الإرهاب وقائمة أمريكا الإرهابية
// مقالات // زيد البعوه
متاهة سياسية إرهابية شائكة ومعقدة رسمتها أمريكا، اطلقت عليها مسمى الإرهاب، متاهة مشحونة بالمغالطات والمكر والكذب والخداع والتزييف إلى درجة أن أمريكا التي صنعت الإرهاب وتدعم الإرهاب وتصدر الإرهاب وتمارس الإرهاب تحاول أن تظهر أمام العالم أنها ضد الإرهاب بل وصل بها الحال والوقاحة إلى تصنيف من يتعارض مع سياستها ومشاريعها وأهدافها في قائمة الإرهاب التي أعدتها، بينما هي التي تصنع الأسلحة النووية وتصنع الأسلحة الجرثومية والأسلحة المحرمة وتبيعها للطواغيت وتقتل بها الأبرياء وتدعم الجماعات الإرهابية وتبني القواعد العسكرية في مختلف البلدان وتحاصر الكثير من الشعوب اقتصادياً وتمارس دور الوصاية السياسية على مختلف الأنظمة والشعوب وتنهب ثروات الشعوب وتقتل الكثير من البشر في مختلف أنحاء العالم، ومع كل ذلك تتقمص دور السلام والإنسانية، والمثير للسخرية أنها تصنف الكثير في قائمتها بتهمة الإرهاب وتنسى نفسها.
بالعقل والمنطق- وبكل المعايير الإنسانية- ليس لأمريكا الحق في تصنيف أنصار الله في قائمة الإرهاب وهي التي تمارس أبشع الجرائم الإرهابية بحق أبناء الشعب اليمني وتقتل الأطفال والنساء بقنابلها وصواريخها وطائراتها وتمارس الإرهاب السياسي والعسكري والاقتصادي بحق الشعب اليمني منذ ست سنوات بدون أي مبرر ، وقمة السخافة والاستهتار أن تأتي أمريكا بجرائمها وطغيانها وإرهابها وأطماعها الاستعمارية لتعمل على تصنيف أنصار الله في قائمة الإرهاب وهي التي تمارس الإرهاب بكل أشكاله وأنواعه بحق الشعب اليمني وجرائمها منذ 2015م إلى اليوم تشهد على أنها هي صانعة الإرهاب وأنها ترتكب جرائم حرب في اليمن، جرائم ضد الإنسانية موثقة بالصوت والصورة والزمان والمكان وبقايا القنابل والصواريخ التي ترميها الطائرات الأمريكية على رؤوس المدنيين في اليمن أكبر دليل على أن أمريكا تفوقت في طغيانها في اليمن على الجماعات الإرهابية التي صنعتها وأنها تمارس الإرهاب تحت مظلة مجلس الأمن والأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
من أوضح الواضحات أن أمريكا عدو أنصار الله وعدو الشعب اليمني بشكل عام بل هي عدو الإسلام والمسلمين وعدو الإنسانية، وعندما يتم تصنيف أنصار الله في قائمة الإرهاب من قبل عدوهم أمريكا فهذه لعبة سياسية قذرة عارية عن الصحة والمصداقية وتأتي في إطار العداوة، والجميع يعرف منهم أنصار الله ويعرف من هي أمريكا ومن هو ترامب؟ وقائمة أمريكا التي تعود الناس على سماع تصنيفاتها صارت مدعاة للسخرية لأن أمريكا وجرائمها وطغيانها وسياستها في المنطقة والعالم هي الإرهاب الحقيقي الذي يعاني منه البشر في شتى أصقاع الأرض ولولا أمريكا وسياستها الإجرامية الاستعمارية الإرهابية لما كان هناك إرهاب في العالم بشكل عام، ومن المغالطة أن تأتي أمريكا لتصنف الآخرين المناهضين لمشاريعها في قائمة الإرهاب وهي التي تقتل وتدمر وترتكب الجرائم بأسلحتها وطائراتها وعملائها.
كيف تعمل أمريكا على تصنيف أنصار الله في قائمة الإرهاب وهي تعلم- والعالم كله يعلم- أن أنصار الله هم الذين وقفوا في وجه داعش والقاعدة والعناصر الإرهابية التكفيرية في مختلف المناطق والمحافظات اليمنية؟ هزائم الجماعات الإرهابية التي كانت تتمركز في محافظة البيضاء التابعة لعناصر تنظيم القاعدة وداعش على أيدي الجيش واللجان الشعبية بقيادة أنصار الله، تلك الجماعات التي حاولت أمريكا إنقاذها ومساندتها وعُثِرَ على أسلحة أمريكية بحوزتها لا تزال هزيمتها موثقة وهي أكبر دليل على أن أمريكا تقاتل في خندق واحد إلى جانب الجماعات الإرهابية التي ولدت من رحم الاستخبارات الأمريكية، ولهذا يعتبر إقدام أمريكا على تصنيف أنصار الله في قائمة الإرهاب عملاً سياسياً عدائي تضليلياً وشيئاً محرجاً لأمريكا وسياستها وعناوينها الزائفة والمخادعة لأنه لا يمكن دعم الإرهاب وصناعة الإرهاب ومكافحة ومحاربة الإرهاب في آن واحد، وكذلك لا يمكن تصنيف من يحارب الإرهاب في قائمة الإرهاب؟! وهذا يمثل علامة تعجب واستفهام ويضع أمريكا في قائمة الإرهاب نفسها لأن مواقفها وأعمالها إرهابية.
الإرهاب السياسي والإعلامي الذي تمارسه أمريكا لم يعد مجدياً ولا مؤثراً كما كان في السابق لأن حقيقة أمريكا قد ظهرت للجميع وهي عندما تعمل على تصنيف من يقفون في وجهها وفي وجه مشاريعها الإجرامية الاستعمارية وفي وجه جماعاتها الإرهابية تصنفهم في قائمة الإرهاب بهدف تأليب المجتمع الدولي عليهم وبهدف تشويه صورتهم وبهدف التغطية على جرائمها وإرهابها وأيضا بهدف إرهاب الناس إعلامياً وسياسياً وتزييف الحقائق، فهي بهذا تخدع نفسها أولا وتخدع البسطاء من الناس ثانياً ولكنها لن تستطيع تبرئة نفسها من الإرهاب وما حصل مؤخراً في أمريكا كشف حقيقة أمريكا للعالم وكشف زيف حريتها الكاذبة وديمقراطيتها المخادعة وإنسانيتها الوهمية وأثبت للجميع أن أمريكا ليست سوى منظومة سياسية إرهابية تتحرك تحت عناوين مزيفة وتمارس الإرهاب والطغيان بحق الجميع من أبناء البشر حتى بحق أبناء شعبها وسكانها والمنتمين إليها.
هذا التصنيف الأمريكي الإرهابي السياسي لن يثني أنصار الله عن مواصلة مشوارهم الجهادي التحرري في مواجهة مشاريع أمريكا العدوانية الإجرامية الاستعمارية مهما صنفت ومهما أعلنت ومهما صرحت، والجميع يعلم أن أمريكا تصنف خصومها في قائمة الإرهاب ولو كان أنصار الله على علاقة مع أمريكا ولديهم قابلية للتطبيع مع إسرائيل لما عملت أمريكا على تصنيفهم في قائمة الإرهاب بل إن الواقع اليوم يشهد على أن أمريكا أصبحت في سياستها الخارجية تتعامل مع الجميع على هذا النحو، من ليس في قائمة التطبيع مع إسرائيل فسوف يتم تصنيفه في قائمة الإرهاب، ورغم هذه المغالطات ستبقى أمريكا هي أم الإرهاب وهي الإرهاب بكله وهي التي يجب على دول العالم أن تضعها في قائمة الإرهاب وقائمتها، هي إرهاب بحد ذاته إضافة إلى بقية أعمالها الإرهابية.