الربيع العربي يطرق أبواب المملكة
المملكة العربية السعودية تواجه هذه الأيام اضطرابات واحتقانات كبيرة وكذلك مشاكل داخلية ..لاسيما الاختلافات الأسرية الحادة بين الأسرة الحاكمة في المملكة .. ..وهذا ما كشفته وثائق ويكليكس أثناء الحرب السادسة مع الحوثيين عندما أقدم الملك عبدالله ابن عبدالعزيز في اتخاذ قرار عزل الأمير السعودي خالد بن سلطان من منصبه لفشله الذريع في حسم المعركة مع الحوثيين في الشريط الحدودي .. فمن الملحوظ أيضا أن السعودية فقدت كل حلفائها وتقلص دورها الإقليمي وتبعثرت كل أوراقها التي سعت جاهدة في كسبها وضخ الأموال الطائله للسعي الحثيث عن دورا إقليمي لطالما طمحت المملكة وتحركت في إطار أن تكون اللاعب الإقليمي الأول في المنطقة ..
كما انه بات من الواضح أن المملكة أصبحت غارقة بين مشاكلها الداخلية وسقوط حلفاها الواحد تلوا الأخر وبدأت الأمور تخرج من تحت السيطرة .. وبالتالي المملكة فوجئت بالثورات والصحوة الإسلامية مثلها – مثل الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاستكبار العالمي .. وما زاد الطين بله أن الثورات العربية والربيع العربي بدأ يزحف إلى المملكة رويدا – رويدا رغم أن المملكة حاولت بكل إمكاناتها لكبح هذه الثورات والحد من نجاحها فشكلت هذه الثورات كابوسا مخيفا لدى الأسرة الحاكمة في السعودية "آل سعود" …
وعلى صعيد متصل وما تناولته وسائل الإعلام عن تحرك شعبي سلمي صوب التغيير والانتفاضة في محافظة القطيف السعودية .. وخروج الآلاف من الناس إلى الشوارع يهتفون بصوت الحرية والخلاص من نظام ظالم وعميل .. وفي نفس الوقت انتشر الجيش السعودي في الشوارع تحسبا للمزيد من التظاهرات في مدن أخرى .. وبالتالي أعلنت وزارة الداخلية بأنها ستضرب بيدا من حديد لمن تسول له نفسه في الخروج والتحرك للتغيير .. هذا مما جعل المملكة تغضب وتقمع هذه التظاهرات السلمية وتحدث إصابات واعتقالات تعسفية .. لما من شأنه الحد من التظاهرات والخروج إلى الشوارع للتنديد بسياسات الأسرة الحاكمة في المملكة السعودية سواء في الداخل أو في الخارج .. حيث أصبحت المملكة في نظر الشعوب العربية والإسلامية منبوذة ومحط استحقار وسخرية لما تمارسه من ادوار مزدوجة مع الكيان الصهيوني الغاصب والولايات المتحدة الأمريكية الحليف الاستراتيجي للمملكة ..
كما أن الدور المزدوج والمماثل بين المملكة السعودية والأمريكان تجاه صحوت الشعوب بات من الواضح لاسيما الأحداث الجارية في اليمن والبحرين .. حيث أن موقف المملكة أمام تحرك الشعب البحريني نحو التغيير اقض مضاجعها وأقلقها فسارعت في إرسال قوة عسكرية إلى البحرين للمحاولة في الحفاظ على النظام القائم في البحرين .. واتخذت ذريعة بما يسمى درع الجزيرة لما من شانه كبح الثورة وإثخان القتل والقمع بحق أبناء الشعب البحريني المسلم ..
في المقابل ما تمارسه المملكة في الشق الأخر والدور البارز لها في اليمن من ضخ الأموال وشراء الولاءات العسكرية والسياسية والقبلية كلا على حدة وكلا لدية مهمة منوطة به منذ عقود ماضية لكي تكسب اليمن ورموزه المختلفة ليتحولوا بعد ذلك حلفاء لها..
فالسعودية تخشى من نجاح الثورة اليمنية لأسباب عدة منها أن لا يتخذ الشعب السعودي تجربة اليمن السلمية في التحرك للتغيير والانتفاضة .. ويخرجوا إلى الشوارع ويعلنون الاعتصام حتى يسقط النظام فهذا خطير عليهم .. وكذلك سيسقط كل ما بنته السعودية وأمريكا في اليمن من تحالفات وشراء ولاءات لان الوضع سيتغير ومن ثم تفلت اليمن من أياديهم بكل ملفاته وأوراقه التي ظلوا يراوغوا بها ويتلاعبوا عليها في الكواليس وفي العلن ..
وبعد أن راء النظام السعودي أبناء الشعب يخرجون إلى الشوارع ويهتفون بإسقاط النظام سارع في الإيعاز إلى الدعاة والموعظين الوهابيين في السعودية لإطلاق الفتوى والتحريم للمظاهرات ضد نظام آل سعود لكي يخوف الشعب السعودي من الخروج للمطالبة بالحرية والخلاص من نظام آل سعود الظالم والعميل .. في المقابل هؤلاء الدعاة يفتون بواجب المظاهرات والخروج على النظام في سوريا وهذا من العجيب فالتحرك ضد النظام في السعودية حرام ولا يجوز لأنه بمثابة خادم الحرمين وانه نظام عادل .. ولكن الحقيقة غير ذلك فهو نظام اسري ظالم عميل يتحالف مع أعداء الإسلام ويعقد معهم الشراكة في كل شيء حتى المؤسسة العسكرية التدريب والخبرات والسلاح كله من إسرائيل وأمريكا ..
ندرك جميعا أن الدور الأمريكي السعودي في كبح الثورات العربية الإسلامية والمحاولة منهم الحيلولة دون نجاح هذه الثورات .. فهم أيضا يسعون جاهدين في عرقلة وتخدير الثورات لكي يحافظوا على عملائهم في المنطقة .. وكذلك تخشى المملكة السعودية من طرق الربيع العربي أبوابها ولكن إرادة الشعب السعودي قويه حيث فتحت الباب لهذا الربيع وتحرك صوب التغيير والانتفاضة والمطالبة بالحرية والخلاص من نظام الظلم والعمالة ..
فهل ستنجح الثورة الشعبية في السعودية في إسقاط مملكة آل سعود ؟..
لا سيما وان هذه الثورة مبعدة تماما من الإعلام كما هو حاصل في البحرين .. لكن باستطاعة الشعب السعودي التغلب على هذه القيود الإعلامية ويفرض ثورتهم بقوه ويمضي متوكل على الله فنعم المولى ونعم النصير ..