوان على بلدنا بحيث لا يكون ذلك عاملا لفضح دول الرباعية بدعمها للإرهاب.

– يسعى هذا المبعوث لتثيبت الإدانة الواهية ضد القوى المضادة للعدوان وإزالة الإدانة للسعودية ومن معها في الجرائم التي ترتكب بحق بلدنا منذ بدء العدوان وحتى اليوم.

– يسعى هذا المبعوث الحفاظ على تقسيم الوصاية الخارجية والنفوذ الإقليمي والغربي في اليمن تحت طابع أممي والذي يرتكز في حقيقة الأمر بين أبو ظبي والرياض تحت اسم اتفاق الرياض مع حرصه بالتعتيم على الدور المبطن لإسرائيل + أمريكا وبريطانيا الممتد من الخليج الفارسي إلى البحر الأحمر، كما هو الحال في أرخبيل سقطرى وما يجري بالساحل الغربي خير شاهد…

الرد السريع من العميد سريع

وطالما تزامن دور آخر حلقة لإحاطة الزور لغريفيث مع رد العميد سريع، فهو بمثابة الرد على مغالطة هذا المبعوث ومن حق اليمنيين الدفاع عن ذاتهم..

حق مشروع أن يكون الرد على دول العدوان وعلى رأسها مملكة المنشار المتوحش لان الرد الموجع هو من سيكفل إيقاف عدوانها على بلادنا لإيقاف كل مطامعها التوسعية في بلدنا كما هو جار اليوم في مارب وشبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى.

بالتالي، من حق اليمنيين قصف كل المواقع التي ينبغي أن تنال ضربات موجعة لدول العدوان.

من حق اليمنيين الرد الموجع على قاعدة “العين بالعين والسن بالسن”.

من حق اليمنيين تحرير بقية الجسد اليمني، من استكمال محافظة مارب وبقية المحافظات الخاضعة اليوم للاحتلال السعوإماراتي والمطعمة بدواعش ومرتزقة من الداخل.

من حق اليمنيين الرد على دول العدوان لكسر الحصار غير الشرعي على بلدنا بحرا وجوا وبرا..

وطالما مدير مكتب الرئاسة يدشن حملة لمكافحة الفساد وهو موقف مشرف له ولكل من يقف ضد الفساد.. وأحببت إيضاح أن من يساندون العدوان هم فاسدون من القاع حتى النخاع ونؤكد أن جزءاً من مخرجات الحوار الوطني يحصن الفاسدين والقرارات الفاسدة في الهيئات الأممية تقف مع الفاسدين من الداخل.. وأن هيئة مكافحة الفساد التي تم تأسيسها في عهد قائد العصابة الإفسادية علي عبدالله صالح خضع التأسيس لمطلب الشفافية الدولية ليس الهدف العميق مكافحة بل تحويلها لهيئة استخباراتية لصالح الغرب ومراقبة كم أرقام مالية استحوذ عليها الفاسدون من الداخل لكي تتقاسم معهم اللوبيات العالمية للصهيونية، واستخدمها الصريع علي صالح لتلفيق ملفات لصيد خصومه من الساسة.

هنا لا غرابة أن نجد قاسماً مشتركاً بين عتاولة فساد الداخل ودول تحالف العدوان والغرب وسماسرة المؤسسات الأممية وغيرها وهو الفساد.. لكن بحكم أن مكافحة الفساد هو أول هدف لثورة 21 سبتمبر فإن مكافحة هذا الورم السرطاني هو واجب ثوري ووطني وإيماني وجهادي.. ولتكن أولى خطواتنا تشخيص الفساد بشكل دقيق وعميق لأن فهم المشكلة جزء من الحل.. بوركت أبو محفوظ وكلنا ضد العدوان والفساد والاستبداد والاستعباد..

فليستمر ردع آل سعود.

فليستمر استكمال تحرير مارب وما بعدها.

فلنستمر بمكافحة التدعيش والفساد والارتزاق.

فلنستمر بكشف حقيقة هذا المبعوث الصهيوني..

فلنستمر بطرد الجن والشياطين والفاسدين بإطلاق صرخة الجهاد لكن بصوت عال لنقل:

الله اكبر.. الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام

*نائب وزير الاعلام

 

 

 

قد يعجبك ايضا