القنابل الأمريكية تفرش ظلال الموت على أرض اليمن

|| صحافة ||

شنت السعودية على رأس تحالف عربي – غربي – صهيوني قبل نحو ست سنوات حرب بربرية على اليمن بحجة أنها تريد إعادة الشرعية للرئيس المستقيل “عبد ربه منصور هادي” ولكن بعد مرور وقت قصير تكشفت نوايا الرياض الخبيثة، وخاصة أنها كانت تستخدم الكثير من الأسلحة المحرمة دولياً لقتل أبناء الشعب اليمني وأصبح لا يخفى على أحد الدور الخبيث والمشبوه التي قامت به واشنطن بمساندتها لهذا التحالف البربري في عدوانه على أطفال اليمن خلال السنوات الماضية، في ظل تواطؤ دولي وتعامٍ أممي عن جرائم تحالف العدوان السعودي بحق أبناء الشعب اليمني الذين تنتشر بينهم اليوم العديد من الامراض والاوبئة القاتلة نتيجة استخدام السعودية الاسلحة المحرمة دولياً.

وحول هذا السياق، قالت صحيفة “واشنطن بوست”، إن “الولايات المتحدة قامت خلال الفترة الماضية ببيع قنابل محرمة دولياً للسعودية ودولة الإمارات وأن الكونغرس صوت لمصلحة استمرار بيعها شريطة عدم وضع ختم المصنع عليها”. ونقلت الصحيفة في تقرير لها بعنوان “القنابل الأمريكية تهشم الحياة في العاصمة صنعاء”، شهادات بعض ضحايا القنابل الأمريكية أو أسرهم في العاصمة اليمنية صنعاء. وأبرزت الصحيفة مدى كراهية الشارع اليمني للولايات المتحدة باعتبارها تقوم بدور هادئ لكنه قاتل أدى إلى قتل وجرح آلاف المدنيين في اليمن. وأكدت الصحيفة في التقرير أن الولايات المتحدة باعت للسعودية مقاتلات وأسلحة أمريكية بمليار دولار. قائلة: ” الانتقادات الموجهة لأمريكا في تزايد مضطرد بسبب مشاركتها في الحرب على اليمن”، مشيرة إلى أن نوابا أمريكيين والمنظمة الأمريكية لحقوق الإنسان “هيومن رايتس ووتش” يطالبون بحظر بيع السعودية أسلحة محرمة دوليا.

وعلى صعيد متصل، اتهمت العديد من المنظمات الإنسانية والحقوقية تحالف العدوان السعودي الأمريكي باستخدام قنابل محرمة دولياً صنعت في الولايات المتحدة في العديد من المحافظات والمدن والمناطق المدنية في اليمن. وقالت تلك المنظمات إن استخدام هذه القنابل يخالف المعايير الدولية التي تمنع اللجوء إليها تحت أي ظرف. ومن ناحية أخرى لفتت تلك المنظمات إلى مقتل الآلاف من الاطفال والنساء في غارات استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية. وقالت تلك المنظمات، إن “تحالف العدوان السعودي يستخدم في اليمن الذخائر المحرمة دولياً الواردة من الولايات المتحدة، رغم أدلة على خسائر في صفوف المدنيين”.

ومن جهتها، أكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن تحالف العدوان السعودي قصف أحياء سكنية في صنعاء بقنابل محرمة دولياً أمريكية الصنع خلال السنوات الماضية، ناشرة صورا لبقايا تلك القنابل، وقالت “الاستخدام المتعمد أو المتهور للذخائر المحرمة، في المناطق المأهولة بالسكان، يصل إلى جريمة حرب”. وقالت هذه المنظمة، إن تلك الهجمات خلفت خسائر بشرية في صفوف المدنيين”، ولفتت إلى أن الطبيعة العشوائية لهذه الذخائر تجعل استخدامها انتهاكات خطيرة لقوانين الحرب، مشددة على أن “الاستخدام المتعمد أو المتهور لهذه الذخائر، في المناطق المأهولة بالسكان، يصل إلى جريمة حرب”. وفي إطار الإحصائيات حول عدد القنابل العنقودية التي ألقيت على اليمن قال المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام في حكومة الانقاذ اليمنية أن 140 ألف قنبلة عنقودية ألقاها العدوان السعودي الأمريكي وحلفاؤه على محافظات صعدة وحجة وعمران ومأرب منذ مارس 2015م وحتى ديسمبر 2020م، مشيرا في بيان صادر عنه إلى أن تحالف العدوان ألقى قنبلة نترونية تسمى “أم القنابل” على منطقة “فج عطان” كما استهدف أحياء في أمانة العاصمة بقنابل عنقودية، مضيفاً إن العدوان أقدم على استخدام أسلحة محرمة دوليا واستهدف أماكن سكنية ومرافق خدمية حكومية وأراضٍ زراعية واسعة شملت محافظات الجمهورية.

وعلى نفس هذا المنوال، ذكر العديد من الخبراء أن تحالف العدوان السعودي حوّل اليمن السعيد إلى ساحة لتجارب عسكرية، تستخدم فيها أسلحة خطرة منها اليورانيوم والفسفور والقذائف الفراغية، فتحول كل ما تصل إليه إلى حريق ورماد ودمار. ويؤكد العميد الدكتور “أمين حطيط” أنه “من خلال الصور التي ظهرت فإن الأسلحة التي استخدمت تندرج تحت انواع ثلاثة، قنابل فراغية يتم استخدامها ضمن المناطق الهائلة وقنابل مشبعة باليورانيوم وقنابل فسفور ابيض. ويوضح “حطيط”، أن “استهداف المدنيين بشكل يؤدي إلى ايذائهم وقتلهم عمداً وتهجيرهم هي جرائم حرب وضد الانسانية وكلها يعاقب عليها في احكام القانون الدولي”، مؤكداً أن “هذه الجرائم لا تسقط بمرور الزمن كما أن مرتكبيها يلاحقون بتهمة مجرم حرب”. ولفت اولئك الخبراء إلى أن العديد من دول العالم وخاصة الدول الغربية كانت شريكة للولايات المتحدة في هذه الجرائم وذلك لأنها لم تحرك ساكنا خلال السنوات الماضية ولم تطالب الولايات المتحدة بالامتناع عن تقديم الاسلحة المحرمة دولياً لتحالف العدوان السعودي ويعتقد الخبراء أن هذا الصمت الدولي جاء عقب تلقي العديد من تلك الدول الكثير من الأموال السعودية والإماراتية.

وعلى نفس هذا السياق، طالبت العديد من المنظمات الإنسانية والحقوقية جميع الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة جمع أكبر قدر من الأموال من أجل إعادة إعمار اليمن التي دمرتها القنابل المحرمة دولياً وتنظيف الكثير من الأراضي اليمنية من ما تبقى من تلك القنابل المحرمة التي لم تنفجر وأيضا تنظيف الأراضي اليمنية من ترسبات الفسفور واليورانيوم المشبع التي خرجت من تلك القنابل المحرمة والتي قتلت العديد من الأطفال والنساء خلال السنوات الماضية. كما طالبت تلك المنظمات، الدول الغربية بإعادة إعمار اليمن وإعادة بناء البنية التحتية من مستشفيات ومدارس ومراكز خدمية دمرها تحالف العدوان خلال السنوات الماضية وذلك لكي ترجع الحياة في اليمن إلى سابق عهدها.

وفي الختام يمكن القول إن القنابل الأمريكية المحرمة دولياً كانت إحدى الجرائم الشنيعة التي ارتكبها تحالف العدوان في اليمن منذ ستة أعوام وحتى الآن، فمخلفات العدوان من تلك القنابل والصواريخ و الألغام وغيرها من المخلفات المحرمة استخدامها دوليا والتي يستخدمها على مساحات كبيرة من الأرضي اليمنية بطريقة ممنهجة ومقصودة جعلت من اغلب المحافظات موبوءة بهذه المخلفات ليخلق بذلك أكبر كارثة إنسانية تهدد حياة الملايين، وتحصد حياة الآلاف من الأبرياء وتتسبب بآلاف الإعاقات الدائمة لآخرين غالبيتهم من النساء والأطفال، ليثبت بذلك وحشيته وبربريته التي تعكس حقده الدفين والبغيض على شعب ووطن بأكمله ويعبر عن سقوطه الأخلاقي والإنساني والنهج الإجرامي الذي يتبعه في عدوانه.

 

الوقت التحليلي

قد يعجبك ايضا