تظاهرة حاشدة لأنصار ترامب في واشنطن احتجاجاً على “تزوير الانتخابات”
تشهد العاصمة الأميركية واشنطن، اليوم السبت، مظاهرة حاشدة لأنصار الرئيس دونالد ترامب، قيل إنها ستكون “مليونية”، يشارك فيها مؤيدون جاؤوا من عدة ولايات للاحتجاج على ما وصفوه بـ”تزوير” الانتخابات، وللتعبير عن رفضهم القبول بفوز جو بايدن.
ويأتي ذلك في أعقاب صدور النتائج النهائية في كافة الولايات (ما عدا جورجيا التي تقرر إعادة فرز أصواتها والمتوقع عدم حصول تغيير فيها) ، إذ حاز بايدن على 306 أصوات من المجمع الانتخابي مقابل 232 للرئيس ترامب.
نتائج تجاهلها الرئيس في إطلالته الأولى بعد الانتخابات، والتي خصصها لموضوع كورونا والحديث عن اللقاح القريب إنتاجه وتوزيعه، واكتفى بتلمحيات غامضة مفتوحة على التأويل، إذ قال إن “هذه الإدارة لن تدعو إلى إقفال “البلاد حتى لو تواصل صعود الإصابات التي وصلت اليوم إلى أكثر من 172 ألفا، وكأنه قصد القول حسب بعض القراءات، إن مثل هذا الأمر متروك للإدارة القادمة التي قال إن “لا أحد يعرف من ستكون .. وحده الوقت سوف يكشف عنها”.
إنها إشارة ملتبسة ومفتوحة على أكثر من تفسير وتأويل، وثمة من وجد فيها بداية التمهيد للتراجع باتجاه التسليم ضمنا أو صراحة بالأمر الواقع الذي بات من الصعب الارتداد عليه بعد إعلان النتائج، ولو بصورة غير رسمية، والتي رست على فوارق كبيرة سواء على صعيد الأصوات الشعبية (حوالي 6 ملايين) أو أصوات المجمع الانتخابي (74)، خاصة وأن انسلاخ الجمهوريين عنه يتزايد، وإن ليس بالمقدار الحاسم، وكذلك الأمر على صعيد الرأي العام، فضلاً عن توالي الاعترافات الدولية بفوز بايدن.
لكن تأويل كلام ترامب بهذه الصورة وصفه مراقبون بأنه ليس أكثر من توسع في الاجتهاد “المتفائل”، فالتلويح بعدم قبول النتائج وعزم الرئيس على عدم المغادرة “هو تهديد ينبغي أخذه على محمل الجدّ” بتعبير الأستاذ الجامعي تيموثي سنايدر، تشاركه في مثل هذا التحذير أصوات كثيرة تشدد على أن ترامب يعني ما يقول في هذا الصدد، وأن مقاطعته التامة لفريق بايدن بشأن التدابير والتسهيلات الانتقالية ليست انتقامية بقدر ما هي جزء من خطة “للانقلاب” على نتائج الانتخابات.
مثل هذا الاعتقاد بدأت تتسع دائرته في الأيام الأخيرة، بعد الإشارات الصريحة التي صدرت عن كبار مساعديه. مدير مكتب التجارة والتصنيع في البيت الأبيض بيتر نافارو، قال بدون مواربة إن الإدارة تعمل على أساس “أننا نتجه نحو الولاية الثانية للرئيس”.
وبنفس اللغة الجازمة، شددت الناطقة الرسمية في البيت الأبيض كايلي ماكناني على أن “الرئيس سوف يشارك بالتأكيد في احتفال التدشين، أي تدشين رئاسته الثانية”.
وكان وزير الخارجية مايك بومبيو قد أكد هو الآخر قبل أيام وبكلام مماثل على “انتقال سلس “إلى رئاسة ترامب الثانية. كل هذا معطوفاً على التغييرات التي أجراها الرئيس في البنتاغون، عزز التخوف من طبخة مفاجئة قد تقلب كل الحسابات والترتيبات.
وعلى هذه الخلفية، تأتي مظاهرة السبت، والتي يبدو أن الغرض منها إرسال إشارة بأن المشكلة قد تنزل إلى الشارع بعد تضاؤل الأمل بالخيار القضائي، إذ ردت المحاكم معظم الطعون التي تقدم بها فريق البيت الأبيض.
وقررت شركتا محاماة، عملتا مع البيت الأبيض في ملف الانتخابات، الانسحاب من عملية الطعون في ضوء انسداد الطرق القضائية أمامها.
وبذلك، إذا بقي الرئيس على رفضه، فإن إصراره يصبح محكوماً باعتماد مسالك أخرى تستدعي مساندة قاعدته، والتي قد تأخذ تعبيرات خطيرة لا يُخفي كثيرون تخوفهم من مضاعفاتها، خاصة وأن قيادات الجمهوريين في الكونغرس لم تقطع بعد مع الرئيس وتتحرك لتطويق الأزمة قبل استفحالها.
المصدر: العربي الجديد