الاعتداءات الصهيونية تطال مقابر الأموات في القدس

موقع أنصار الله – فلسطين – 29 ربيع الآخر 1442 هجرية

تتواصل حرب التهويد التي تقوم بها سلطات العدو الصهيوني بحق كل ما هو عربي وإسلامي بمدينة القدس في تحد لكل المواثيق والأعراف الدولية، وكان آخرها المقبرة اليوسفية التي تتعرض إلى تدنيس متواصل.
في المقبرة اليوسفية أو كما يطلق عليها مقدسيون “مقبرة باب الأسباط” وهي واحدة من أشهر المقابر الإسلامية والعربية والتي يرقد تحت ثراها مقدسيين، ورفات شهداء من الجيوش الأردنية والعراقية شاركوا في حرب 1967، لم يأمن حتى الأموات من اعتداءات العدو ومستوطنيه.
وكانت قوات العدو داهمت صباح اليوم الأثنين المنطقة، وجرفت مدخلها وهدمت سورا مكونا من سلاسل صخرية وأسمنت على نحو 100، بعد أسبوع من هدم درج سور المقبرة، في سياق تهويدي بحت بإنشاء “مسار الحديقة التوراتية” داخل المقبرة.
وحاول رئيس لجنة المقابر الإسلامية مصطفى أبو زهرة، ومجموعة من مالكي الأراضي، التصدي لانتهاكات العدو ، بينما واصلت طواقم بلدية العدو عملها تحت حماية شرطة العدو الصهيوني.
وحذر أبو زهرة من أن عمليات الجرف والهدم عند باب المقبرة، هي مدخل لفتح المجال أمام اقتحامات العدو لاستكمال عمليات الجرف على مساحة واسعة من المقبرة على حساب الشهداء في القبور.
وتابع: “المستوطنون المتواجدون في المكان أدوا صلوات تلمودية بحماية شرطة العدو فوق المقبرة، بالتزامن مع الاقتحامات اليومية لباحات المسجد الأقصى المبارك، التي تصادف اليوم الخامس من عيد”الحانوكا” العبري”.
وأشار أبو زهرة إلى أن هذا ليس الانتهاك الأول الذي ترتكبه سلطات العدو في المقبرة، حيث أقدمت خلال عام 2014 على ضخ الاسمنت فوق أكثر من 20 قبرا في الجزء الشرقي منها.
بدوره، قال عضو لجنة مقابر القدس الحاج محمد بيضون، إن سلطات العدو تنتهك الأجزاء في الجهة الشرقية من المقبرة اليوسفية ، في سياق السيطرة على مداخل المسجد المبارك، من خلال مدخلها المؤدي إلى باب الاسباط، ومنع وصول المقدسيين إليه، مشيرا إلى أن سلطات العدو منعت المقدسيين بعد عام67، من استخدامها، لكن بسبب الاكتضاض السكاني، سلبت بلدية الاحتلال أراضي المواطنين المجاورة للمقبرة بحجة توسيعها، لكنها ما زالت تلاحق المقدسيين حتى في قبورهم، بهدف إقامة متنزه وحديقة توراتية.
وأضاف بيضون، “هناك إمعان في تشويه المدينة، وتتعرض مقابر القدس إلى انتهاكات جمة من قبل العدو ، من عمليات جرف هدم ونبش قبور تاريخية، واقامة معاهد وحدائق يهودية، ناهيك عن إنشاء مقابر يهودية “وهمية” لا أساس لها، بهدف طمس المعالم العربية والإسلامية في المدينة، واخفاء حقيقتها”.
من جهته، قال الباحث في شؤون القدس فخري أبو ذياب، إن كل ما تقوم به سلطات العدو في محيط البلدة القديمة بالقدس والاقصى، يهدف إلى محو الهوية الحقيقية ورسم تاريخ مغاير للتراث الفلسطيني بالقدس، من أجل حسم موضوع القدس.
وأضاف، إن ما حصل من محاولة حرق كنيسة الجثمانية وهدم درج المقبرة الأسبوع الماضي، هو جس لنبض الشارع المقدسي ومعرفة ردة فعله، لأن العدو الصهيوني يخطط لإقامة مشاريع تهويدية وتشويه المدينة.
وقال أبو ذياب: “رغم أن هذا الموقع تاريخي، والمقبرة أرض وقفية لا يجوز تغيير واقعها، إلا أن العدو الصهيوني يخالف القانون الدولي والمنظمات الدولية، لتكون المقبرة جزءا من تغيير واقع القدس، ومن ثم رسم تاريخ جديد”.
ووفق مراقبون، فإن سلطات العدو الصهيوني، واصلت خلال العام الجاري عمليات تهويد المقابرالعربية والإسلامية في القدس، حيث جرفت آلياته أراضي في مقبرة مأمن الله الإسلامية غربي القدس بهدف إقامة متحف “التسامح”، وتواصلت اقتحامات المستوطنين لـ مقبرة باب الرحمة، وهدمت درج مدخل المقبرة اليوسفية.
كما أدانت وزارة الخارجية والمغتربين، عمليات التجريف التي قامت بها سلطات العدو الصهيوني اليوم الأثنين، واعتبره جريمة بحق المقابر والمقدسات في القدس، مؤكدة أن هذه الاعتداءات تندرج في إطار مخططات العدو الرامية إلى اسرلة وتهويد المدينة المقدسة ومحيطها، من خلال فرض تغييرات جوهرية على واقعها، وطمس هويتها الحضارية العربية المسيحية والاسلامية.

قد يعجبك ايضا