حَضرَةُ الشُّهدَاءِ

الشاعر : جميل الكامل

الإهداء
إلى أكرم خلق الله….. حضرات شهدائنا الأجلاء
تحية تليق بمقامكم الكريم وبعد

جَفَّ الكَلاَمُ وَأَنكَرَ اللُّغَةَ الْفَمُ
وَكَأَنَّنِي وأنا المُفَوَّهُ أَبْكَمُ

في حَضْرةِ الأَحياءِ عِندَ مَلِيْكِهِمْ
قَبَسٌ بقَلبِيَ قَالَ: صَمتُكَ أقْوَمُ

فاغْسِل يَدَيكَ مِنَ الكَلامِ تَأدُّباً
فِي حَضرةِ الشُّهَداءِ لَايُتَكَلَّمُ

في حضرة الشهداءِأقومُ حِكمَةٍ
صَمتُ الجَلَآلِ…رَجَاءَ أَنْ لَاتَأثَمُوا

فِي حَضرَةِ الشُّهدَاءِ…، واستَحضَرتُهمْ
وَحَضَرتُ حتَّى ذُبتُ في ذِكرَآهُمُ

فرأيتُهُم يَتعَمْلَقُونَ وَتَحتَهُمْ
كُلُّ الحياةِ بزيفِها تَتَقَزَّمُ

وَرَأيتُهُم أَخلَاقُهُم من هَاهُنَا
كانت تؤهِّلُ أهلَهَا أنْ يُكْرَمُوا

والنورُ يشرقُ من وجوهِهِمُ التي
تحكي ضياءَ قلوبهم وتُتَرجِمُ

يُخفُونَ أنفسهُم لأن لا يُعرَفوا
لكنهم… تُبدِيهمُ… سِيمَاهمُ

وتراهمُ فتكادُ تقسمُ… أنهمْ
أهلٌ لها إذ كُلُّ خَيرٍ فيهِمُ

من جودهمْ ، من بذلهمْ ، وعطائهمْ
تاللَّهِ مافِي الأرضِ أكرمَ مِنهُمُ

الجُودُ ينبئُ عَن تحررهم فما
أبصَرتَهُم …أبدا سباهمْ درهمُ

لاما انحنوا للمال، ما عَبدوه ، ما
اتجهوا إليه ،وقدسوه ،وعظموا

مابجلوه ، ولا رأوه إلٰهَهُمْ
أوحولَه طافُوا،أحلُّوا،أحرمُوا

مَا قَدَّسُوا الأموالَ أَو أنسَتهُمُ
ما الأمس من عَلم الهداة تعلموا

ما استَوطَنَت بِقُلوبِهم ،فَقُلوبُهُمْ
بالله تفرح ، أو له تتألمُ

ماقط مذ عرفوا الهدى اتخذوا هواً
من موقف ، إِن قَلَّ شَيئٌ عنهمُ

تغدوا المناصبُ، أوتروح فعندهمْ
هي مغرمٌ ، أنَّا يُسِرُّ…المَغرَمُ

سِيَّان عندهمُ أتت ، أو أدبرت
آثرتَهُم ، أو أنت لم تُؤثِرهُمُ

تَعرفهِمُ من طُولِ فِكرِهِمُ ،كما
من حزنهمْ …وبكائهم…تعرفهُمُ

مِن ذِكرِهِم ، مِن عِشقِهم لِكِتابِهم
مَاقَطُّ مر َّدُجا…و لم يترنموا

مِن صِدقِهم ، وَصَلاحِهم ، وَحيائِهم
مِن تَضحِياتِهِمُ ، وإنْ لم يُلزَمُوا

مِن عِفَّةِ الأخلاقِ ، ماخَطأً جَنَوْا
إلا ومنه تحللوا ، وتندموا

مَن حبهم لله ، حبِّ رسولِهِ
وبِحبِّ آلِ محمدٍ كم تُيِّمُوا…

وبِهم ، بِنهجِ نُجومِ أَعلامِ الهُدَىٓ
نهجِ الصلاحِ ، تمسَّكُوا ، واستعصموا

وبطاعةٍ ، للأمرِ مَنشؤُها الرِّضَى
فالأمرُ مُحكَمُ ، والقيادَةُ أحكَمُ

ثقة بقائِدنَا ، وبَدرِ قُلُوبِنا
إذ أنه فِي كُلِّ أمرٍ مُلْهَمُ

وعرفتهم بثباتهم ،بيقينهمْ…
فولاذُ فِكرِ عُقُولِهم لايُثْلَمُ

بإِبائِهم ،وبعزمِهم ،وبِبَأسِهِمْ
إن خاف غيرهَمُ المخاطرَ أقدمُوا

الموتُ حولهمُ يَكِرُّ مزمجرا
ومكشرا ، والطائراتُ تُحَوِّمُ

والأرضُ تُنكِرُ بعضها مِما تَرى
،والنار في كل الأماكنِ تُضرَمُ

وهمُ كأنهُمُ الجبالُ ، وكُلَّمَا
صَبَّ العدُوُّ لظَى النَّكَالِ تَقَدَّمُوا

صَرَخَاتُهُمْ كَالرَّعْد يَقْصِفُ كُلَّمَا
دَوَّتْ تَلاَهَا رُعْبُ بَرْقِ صَدَاهُمُ

ضَرَبوا مِثالاً للرُّجُولَةِ أَثْبَتُوا
لِلخَلقِ كَيفَ الحَقُّ أقْدَرُ ، أحْزَمُ

وَبِأنَّ أمريكا سَيُهزمُ جُندُها
وَبِأَنَّ جيش مُحمَّدٍ لا يُهزَمُ

ماحَرَّك الطَّاغُوتُ مِنهُم شَعْرَةً
أينَ الحُسَين يَرى العِدَى ،وَيرَاهُمُ

أَينَ الحُسينُ يرى صُمودَ رِجالِهِ
،وَيرَى الَّذِينَ بِعزْمِه ربَّاهُمُ

لَم يَأبَهُوا بالمَوتِ مَالتْ حَولَهُمْ
كلُّ الجِبالِ وزُلزِلتْ، وَهُمُ… هُمُ

ميزانُ عَدلِ الأرضِ مالَ فَعَدَّلُوا
ميلانَهُ بِدِمائِهِم…،، نِعْمَ الدَّمُ

النَّصرُ كلُّ النَّصْرِ إبنُ جِهَادِهِمْ
ماكانَ مِنْ نَصْرٍ لنَا لَوْلَاهُمُ

إنَّ الشَّهادَةَ مِنْحَةٌ فَتَأَمَّلُوا
أوصافَهم ، وتخلقُوا ، وتعلَّمُوا

وَتَفَقَّدُوا أخلَاقَهُم فِيكُم عَسَى
إن تقتَدُوا…مِنهَا غَدًا لن تُحرَمُوا

أنتم (بمحكمةٍ ) هُمُ شُهدَآئُها
جَادُوا بِأَنفُسِهِمْ ، بِمَاذَآ جُدتُمُ؟

سَقَطُوا لِيُرْفَعَ شَأنُنَا مِن بَعدِهِمْ
إيَّاكُمُ مِن بَعدِ…أَن تَسْتَسْلِمُوا

بَذلُوا الدِّماءَ رَخِيصةً مِن أجلِنَا
صونوا دمائهُمُ الزكِيَّةَ عَظِّمُوا

جادُوا بِما هُم يَملِكُونَ ، وغادرُوا
إياكُمُ أنْ تبخَلوا إيَّاكُمُ

إيَّاكمُ أنْ تَتْرُكُو أَطفَالَهُمْ
يَتَكَفَّفُونَ ، وغيرهُم يَتَنَعَّمُ

أيتامُهُمْ سَيفٌ عَلَى أعْناقِنَا
لايَشْعُرُونَ بِأنَّهُمْ قَدْ يُتِّمُوا

قد يعجبك ايضا