المؤمن لا يكون مؤمنًا إلا بأخذه العِبر
موقع أنصار الله || مقالات || صفاء مفضل
باتت السياسة وما يندرجُ تحت مسمياتها تقتضي بأن يكون واقعاً يتعايش مع أحداثه أفراد المجتمعات العربية، وقد تكون الغالبية والنسبة الأكبر للمجتمعات القابعة تحت وطأة الحرب والاحتلال ومن تتمركز فيها قيادات محور المقاومة، أما النسبة الأقل ربما قد تكون للمجتمعات الأُورُوبية والغربية بعيدًا عن سياستهم الأُم في تدجين الأُمَّــة الإسلامية والمؤامرات التي يُحيكها رؤساؤها في سلب ونهب المقدرات والثروات العربية وامتلاك القوة، من خلال السيطرة على البحار وفقاً لرؤية استراتيجية ينتهجها الشيطان الأكبر، ولم تعد السياسة وبعض مصطلحاتها مقتصرةً في بعض المجتمعات على طبقات النُخب والسياسيين والمثقفين، بل باتت حديثا متبادلا بين أوساط الجميع لا يُستثنى منها اليافعون وصغار السن، ولكل حادثٍ -كما يقولون- حديث.
وفي خضم وتزايد الأحداث التي طرأت في بلادنا وبلاد العرب والعالم بأسره، سواء أكانت بالأمس القريب أَو الحاضر الجديد، جعل البعض يتابع الأخبار والسياسات والأحداث بناءً على واقع فُرض عليه، والبعض الآخر ليعرف ماذا يحدث وما الذي يجري.
إلا أن واقعنا كمؤمنين عامة، وشعب مظلوم معتدى عليه خَاصَّة، يختلف كُـلّ الاختلاف، فالمؤمن لا يكون مؤمناً بمعنى الكلمة إلا بأخذ العبر من كُـلّ حدث يسمع عنه أَو يشاهده، هذا ما ذكره اللهُ في كتابه الكريم وما تحدث به الشهيد القائد -رضوان الله عليه- في دروسه.
وها هي مجريات الأحداث في تصاعد مستمر، بدءاً من تحالف العدوان السعودي الأمريكي على بلادنا، وانتهاء بالسقوط المذل لترامب.
ففي غمراتِ ما تخوضه بلادُنا من تحديات وحرب غير متكافئة الموازين مع العدوّ السعودي الأمريكي ومرتزِقته، وفي ظلِّ الحصار والخروقات والجرائم المتكرّرة للعدوان، إلا أن مساعي واهتمام المجلس السياسي الأعلى لتطوير أداء السلطات المحلية يخطو خطوات حثيثة وَجبارة وفقاً للرؤية الوطنية لبناء الدولة إلى جانب جهود وانتصارات أبطال الجيش واللجان الشعبيّة في الجبهات والرد المتصاعد واستهداف العمق السعودي والمنشآت العسكرية التي باتت من الأهداف المشروعة، كُـلّ هذا يصبُّ في مصبِّ ما كان قد جاء به الشهيد الرئيس صالح الصماد حينما أطلق شعار (يدٌ تبني ويدٌ تحمي).
وهذه الأحداث والمتغيرات التي باتت تشكل نقطة ارتكاز قوية لأنصار الله، لو تأملنا للواقع مَـا هِي إلا نتاج وعي ومشروع وتحَرّك تحت قيادة حكيمة، الأمر الذي قلب الموازين وغيّر المجريات وفق الوعود الربانية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).
وَلا بد أن لا تمرَّ هذه الأحداث والمساعي والمتغيرات مرور الكرام ولا نقف عنده، بل يجب أن ننظر إليه نظرة عميقة لا سطحية تكون بمثابة تحصين من الفهم القاصر والحكم بناءً على تلك السطحية، وأن لا نكون كمن عبّدوا أنفسهم للطاغوت، فشتان ما بين اثنين، بين من يسارعون للتطبيع وبين من يسارعون لإعلاء كلمة الله ونصرة دينه.