“يديعوت أحرونوت”: انتفاضة القدس آخذة بالتصاعد تحت جنح الظلام

يزداد الحديث الصهيوني من المستويين السياسي والعسكري عن الخوف من تصاعد الانتفاضة وعملياتها الفدائية، تزامناً مع اقتراب شهر رمضان المبارك، وعدم تمكن الأجهزة الأمنية الفلسطينية قبل الصهيونية من الوصول للفدائيين المفترضين قبل ساعة الصفر .
قادة العدو أكدوا على عدم قدرة الأجهزة الأمنية من تخمين الأوضاع واستطلاع المستقبل القريب للانتفاضة الجارية التي تخفت تارة وتتصاعد تارات أخرى، خصوصا في ظل الحديث عن العمليات الفردية غير المحصورة، ومع وقوع عمليات قوية مثلما حدث في الحافلة “12” وتفجير العبوات في “حزما”.
ففي تقرير سابق نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيوني قال أحد قادة جيش الاحتلال في منطقة الضفة : “إن قيادة جيش الاحتلال المسؤولة عن الضفة توقن أن الانخفاض الذي طرأ على عدد العمليات التي ينفذها الفلسطينيون ضد الصهاينة، لا يعني بالضرورة تراجع تصاعد الانتفاضة”.
وأضاف الضابط، “إنه الهدوء الذي يسبق العاصفة، وإن قادة كتيبة الضفة تدرك أن ما هو قادم أشد وأعنف”.
الصحيفة الصهيونية التي نشرت مقتطفات من سلسلة مقابلات أجرتها مع قادة جيش الاحتلال المسؤولة عن احتلال الضفة أكدت أن كلام هؤلاء الضباط نابع من تجارب سابقة لهم بحكم خبرتهم بالشبان الفلسطينيين الذي لا يكلون ولا يملون من ملاحقة الجنود الصهاينة، حتى وصلوا لقناعة أن هؤلاء الشبان من الجيل الجديد لا يمكن تدجينه.
وأشارت الصحيفة إلى أن جميع الضباط الذين حاورتهم أجمعوا على أن الأوضاع آخذة بالتصاعد تحت جنح الظلام، وأن تقارير لدى أجهزة المخابرات الصهيونية صاغتها من خلال ما تمكنت من جمعه من معلومات تشير إلى أن هؤلاء الشبان يخططون لما هو أقوى وأقسى من عمليات الطعن والدهس.
أما قائد منطقة الخليل في جيش الاحتلال “ياريف بن عزرا” فقد عبر خلال مقابلة مع الإذاعة العامة الصهيونية “ريشيت بيت” الثلاثاء عن خشية جيش الاحتلال من تصاعد الأوضاع في مدينة الخليل بخاصة والمناطق الفلسطينية، قائلا:”إن الوضع الأمني في الخليل وباقي الضفة الغربية خطير للغاية”.
وأضاف بن عزرا أنه “ما لم يوفر حل سياسي واضح أمام الشبان الفلسطينيين، فستكون النتيجة التصعيد الخطير الذي لن يترك أحدا بخير”.
وأوضح “بن عزرا” أن لدى الأجهزة الأمنية الصهيونية مؤشرات لاتجاه الشبان الفلسطينيين لتنفيذ عمليات ضد المستوطنين والجنود الصهاينة.
وفي تقارير سابقة عبرت مصادر أمنية صهيونية عن خشيتها من تصاعد العمليات الفدائية بعد عدة أسابيع من الهدوء النسبي الذي تخلله بعض العمليات هنا وهناك.
ونقل موقع 0404 المقرب من جيش الاحتلال عن مصادر أمنية في جيش الاحتلال أنه رغم الهدوء الذي ساد خلال الأسابيع الماضية، إلّا أنه لا يمكن القول إن عمليات المقاومة قد انتهت، مشيرا إلى تمكن قوات الاحتلال من إحباط عشر محاولات أسر منذ انطلاق الانتفاضة الجارية.
موقع “والا” الإخباري الصهيوني كشف في تقرير سابق عن أن أكثر ما يقلق أجهزة الاحتلال الأمنية في الوقت الحالي هو عدم نجاح جهود التنسيق الأمني المتبادل مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية في منع المزيد من العمليات في مناطق الضفة، كذلك استغلال بعض الشبان شهر رمضان لتنفيذ المزيد من العمليات، بالإضافة لإقدام تنظيم فلسطيني على تنفيذ عملية كبرى تعيد للانتفاضة الجارية جذوة اشتعالها.
ونشر الموقع معطيات جديدة حول عمليات المقاومة في الانتفاضة الجارية والتي أظهرت حدوث 804 عمليات، بينها 369 عملية رشق بالحجارة، 72 عملية إطلاق زجاجات حارقة، و166 عملية طعن، و82 عملية إطلاق نار، و29 عملية دهس، و5 عمليات استشهادية وعدد من المحاولات لتفجير عبوات ناسفة.
ونوه الموقع إلى أن تلك العمليات التي أحصيت من الأول من أكتوبر الماضي عام 2015 وحتى الأول من الشهر الجاري مايو 2016 أسفرت عن إصابة 255 صهيونياً، ومقتل 33 آخرين.
وأشار الموقع إلى أن قوات الاحتلال وسعت خلال الشهور الأربعة الماضية من نطاق الاعتقالات مقارنة مع العام الماضي، حيث اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 2000 فلسطيني معظمهم من داخل مدن الضفة.
سرايا القدس
قد يعجبك ايضا