الإرهاب الشماعة الأمريكية لإخضاع الشعوب
موقع أنصار الله || مقالات || محمد صالح حاتم
ما وراء تصنيف أمريكا لأنصار الله جماعة إرهابية؟
وماذا سيخسر أنصار الله من وَراء هذا التصنيف؟
وما مدى تأثير القرار الأمريكي على مسار تحقيق السلام في اليمن؟
ست سنوات وأمريكا وأدواتُها مملكة بني سعود ودويلة عيال زايد وبقية تحالفهم يقتلون أبناء الشعب اليمني ويدمّـرون بُنيته التحتية، ويحاصرونه برا ً وبحرا وجوا ً، قتلوا عشرات الآلاف من اليمنيين الأبرياء، بينهم الآلافُ من الأطفال والنساء، عشرات الآلاف ماتوا؛ بسَببِ الأمراض ومنعهم من السفر للعلاج في الخارج، أكثر من ٢٠ مليون شخص تحت خط الفقر ومهدّدون بالموت جوعاً، حرب إبادة جماعية يتعرض لها الشعب اليمني من قبل تحالف العدوان بقيادة أمريكا وإسرائيل وأدواتهم من الأعراب السعودية والإمارات والجنجويد وغيرهم.
وبعد أن عجزت أمريكا وتحالفها في تحقيق أهداف عدوانهم على اليمن رغم ما استخدموه من شتى أنواع الأسلحة الجوية والبرية والبحرية والمحرمة دوليًّا، وفشلها في إخضاع اليمن رغم فرضها حصارا اقتصاديا ومنع دخول المشتقات النفطية والأدوية والمواد الغذائية الضرورية، وتوقف تسليم المرتبات، وبعد أن انكشفت مخطّطاتهم وظهر زيف ادِّعاءاتهم وعرف الشعب اليمني والعالم بُطلان ذرائع أمريكا وحلفائها لشن الحرب وفرض الحصار من خلالِ ما يمارسُه المحتلُّ السعودي والإماراتي من عبث ونهب للثروات واحتلال للجزر والمدن الجنوبية وإقامة القواعد العسكرية على الأراضي اليمنية المحتلّة في سقطرى وميون وَشبوة وعدن والمهرة وحضرموت، وتدمير وقتل وإرهاب للمواطنين، ودعم للجماعات الإرهابية المتواجدة في هذه المحافظات، ومنهم قيادات في حكومة هادي تم إدراجهم في قائمة الإرهاب من قبل أمريكا سابقًا، وتفكيك للنسيج الاجتماعي في المحافظات الجنوبية المحتلّة والسعي لتمزيق اليمن إلى عدة دويلات.
وعدم قدرة هادي وحكومته المدعومة عالميًّا من العودة إلى عدن وبسط سيطرتها على هذه المحافظات، بل وبقاء هادي وحكومته خارج اليمن يقبعون في فنادق الرياض وأبو ظبي والقاهرة واسطنبول، فبعد هذا كله تأتي أمريكا صانعة الإرهاب وراعيته لتهدّد بتصنيف أنصار الله جماعة إرهابية، وهذا دليل على فشل أمريكا وأدواتها دول التحالف في تحقيق النصر على الشعب اليمني وإخضاعه لمشاريعهم، وأن هذا التصنيف الأمريكي لا يشكل أي خطر على أنصار الله بل يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنهم على حق وأن مشروعهم يشكل خطر على أمريكا ومشاريعها، وأن الجيش اليمني ولجانه الشعبيّة(أنصار الله) أصبحت قوة عظمى لا يستهان بها، وباتت اليوم تمتلك من القوة العسكرية، ما يجعلها تهدّد تواجد الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة.
إن إقدامَ الإدارة الأمريكية على اتِّخاذ قرار كهذا وفي الأيّام الأخيرة لولاية ترامب، يخلط الأوراق وَيعمل على تقليل فرص تحقيق السلام في اليمن، ويهدّد بحدوث أكبر كارثة إنسانية في العالم.
القرار يعد ورقة ضغط على أنصار الله للرضوخ لمشاريع أمريكا، بل وتهدفُ أمريكا من ورائه تحقيقَ مكاسبَ في قادم الأيّام، مثلما عملت مع السودان عندما تم تصنيفُه ضمن قائمة الإرهاب وداعميه وظل سنوات حتى جاء اليوم الذي تم فيه مقايضة النظام الحاكم في السودان بالموافقة على التطبيع مع الكيان الصهيوني مقابل إخراج السودان من قائمة الإرهاب وداعميه.
أمريكا هي مَن صنعت الإرهابَ وهي من تدعمه، وَتستخدمه ضد الشعوب والجماعات والأحزاب والشخصيات الواقفين ضد مشاريعها، والرافضين الخضوع لها، والواقفين ضد المحتلّ الإسرائيلي.