فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة تجري أوّل مناورة ميدانية مشتركة
موقع أنصار الله – فلسطين – 9 جمادى الأولى 1442 هجرية
تمخّضت أشهر من اللقاءات المتواصلة التي جمعت فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة عن البدء في تنفيذ تفاهمات الميدان بين الأجنحة العسكرية، بإعلان الأخيرة إجراء أوّل مناورة ميدانية مشتركة بعنوان «الركن الشديد»، في ما يستهدف إيصال «رسائل ردعية» للعدو الإسرائيلي في شأن القدرات العسكرية للمقاومة ومدى تطوّرها.
بينما تتعالى التحذيرات من اقتراب قطاع غزة من حافّة الانفجار، وتتصاعد احتمالات المواجهة العسكرية مع العدو الإسرائيلي الذي تتابعت مناورات جيشه على الحدود، بما فيها المناورات الأركانية الموسّعة، وخاصة في ظلّ اقترابه من إنهاء بناء الجدار الأرضي المحيط بالقطاع، اتفقت الفصائل الفلسطينية على عدد من التفاهمات الداخلية لترتيب الأهداف العسكرية للمقاومة خلال المرحلة المقبلة بما يشمل حالات التصعيد والحرب.
ويشمل الاتفاق، الذي كشف ملامحه مصدر فلسطيني في حديث إلى «الأخبار»، تحديد الأهداف المرحلية للمقاومة خلال المواجهات والحروب، بما في ذلك طرق توسيع المواجهة وآليات الضغط العسكري على الاحتلال، إضافة إلى الاتفاق على توحيد أسماء المعارك والبيانات العسكرية تحت مظلّة “غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة”، والأهمّ تكامل المهمات العسكرية بين الفصائل.
وبموجب التفاهمات الأخيرة، أعلنت “الغرفة المشتركة”، أمس، تنفيذ مناورة عسكرية تشارك فيها الفصائل كافة خلال الأيام المقبلة، وذلك “في إطار تعزيز التعاون والعمل المشترك بين فصائل المقاومة، وتجسيداً لجهودها في رفع جهوزيتها القتالية بصورة دائمة ومستمرة، ونتاجاً لحجم الاستعدادات القتالية التي تقوم بها”.
وتنبع أهمية هذه المناورة، في هذا التوقيت، كما يقول المصدر، من أنها تأتي وسط معلومات استخبارية وميدانية لدى المقاومة فحواها إمكانية إقدام الاحتلال على خطوة غادرة قبيل نهاية ولاية الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ولذا “تحمل هذه المناورة رسالة باستعداد المقاومة وقدرتها على الردّ والردع”.
مع أن هذه المناورة هي الأولى من نوعها في غزة، فإن الفصائل اتفقت على تقييمها واعتمادها لتكون مناورة دورية، وعند الحاجة لقياس جهوزية المقاومة وقدرتها على التنسيق في ما بين فصائلها، إضافة إلى “إيصال رسائل ردعية”.
وكالعادة، رصدت وسائل الإعلام العبرية إعلان المناورة التي ستراقبها أجهزة الاحتلال الأمنية والعسكرية كافة، فيما زعم الكاتب في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أليؤور ليفي، أن المناورة “ردّ من حماس على المناورة الكبيرة لهيئة الأركان العامة للجيش قبل أسابيع”، مشيراً إلى أن موعدها المتوقع الأحد المقبل، وهي ستستمرّ لنصف يوم يتخلّله إطلاق صواريخ تجريبية نحو البحر، إلى جانب “نشاط عسكري واسع النطاق”.
كما توقّع ليفي أنه خلال المناورات غير المعتادة سيُعقد مؤتمر صحافي، وسيُسمح لوسائل الإعلام بتغطية بعض المواقع العسكرية في القطاع. من جهتها، أعادت صحيفة “معاريف” العبرية نشر تقرير سابق حول خطط الاحتلال بخصوص غزة خلال الحرب المقبلة، مُذكّرةً بأن رئيس أركان هيئة الأركان العامّة، أفيف كوخافي، يُخطّط لقتل ثلاثمئة من عناصر “حماس” يومياً في الحرب المقبلة، مثلما ادّعى.
ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بـ”الرفيعة” أن هذه الحرب “يجب أن تنتهي بنتائج مختلفة عن الحملات السابقة التي لم يتحقّق فيها حسم واضح”.
في المقابل، رأى الخبير العسكري الفلسطيني، اللواء واصف عريقات، أن المناورة تحمل عدداً من الرسائل الموجّهة إلى أطراف عدّة، على رأسها الاحتلال وجبهته الداخلية، والأهمّ فيها أن المقاومة “موحّدة وقوية، وتعمل على تطوير ذاتها وقدراتها ومهاراتها، وتريد الاستفادة في الميدان بالتعاون والتنسيق المشترك”.
وقال عريقات: “الأهمّ أنها ترفع معنويات المقاتلين الفلسطينيين وتُطوّر قدراتهم ومهاراتهم الميدانية وتُوحّد لغتهم العسكرية”.
المصدر: الاخبار