“اليمن يحتضر” قصة لن يشعر بها إلا أصحابها.. إلى متى؟
|| صحافة ||
عشية عام 2021، يواجه اليمن خطر الحرب والمرض والمجاعة، ويتردد المجتمع الدولي ودعاة حقوق الإنسان في ممارسة ضغوط جدية على السعودية لوقف هذا العدوان المدمِّر الذي استمر لأكثر من خمس سنوات، فيما تزايدت التحذيرات من تفاقم الأزمة اليمنية.
وزارة الصحة اليمنية تحذر
انتقدت وزارة الصحة اليمنية، في أحدث تقرير لها عن الوضع الإنساني المتردي في البلاد، الصمت والتقاعس الدوليين، معلنةً أن استمرار حصار اليمن أدى إلى مقتل العشرات في البلاد، وأن هذه الجريمة تؤكدها الأمم المتحدة.
كما قال وزير الصحة اليمني “طه المتوكل”، أثناء إعلانه تدمير المنظومة الطبية اليمنية بسبب الغارات الجوية وحصار تحالف العدوان، إن تحالف العدوان لا يسمح بدخول الأجهزة الطبية اللازمة إلى اليمن لعلاج المرضى.
وتحدث متوكل بالتحديد عن حالة التوءم السيامي، وأن الجراحة ليست ممكنةً بالداخل، واستمرار الحصار لا يسمح لهما بالخروج للعلاج.
واستنكر وزير الصحة اليمني حصار تحالف العدوان الأمريكي السعودي علی مطار صنعاء، ومنع خروج عشرات الأطفال اليمنيين المصابين بأمراض مزمنة، أطفالٌ لم يتمكنوا من السفر للخارج وفقد الآلاف منهم حياتهم خلال الفترة من 8 أغسطس 2016(عندما أُغلق المطار) حتى اليوم.
وندَّد المتوكل بادعاء السعوديين إقامة ممر إنساني في اليمن، منتقداً الأمم المتحدة لفشلها في الوفاء بالتزاماتها تجاه أطفال اليمن بإنشاء ممر جوي.
ودعا العالم إلى اتخاذ موقف حازم وإنساني ضد حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها التحالف العدواني ضد أطفال اليمن.
تقرير أوكسفام حول الأزمة الصحية في اليمن
أعلن معهد” أوكسفام” الدولي، في تقرير صدر في الـ 18 من كانون الأول عن الوضع الإنساني في اليمن، أن الدمار الواسع النطاق للخدمات الصحية في البلاد والبنية التحتية للمياه، جعل اليمن عرضةً بشدة للإصابة بفيروس كورونا.
كما أن اليمن يواجه نقصاً حاداً في المعدات، ولا يعمل سوى نصف المراكز الصحية في البلاد. وينتشر الملايين في مخيمات اللاجئين بسبب سوء الغذاء والحالة الصحية السيئة، كما ارتفع الوباء بشكل حاد، ومع إصابة أكثر من مليون شخص، مات ما لا يقل عن 3 آلاف شخص منهم.
وأكد التقرير على دور استمرار الصراعات والضربات الجوية والحصار المفروض على اليمن، في خلق المجاعة.
إن أزمة انعدام الأمن الغذائي ناتجة عن مجموعة من الأسباب المعقدة، حيث إن الانهيار الاقتصادي الناجم عن الصراع الذي طال أمده، وفقدان فرص العمل نتيجة تفشي كورونا، أديا إلى زيادة كبيرة في أسعار المواد الغذائية في الجنوب، مع استمرار الحصار الذي خلق نقص الوقود في الشمال. وإضافة إلى ذلك، ألحقت آفة الجراد والفيضانات أضراراً بالغةً بإنتاج الغذاء في بعض المناطق.
ووفقًا لمنظمة أوكسفام، فإن 3 ملايين امرأة وفتاة معرضات لخطر العنف الجنسي، وزاد العنف ضد المرأة بأكثر من 63 في المئة في العامين الماضيين. كذلك، يعتبر زواج الفتيات بين سن الثامنة والعاشرة مشكلةً خطيرةً في اليمن في الوقت الحالي، وهي مرتبطة بأزمة المجاعة، لأن العائلات تواجه صعوبةً في إيجاد سبل عيشها اليومية بسبب انخفاض الدخل.
اليونيسف تحذر بشأن أطفال اليمن
كان الأطفال اليمنيون أحد الضحايا الرئيسيين للأزمة الصحية والمجاعة الناجمة عن غزو التحالف بقيادة السعودية لليمن. وفي هذا الصدد، قالت المديرة التنفيذية لليونيسف “هنريتا فور” الشهر الماضي، في بيان يوم الـ 23 من تشرين الثاني، إن أكثر من 12 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
وأوضح البيان أن معدل سوء التغذية الحاد لدى الأطفال اليمنيين ارتفع إلى أكثر من 10٪ عام 2020، وهو ما يظهر رقماً قياسياً جديداً في هذا الصدد، حيث يعاني قرابة 325 ألف طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، وهم يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة.
کما أدى تزايد الفقر المزمن، نتيجة عقود من التخلف وأكثر من خمس سنوات من الصراع المستمر، إلى تعريض الأطفال لمزيج مميت من العنف والمرض. حيث إن أكثر من خمسة ملايين طفل معرضون بشدة لخطر الإصابة بالوباء والإسهال.
وأشار البيان إلى انهيار النظام الصحي اليمني وتدمير عدد لا يحصى من المدارس والمستشفيات ومحطات المياه وغيرها من البنى التحتية المهمة نتيجة الحرب، مؤكداً عدم كفاية المساعدات الإنسانية لحل أزمة المجاعة، داعياً إلى إنهاء الحرب ودعم الاقتصاد اليمني.
كما قدَّرت اليونيسف أن الميزانية اللازمة لإرسال المساعدات الإنسانية لليمن في عام 2021 تبلغ حوالي 576.9 مليون دولار أمريكي، ويجب إنفاق أكثر من 70٪ منها على المياه والصرف الصحي والتغذية.
وتأتي هذه الحاجة المالية في الوقت الذي انخفضت فيه المساعدات الإنسانية، بما في ذلك المساعدات الغذائية هذا العام، وفقًا لليونيسف، وستستمر في الانخفاض العام المقبل، متوقعةً وضعاً مقلقاً لمستقبل الأزمة اليمنية.
الوقت التحليلي