أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير

لقد عمدة قوى الاستكبار العالمي المتمثلة في محور المشروع الصهيوأمريكي إلى تشويه المفاهيم والعناوين العظيمة عند المسلمين والي ركز عليها القرآن الكريم كسلاح  قوي وفعال لمواجهة الأعداء وهزيمتهم وبناء كيان الأمة الإسلامية على أسس قوية، ومنها سلاح الجهاد في سبيل الله حيث رسخوا في الأذهان أن هذا المفهوم يرتبط بالإرهاب الذي أخرجوه للعالم من خلال الأعمال المشوهة للدين التي تقوم بها ما يسمى القاعدة (صنيعة أمريكا) فأظهروا الجهاد على أنه قتل (قتل بالجملة للبشر بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة في الأسواق والتجمعات، في المساجد والأعراس، إنه موت بطريقة بشعة ومقززة وبالجملة للأبرياء، إنه عبث بحياة البشر، هذا ما أرادوا أن يقدموه للعالم عن معنى الجهاد في الإسلام الذي شرع أساسًا لدفع الظلم عن البشر وبسط العدل والحق على الأرض.

لقد كان خطأً فادحًا التخلي من قبل البعض عن المفاهيم والعناوين التي تحمل مدلولات ذات أهمية كبرى هي من صميم الدين والقرآن، هي سنام الإسلام وهي الباب الذي فتحه الله لخاصة أوليائه ومن هذه العناوين عنوان الجهاد في سبيل الله، واستبداله بمفاهيم ضيقة لا تشد الأمة إليها ولا هي في نفس الوقت تخيف الأعداء، مثل مقاومة، وممانعة، وكفاح، …إلخ هذه الثقافات قد أوصلت خط المقاومة أو الممانعة، إلى هذه النتيجة السيئة أن أصبحوا هدفًا للأعداء، تجرب عليهم خطط الأعداء واحدة بعد أخرى (حفل تجارب) وردة الفعل لا تتعدى ممانعة وردة فعل في مساحة يحددها العدو ويتحكم فيها ويحدد نتائجها.

فيدخل كل تجربة وخطة وقد ضمن أنها لن تخرج عن الدائرة التي خطط لها ورسم لها .

يجب أن نتجاوز قوى الممانعة دائرة الدفاع والرد،  إلى دائرة المبادرة والاستباق وسياسة الاحتواء، لإفشال خطط الأعداء وإرباكهم وإيلامهم وسياسة قلب الطاولة ولا يصح أن تبقى قوى الممانعة حقل تجارب لخطط المشروع الصهيوأمريكي، يجربون الخطة تلو الخطة وقد بنو وضمنوا أن الرد سيكون ردة فعل فقط (ممانعة فقط) ولا يكون هناك عمل يؤلمهم أو تخوف من وقوع عمل ضدهم مسبقًا.

فمثلا أوربا اتخذت قراراً (بمقاطعة) النفط الإيراني قبل أشهر وأجلت تطبيقه حتى الأول من يوليو 2012م، وظلت في فسحة لتبتز الإيرانيين في ملفات متعددة، وتبحث لها عن بديل عن النفط الإيراني. خلال هذه الفترة كان باستطاعة الإيرانيين أن يخلقوا لقوى الغرب وعملاءه الكثير من المشاكل التي تجعل الأوربيين وقرارهم في مأزق ويصبح عبئًا ثقيلاً عليهم.وكان من هذه الأشياء إيجاد صدمة بأسواق النفط بعرقلة الإمدادات وبطرق كثيرة ولو ملتوية.

ومثال آخر الوضع بسوريا لا يجب الانتظار والغرب وإسرائيل وعملاؤهم يحرفون الشعب السوري ويخرجونه من حلبة الصراع مع العدو الصهيوني والدم المدفوع بالمقابل غير يهودي أو أمريكي ويتم تجنب المواجهة المباشرة مع إسرائيل .

هل صنعت هذه السياسة سلامًا؟!

وعلى الأقل أعمل على إيلام العدو كما يؤلمني إنه يجب أن يوجه شيء من العنف تجاه إسرائيل بأي طريقة وحين تشعر بخطر ما هي من ستوفق وأمريكا أذنابها وعملاءهما وتتوقف المجازر وأنهار الدماء .

المثال المتجسد أمامنا            هو الوضع لبنان الذي كان في الماضي مزعزعا لا تهدأ الفتن فيه، سواء تفجيرات أو اغتيالات أو غيرها، ولكن حين توجهت ردة الفعل إلى إسرائيل بل لم يقتصر الأمر على ردة الفعل بل أصبح المجاهدون الأحرار من حزب الله هم من كان يحدد وقت ومكان المعركة ويبدأون هم بالهجوم على اليهود الأنجاس، تغيرت المعادلة وأصبح المشهد مختلفًا، وكف اليهود أيديهم عن لبنان وأصبح ينعم بالأمن لماذا لأنهم يعرفون أن السلاح سيتوجه إلى منشأ ومحرك الفتن اليهود وفي عقر دارهم.

ولقد أثبتت الأحداث أن انتهاج سياسة مهاجمة العدو في عقر داره هي الطريقة الناجحة لجعل العدو يكف عن العدوان. وعلى الأخوة في سوريا وحزب الله ألا ينتظروا كثيراً فالعدو الذي يشعل النار بيده يجب أن تحرق تلك اليد حتى يشعر بالألم وأنه سيدفع ثمنا وغير ذلك لن يردع اليهود عن إجرامهم وإشعالهم للفتن. ولن يردعهم عن رسم مؤامرات جديدة وخلق عملاء جدد وما أكثرهم بدءاً من تركيا ومروراً بالأردن وممولي الحروب الأمريكية واليهودية ضد المسلمين ، من العديد من البلدان ليخدعوهم من جديد كما خدعوهم بأفغانستان حين كانوا يجاهدون نصرة لأمريكا ضد السوفيت وهم يظنون أنهم يحسنون صنعًا. إن الانتظار والتعويل على نصير غير الله كروسيا أو الصين ستجعل اليهود يشددون الخناق أكثر فأكثر وقد يأتي وقت لا يستطاع فيه توجيه السلاح إلى إسرائيل وتكون  قد جعلت العملاء هم من يدخلون المعركة نيابة عنها وهي تتفرج وتتلذذ ولا نفذ إليها ما يعكر صفو حياتها …إذاً فالمبادرة بتوجيه السلاح إلى نحر اليهودي الصهيوني بفلسطين المحتلة هو من سيكف كل تلك الفتن المؤامرات والانتظار والتريث سياسة العاجزين وهو يخدم العدو فقط . ونرجو ألا يكون كما قال الشاعر:

أمرتهم أمري بمنعرج اللوى           فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغدِ

قد يعجبك ايضا