اتفاق السويد .. عامان مع وقف التنفيذ

‏موقع أنصار الله || مقالات || عبدالفتاح علي البنوس

عامان على اتفاق السويد ، عامان وما تزال مضامين هذا الاتفاق تراوح مكانها ، لا جديد في الموضوع ، سوى استمرار الخروقات والانتهاكات من قبل قوى العدوان ومرتزقتهم ، وتواصل احتجاز السفن المحملة بالمشتقات النفطية ، واستمرار عمليات التحشيد من قبل مرتزقة الإمارات ، وسط دعوات علنية من قبل المرتزق العميل طارق عفاش لحشد المزيد من المرتزقة إلى الساحل الغربي ، بهدف تفجير الأوضاع هناك خدمة لأهداف وأجندة العدوان ، ومخططاته الشيطانية الشريرة ، بالتزامن مع تحركات لقوى العدوان تهدف إلى توحيد فصائل ومكونات العمالة والخيانة والارتزاق والتوصل إلى صيغة توافقية فيما بينها ، في محاولة منها لإحياء ما يسمى باتفاق الرياض ، هذه التحركات التي تصطدم بواقع ميداني ملتهب ، في ظل الصراعات والمواجهات المسلحة المشتعلة بين مرتزقة الرياض ومرتزقة أبو ظبي ، التي تعكس صراع النفوذ السعودي والإماراتي في المحافظات الجنوبية خاصة وفي عموم محافظات الجمهورية عامة .

عامان وما تزال الأمم المتحدة تتحدث عن جهودها المبذولة لتحقيق السلام في اليمن ، وحل الأزمة اليمنية ، ولا نعلم عن أي جهود تتحدث وهي تقف عاجزة عن تنفيذ اتفاق السويد الذي اسبشرنا بالتوقيع عليه خيرا ، وظننا بأنه سيكون الخطوة الأولى على طريق حلحلة ملف الأزمة اليمنية ، الخطوة التي تقود إلى إيقاف العدوان ورفع الحصار.

عامان وما يزال التعنت هو سيد الموقف بالنسبة لقوى العدوان ومرتزقتهم فيما يتعلق باتفاق السويد ، الفريق الوطني في لجنة التنسيق وبتوجيهات حكيمة من القيادة الثورية والسياسية قامت بتنفيذ تعهداتها ذات الصلة بالانسحاب من موانئ الحديدة وإعادة الانتشار ، وتم تسليم مهام حماية الموانئ لقوات خفر السواحل اليمنية المنتسبة لهذا القطاع قبل العام 2014لتفنيد ادعاءات المرتزقة وإظهار حسن النوايا والرغبة في المضي قدما في عملية التنفيذ للاتفاق ، ورغم كل ذلك ظل العدوان على غيه وغطرسته وغروره وتعنته ، رافضا القيام بتنفيذ ما يخصه في اتفاق السويد ، على مرأى ومسمع البعثة الأممية ورئيسها الجنرال الهندي أبهيجت جوها ، وعلى مرأى ومسمع المبعوث الأممي مارتن غريفيث والأمم المتحدة .

رفض المرتزقة السماح لرئيس البعثة الأممية بزيارة مدينة الدريهمي للاطلاع عن قرب على أوضاع المواطنين فيها ، والوقوف على حجم الخراب والدمار الذي لحق بها ، والوقوف أمام الادعاءات والأكاذيب التي كان يروج لها المرتزقة بشأن مدينة الدريهمي ، كما سبق لهم رفض إدخال المساعدات للمدينة خلال فترة الحصار التي تعرضت له والذي استمر لقرابة عامين ونصف ، ومع ذلك لم نسمع أي موقف أممي يدين هذا التصرف الأرعن وغير المسؤول ، حتى في ظل قيام الطيران الحربي والتجسسي بانتهاك اتفاق السويد الخاص بوقف إطلاق النار ، تظل الأمم المتحدة على صمتها ومواقفها المفرطة في السلبية حيال ذلك وكأن مهمة تنفيذ اتفاق السويد لا تعنيها ، وليست ملزمة بها على الإطلاق ؟!!!

بالمختصر المفيد، بعد عامين على اتفاق السويد يجب أن تعي الأمم المتحدة وتدرك جيدا بأن مواقفها الرخوة ، وسلبيتها المفرطة تجاه خروقات المرتزقة وانتهاكاتهم اليومية لاتفاق وقف إطلاق النار ذات الصلة ، وتنصلهم عن تنفيذ ما هو مطلوب منهم ، يدفع بالوضع في الحديدة نحو الانفجار ، وخصوصا في ظل إصرار العدوان ومرتزقته على التحشيد والمضي في خيار التصعيد والتأزيم ، الاتفاق واضح البنود والمضامين ولا يوجد فيه أي غموض يدفع قوى العدوان والمرتزقة إلى التلكؤ والمماطلة في تنفيذه ، والمطلوب فقط قيامها بواجباتها ومسؤولياتها وتعهداتها والتزاماتها ، ومكاشفة الرأي العام بكل شفافية عن الطرف المعرقل والمعيق لتنفيذه ، قبل أن ينفرط عقد الاتفاق نهائيا ، حينها فقط لن يكون بمقدورها لعب أي دور في ملف الأزمة اليمنية ، لأن الثقة فيها ستكون منعدمة تماما ، كونها أثبتت عدم أهليتها للقيام بهذه المهمة ، وستكون هي من ستتحمل تبعات أي انفجار للأوضاع في الحديدة ، فلا هي التي ألزمت المرتزقة بتنفيذ الاتفاق ، ولا هي التي أعلنت فشلها في مهمتها ، ووفرت الأموال التي تتقاضاها مقابل قيامها بما تسميه بجهود إحلال السلام في اليمن وطي ملف الأزمة اليمنية .

قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

قد يعجبك ايضا