الرئيسُ المشاط وخطابُ “الفرصة الأخيرة”

|| مقالات ||  علي ظافر

 

كلمةُ “الفرصة الأخيرة” للرئيس مهدي المشَّاط بالأمس في غاية الأهميّة، رغم أنها كلمةٌ مقتضبةٌ إلا أنها حملت في طياتِها أملَ وطموحَ شعبنا، وأسَّست لمسارٍ جديدٍ في معركة التصحيح لبناء مؤسّسات الدولة وتحويل التحديات إلى فُرَصٍ في ظل مرحلةٍ استثنائية صعبة، ففي كلمته حَثَّ الوزراء والمسؤولين على تقييمِ الأداءِ ومعالجةِ جوانب القصور وتحويل التهديدات إلى فرص، من خلال استشعار المسؤولية “فلا خيرَ في مسؤول لا يحملُ همومَ المواطن ولا يعملُ مِن أجلِ المواطن”.

في كلمة الربع ساعة، قرَعَ الرئيسُ المشاط جرسَ الإنذار للوزراء والمسؤولين ذوي “التقييمات الصفرية”، ومنحهم فرصةَ شهرَين لتصحيح الاختلالات ومعالجة الأخطاء، وإنهاءِ كُـلِّ مظاهر الفساد على أن يكونَ العامُ القادمُ عاماً تصحيحياً شاملاً، متعهداً بالمضي “في مكافحة الفساد؛ باعتبَاره معركةَ قِيَمٍ ومبادئَ وقانونٍ ووفاء لتضحيات الشعب، وليست معركة سياسية” ومعركة تصفية حسابات، كما يتوهم البعض.

وبلغة شديدةِ اللهجة، وجّه الرئيس المشاط تحذيراً لكل المخلين بمسؤولياتهم بأن يكونوا في المقامِ الأول رجالَ مسؤولية ورجالَ دولة بعيدًا عن الانتماءات الحزبية الضيقة؛ لأَنَّ “أحزابَهم وانتماءاتِهم السياسيةَ لن توفرَ لهم أيةَ حماية أَو حصانة من العقوبات”، وأن العملَ والأداءَ والتصحيحَ هو الحصانةُ والضمانة الوحيدة لأي مسؤول من أيَّةِ عقوبات قانونية وقضائية قادمة.

في خطابِ الفرصةِ الأخيرةِ للفاسدين، قدّم الرئيسُ المشاط اعتذارَه وأبدى أسفَه بكُلِّ خجلٍ لموظفي الدولة من عدم القدرة على الوفاء بتعهُّدِه في صرف نصف راتب كان قد تعهَّد به في وقت سابق وحال دون ذلك تحدياتٌ أبرزُها جائحةُ كورونا، وإقفالُ ميناء الحديدة، ومنعُ دخول سفن المشتقات النفطية والسلع الضرورية؛ باعتبَارها المصدرَ الإيرادي اليتيم إلى جانب الاتصالات وغيرها، في ظل هيمنة الطرف الآخر على إيرادات البلد النفطية والضريبية التي تغطي ٧٠% من الموازنة العامة للدولة، على أن ذلك لا يعفي الرئيسَ نفسَه ولا وزارة المالية والبنك المركزي والوزارات والمؤسّسات الإيرادية من اجتراح الحلولِ لمعالجة هذه المشكلة المؤرقة لمعظمِ موظفي الدولة، خُصُوصاً أن الرئيسَ نفسَه أوصى جميعَ المسؤولين بتحويل التهديدات إلى فُرَصٍ وعدمِ التوقف عند العوائق والتحديات دون تقديم الحلول واجتراحها.

وعلى هامشِ الخطابِ، وجَّه الرئيسُ المشاطُ رسالةً لا تخلو من التهديدِ للتحالف المقابِل بأن “عليكم أن لا تتفاءلوا ولا تطمئنوا كَثيراً ما دام العدوان والحصار مستمراً على شعبنا.. ومَن يرمِ بيوتَ الناس بالحجارة لن يسلمَ بيتُه الزجاجي”.

وجاءت تلك الرسالةُ في معرض التعليقِ على كلمة المندوبِ السعودي في مجلس الأمن، وليد المعلمي، الذي عبَّرَ عن تفاؤله بحلحلة الوضع في اليمن و”القُربِ من الإعلان المشترك لوقف إطلاق النار”، مع إبقاءِ الحصارِ على اليمن وفرض “منطقة عازلة” بينَ البلدَين.

قد يعجبك ايضا