حماية السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي وحل النزاعات عبر التشاور الودي
موقع أنصار الله || مقالات || السفير الصيني لدى اليمن / تيان تشي
انعقد الاجتماع الوزاري السابع لمنتدى التعاون الصيني العربي بشكل ناجح في يوم 12 مايو، حيث حقق نتائج مثمرة، وأصدر الاجتماع إعلان الدوحة الذي يشرح موقف الدول العربية عن قضية البحر الصين الجنوبي، يؤكد على أن الدول العربية تدعم مساعي الصين والدول المعنية لإيجاد حل سلمي للنزاعات على الأراضي والمياه الإقليمية عبر المشاورات والمفاوضات الودية وفق الاتفاقيات الثائية والتوافق الإقليمي المعني. ويوكد على ضرورة احترام حق الدول ذات السيادة والدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار في اختيار سبل تسوية النزاعات بإراداتها المستقلة. وممثلي الحكومة اليمنية وحكومات الدول الأخرى يدعمون موقف الصين العادل في قضية بحر الصين الجنوبي في كلماتهم. وهذا يعكس أن موقف الصين العادل في قضية بحر الصين الجنوبي يتمتع بدعم شامل، وسبل تسوية النزاعات عبر المشاورات والمفاوضات الودية مرغوب فيه، وشعوب العالم يقدر جهود الصين لحماية السلام واستقرار وتحقيق المصالح المتبادلة والكسب المشترك.
في الفترة الأخيرة، لجأت الفلبين إلى التحكيم في قضية بحر الصين الجنوبي بشكل أحادي، وتجاهلت عن الحقائق وقامت بالمزايدة بشكل سيئ. وفي الحقيقة، إن موقف الصين في قضية بحر الصين الجنوبي ثابت وواضح، هو الحفاظ على سيادة الدولة وسلامة أراضيها، والدعوة إلى حل النزاعات عبر المشاورات الثنائية الودية، والسعي إلى حماية السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي.
إن الصين تتمتع بسيادة غير قابلة للجدل على جزر بحر الصين الجنوبي. الحقائق واضحة في هذه القضية، إن جزر بحر الصين الجنوبي هي من أراضي الصين منذ القدم، إن الصين كشفت هذه الجزر أولا، وسمّتها أولا وقامت بإدارتها وتطويرها أولا، وبعد انتصار الحرب العالمية ضد الفاشية، الصين استعادت هذه الجزر وفقا للقانون الدولي ذي الصلة، واستأنفت السيادة على جزر بحر الصين الجنوبي. ومنذ السبعينات في القرن ال20، قامت الفلبين بالاحتلال على بعض الجزر والشعاب في بحر الصين الجنوبي بشكل غير قانوني وقامت ببعض أنشطة التطوير غير القانوني مثل تنمية الموارد في الجزر ذات الصلة والمياه المتاخمة لها. إن أعمال الفلبين تنتهاك “ميثاق الأمم المتحدة” والقانون الدولي وتنتهاك بشكل خطيرا سيادة الصين على الأرض ومصالحها البحرية، تعارض الحكومة الصينية أعمال الفلبين بحزم، وظلت قامت بإثارة هذا الموضوع وتقديم احتجاج شديد اللهجة.
إن الصين ظلت تدعو إلى إيجاد حل سلمي للنزاعات عبر المشاورات والمفاوضات الودية بين الدولتين المعنيتين في القضايا المتعلقة بالسيادة والأرض والمصالح البحرية. كما أن هناك الأراء المشتركة بين الصين والفلبين لحل النزاعات في بحر الصين الجنوبي عبر المشاورات والمفاوضات الودية في الماضي. قد تم التوقيع على “إعلان سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي” بين الصين ودول الآسيان بما فيها الفلبين، والمادة الرابع تنص بوضوح على أنه يجب على الدول الأطراف ذات العلاقات المباشرة أن تحل النزاعات عبر المشاورات والمفاوضات الودية، إن لجوء الفلبين إلى التحكيم من طرف واحد يخالف الاتفاقية بين البلدين والقانون الدولي.
إن قضية التحكيم المرفوعة من قبل الفلبين هي قضية السيادة لبعض الجزر في بحر الصين الجنوبي، وهذه تجاوزت نطاق “اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار”، ولا يمكن تفسيرها أو تطبيقها حسب “اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار”. حتى لو كانت بعض القضايا التي رفعتها الفلبين إلى التحكيم صالح للتفسير أو التطبيق حسب الاتفاقية، فإنها جزء لا يتجزأ من ترسيم الحدود البحرية بين الصين والفلبين، وقد قدمت الصين بيانا إلى الأمين العام للأمم المتحدة حسب المادة ال298 في “اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار”، الذي أعلن أن الحكومة الصينية لن تقبل أي إجراءات إلزامية تنص عليها “اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار” في النزاعات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية. وعلى الهيئات القضائية أوالتحكيمة الدولية تحترم بشكل كامل البيانات الإقصائية التي أصدرتها مختلف الدول بموجب المادة ال298 من “اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار”. وتدعم الدول المعنية لإيجاد حل سلمي للنزاعات على الأراضي والمياه الإقليمية وفق الاتفاقيات الثنائية و”إعلان سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي”. إن الصين لن تقبل وتشارك في التحكيم الدولي التي رفعته الفلبين من طرف واحد.
إن الصين تتمسك بالحفاظ على السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي. إن الأمة الصينية هي أمة تحب السلام منذ القدم، وتتخذ الحكومة الصينية سياسة حسن الجوار دائما، وتعتبر الدول المجاورة الأصدقاء والشركاء، وظلت تدعو إلى حل النزاعات عبر المشاورات والمفاوضات الودية. إن هدف طرح الصين فكرة “الحزام والطريق” هو لتطوير علاقات الصداقة التعاون مع مختلف الدول، لتحقيق الكسب المشترك والازدهار المشترك. والصين طرحت فكرة “المسار المزدوج” لحل قضية بحر الصين الجنوبي والحفاظ على السلام والاستقرار، ألا وهو على الدول الأطراف المتعلقة للنزاعات إيجاد حل سلمي عبر المشاورات والمفاوضات الودية المباشرة، وعلى الصين ودول الآسيان بذل جهود في الحفاظ على السلام والاستقرار، وهذان مساران يساعد بعضهما البعض ويعزز يعضهما البعض. وهذه الفكرة تتمتع بقبول ودعم شامل من مختلف دول الآسيان. الفلبين لجأت من طرف واحد إلى التحكيم الدولي، لن يغير التاريخ والحقائق أن الصين تملك السيادة على جزر بحر الصين والمياه المتاخمة لها، لا يؤثر على عزم الصين في حماية السيادة والمصالح البحرية، ولن يؤثر على موقف وسياسة الصين المتمثلة في حل الخلافات مع دول المنطقة وكذلك الحفاظ على السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي من خلال المفاوضات المباشرة.
إن اليمن هو صديق للصين في السراء والضراء، وكلاهما يدعو إلى حل النزاعات عبر المشاوات الودية، ونثق بأن الشعب اليمني يتفهم ويدعم موقف الصين في قضية بحر الصين الجنوبي، ويبذل جهودا مشتركة للحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.