البرنامج الرمضاني لليوم الخامس من ص 10- ص 13

يأتي شيء آخر فيما يتعلق – هذا مع سعة الموضوع هنا، تشريعات متعددة، توجيهات متعددة، كلها في قائمة: توجيهات الله – توجيهات تربوية، بالنسبة للناس في موضوع الأسئلة، والتساؤلات وأشياء من هذه قضايا قد تكون لست بحاجة إلى أن تسأل عنها في قضايا عامة، قد تصل إليها من خلال القرآن الكريم مثلاً: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا}(المائدة: من الآية101).
{يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ}(البقرة: من الآية189). أليس هذا سؤالاً جديداً؟ هل هي قضية هامة بالنسبة للأهلة؟ أي لماذا الهلال هكذا معقوفاً؟ ولماذا كل شهر معه هلال معقوف؟ هم عارفون فيما يتعلق بالفائدة من الهلال هو أنه ماذا؟ مواقيت للناس في بداية الشهر، قضية معروفة عندهم. السؤال عن: لماذا الهلال بهذا الشكل؟ هذه قضية ليس الناس بحاجة إليها. في نفس الوقت القرآن الكريم ورسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) فيما هي قضية هامة هو سيتحدث عنها، يقبلون الحاصل، يتفهمون الحاصل [وكثر الله خيرهم] بدل البحث عن أشياء أخرى.
{يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ}(البقرة: من الآية189) كيف كانت الإجابة؟ ألم ينصرف عن الإجابة التي يريدونها هم؟ {قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ}(البقرة: من الآية189) هدى الله سبحانه وتعالى يقدم بالشكل الذي يكون واسعاً جداً المطلوب هو: أن تتفهم، ولأنه قضية معينة، قد تكون في مرحلة معينة، في وقت معين ليست هامة، متى ما أصبحت هامة سيأتي بيانها، سيبينها. التساؤلات عندما يعود الإنسان نفسيته على التساؤلات، لا. عود نفسك على أن تتفهم أكثر، وتصغي أكثر، وتسمع أكثر.
لاحظ كيف الآيات تختم كثيراً منها بكلمة {تعقلون. تفقهون. تذكرون. تبصرون. تسمعون} هكذا لا يوجد [لعلكم تسألون، لعلكم تتساءلون]، لا يوجد [لعلكم تناقشون، لعلكم تجادلون]. لأن الله سبحانه وتعالى أعطى هدى واسعاً، والإنسان إذا لم يعود نفسه على هذه الحالة، على أن يعقل، يفقه، يفهم، يصغي، يكون البديل عن هذا روحية تساؤل، روحية تساؤل، فتكون هذه في الأخير بالشكل الذي تضرب نفسيتك، سيجهل أشياء كثيرة هي هامة وهو باحث بعد تساؤلات هي لا تشكل قضية في الواقع، مثلاً لاحظ عندما تأتي إلى ما حصل ممن تساءلوا {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ}؟(البقرة: من الآية189) لو أنهم ركزوا بشكل كبير [يوم الغدير] عندما قال لهم: ((من كنت مولاه فهذا علي مولاه)) فرفضوا أي شخص يحاول أن يقفز على ولاية أمر الأمة غير من عينة الرسول لأنهم فاهمون، فاهمون أهمية الموضوع، متعودون من قبل على أن يركزوا على ماذا؟ أن يتفهموا، يصغوا، يعقلوا، يتذكروا. لجنبوا الأمة الحالة السيئة التي وصلت فيها، والضلال الكبير بدلاً عن السؤال عن الأهلة! نسألهم لماذا لم تفهموا بالشكل المطلوب؟ وتستقيموا وتثبتوا على التوجيه الذي قدم لكم على أعلى مستوى عندما عاد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) من الحج؟.
قضية ثابتة ومعروفة عند الناس صعد من فوق أقتاب الإبل ويرفع يد الإمام علي وبعد خطبة طويلة:((أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه)). هذه هي القضية الهامة التي لو فهموها، أهم من أن يعرف الهلال لماذا هو معقوف؟ أليسوا هنا جعلوا الأمة معقوفة؟ ضعفت الأمة، ضعفت، ضعفت إلى أن تحولت مثل الهلال المعقوف، كان المفروض أن يتفهموا بدلاً من أن يشغلوا ذهنيتهم عن الأهلة. ولأن من المعلوم أن هداة الناس يكونون هم حريصين على الناس أكثر من أنفسهم، حريصين على أن يتفهموا أكثر، وأن يعرفوا أكثر، وأن يستبصروا أكثر، أكثر من أنفسهم هم، لأنه ما هي الإشكالية التي حصلت عند بني إسرائيل؟ ألم يكن هناك هدى بالشكل الذي يغطي كل الأشياء التي في أذهانهم، الخلل جاء من عندهم هم، روحية التساؤلات [ما لونها] وأشياء من هذه، ضيعتهم في الأخير، تساؤلات حتى عن أصحاب الكهف، كم هم؟ هل ثلاثة ورابعهم كلبهم، أو خمسة وسادسهم كلبهم وهكذا؟!.
الإنسان يعود نفسه بعد أن يفهم أعني: يجب أن تفهم أنت منهجية المعرفة، لا تعتقد أن المعرفة معناها أنه في يوم واحد، أو في شهر واحد، شهر واحد يجب أن تعرف كل شيء، هذه هي منهجية غير صحيحة حتى ولو من الناحية العلمية السائدة الآن في الدنيا: أن أهم مصدر في المعرفة هو ما يسمى بالبحث العلمي أن المعرفة تأتي ضمن مسيرة، ضمن حركة، تأتي المعرفة بهذا الشكل، فعندما تتسع دائرة مهام الناس، تتسع ماذا؟ شعورهم بأنهم بحاجة إلى هذا، وبحاجة إلى معرفة هذا، فيكونون أقرب إلى أن يعرفوه، وتكون معرفتهم هذه بالشكل الذي يستطيعون أن يستفيدوا من خلال معرفتهم له، فتنموا معرفتهم في نفس الوقت، أما مجرد أنك تريد تعرف كل شيء، كل شيء في شهر واحد هذا لا يحصل، ولا للأنبياء أنفسهم لماذا؟ لأنه ليست هذه الطريقة الطبيعية للمعرفة.
هنا في البلدان العربية قد يكون مثلاً في بعض المناهج أو حتى كتب في المكتبات تتحدث معك عن القمر، وعن الفضاء، وعن الأشياء هذه، لكن أنت تقرؤها ما الذي تستفيد منها في الأخير؟ بينما الآخرون هي نتائج من بحثهم العلمي، من معارفهم العملية، أليست هي نتيجة أعمال؟ أو فقط مجرد نظريات هناك؟ ما الذي أوصلهم إلى أن يصلوا إلى الحالة هذه؟ إنهم يفكرون إلى أن يسافروا إلى الكواكب وإلى القمر؟ مهام عملية مهام عملية تتوسع دائرة مهامهم، شؤونهم كدولة، قضايا الصراع مع الآخرين، تطورهم العلمي هنا جعلهم يفكرون عملياً في أنهم يستخدمون أشياء أخرى، أو يستفيدون من أشياء أخرى. فعندما يطلعون إلى الفضاء، لا يطلعون إلى الفضاء مجرد رحلة فقط، لأجل يعرفون القمر، هل هي مكوراً أو هي تضيء هي، أو هي تضيء من هناك! مهام عملية، بحث. ولهذا يقول البعض: بأن أول فكرة لديهم في أن يطلعوا الفضاء كان منشؤها أثناء الصراع بينهم وبين [الإتحاد السوفيتي] ودول أخرى أنه إذا بالإمكان أن تكون منصة لإطلاق الصواريخ إلى الأرض. هذا أول دافع أليس دافعاً عملياً؟.
إذاً فهذه قضية أساسية في المعرفة، ومتى ما جاء الشيء في وقته، متى ما جاء الشيء ممتزج بروح عملية، وتحرك عملي، يكون بالشكل الذي يفيد معارف هو، إذا كان مجرد نظرية سيبقى مجرد نظرية لا تستطيع أن تتوسع فيها حتى أنت عندما تقرأ هنا عن الفضاء، وعن صعود الأمريكيين، أو السوفيت إلى المريخ، وإلى القمر هل تستطيع أن تزيد في النظرية هذه؟ أو تنتظر فقط ما يأتي من جانبهم من خلال ماذا؟ من خال اكتشافاتهم هم التي هي عملية، أليست عملية؟ تنظر فيها ولا تستطيع تزيد، ولا أطروحة واحدة تقرأ، وتتجادل أنت والآخرون فقط، جدل وأخذ ورد وترديد، لن تستطيع أن تزيد ولا تنقص لماذا؟ لأنه هذا الموضوع أنت بعيد عنه ليس لك علاقة به، ليس لك علاقة عملية به أعنى: ما أنت في واقعك، في حركتك بالشكل الذي تتحرك فيه، بالشكل الذي تعرف أنت من خلال عملك، ولا تنتظر فقط ما سيأتي من عند الآخرين، عندما يرحلون مرة ثانية، ومرة ثالثة وهكذا.
العبارة هنا تبدوا مقدمة، وفيها نوع ما يسمى: الإستخفاف بالقضية هذه. {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ}(البقرة: من الآية189) يعني: ليس هي قضية في الواقع، {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ}(البقرة: من الآية189) القاعدة من أساسها لا تعني: بأن الله لا يريد للناس أن يعلموا، إنما كيف يعرفون أن يعرفوا، أن يتعلموا كيف يتعلمون، أن يعرفوا أن للمعرفة منهجية، أن تكون مرتبطة بحركتهم العملية، تتوسع معارفهم، وتتوسع مهامهم، تستوعب ربما أكثر مما استوعبه الآخرون، ألم تصل معارفهم إلى أن يستفيدوا من الشمس، يستفيدوا منها ويحولوها إلى طاقة تغذي المركبات الفضائية والأقمار وتغذي حتى المنازل الطاقة الكهربائية حولوا الأشعة نفسها إلى طاقة تغذي المركبات الفضائية والأقمار بالطاقة الكهربائية، الأشعة نفسها حولوها إلى طاقة كهربائية، هم يتساءلون عن أشياء، هم في الواقع ليسوا في حاجة إليها، وهم في الواقع لديهم ممارسات غريبة منها: أنهم عندما يعودون من الحج يأتون بيوتهم من فوق، لا أدري من أين جاءت لهم هذه؟! أعني: كيف منشأها؟ لا يدخل من الباب، ما كان من المفروض على الأقل إذا كان سيسأل يسأل هل ندخل من الباب؟ هل الدخول من الباب لا يمثل أي مشكلة أو ندخل من فوق البيت؟ وليس عن الأهلة، وهم ما زالوا يدخلون من فوق البيت عندما يعودون من الحج.
{قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ}(البقرة: من الآية189) هنا يبين كمنهجية للناس أي: أنت مرشد، أو معلم، أو حتى مناظر، أو في حوار مع الآخرين، لا يكن معناه أن موقفك أنه يسأل وأنت تجاوب على كل قضية بالتحديد، ومقارعة التي يسمونها: مقارعة الحجة بالحجة كذا. لا. قد يكون الموضوع، لا. إصرفه ليست قضية. هل كانت الإجابة من جانب رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله): أن يأتي إلى الأهلة، كيف يصل الهلال إلى أن يصبح هلال، أو أنصرف عن الموضوع إلى ما هو عملي، وإلى ما هم بحاجة إلى معرفته، مواقيت للناس والحج، وهم عارفون له من قبل {قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ}(البقرة: من الآية189). أليست هذه معناها عملية صرف؟ انصراف عن أسئلة من هذا النوع.
{وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}(البقرة: من الآية189) ربما عندهم أنها مندوبة، أو أشياء من هذه. {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا}(البقرة: من الآية189) عندما تعود من الحج ادخل من الباب. لاحظ هنا فيها أدب في موضوع التساؤلات، يرشد الناس إلى الطريقة الصحيحة للمعرفة، وقد تكون الآية هذه لها علاقة أخرى باعتبار أيضا ًموجهة من الناحية السلوكية أنه غير طبيعي أنك تأتي البيت من فوق، ادخل من الباب {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا}(البقرة: من الآية189) تجد الاستفادة مما تعني هذه، تأتي المعرفة، والمعارف، والهدى من أبوابها. لأن كل شيء له باب، أليس الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) مثل نفسه، وعلمه بمدينة، وجعل باب هذه المدينة هو من؟ علي ((أنا مدينة العلم وعليّ بابها)) حتى أصبحت مسألة الأبواب عناوين، أليست عناوين داخل الكتب؟ [بابٌ] يعني: باب للدخول إلى معرفة ما داخل الصفحات هذه.
كل شيء له باب، فالمعرفة من حيث هي لها أبواب، أي: أن الله فيما هدانا إليه، هدانا إلى أن نعرف المنهجية الصحيحة للحصول على المعرفة، عندما تأتي للقضية من أساسها بالنسبة لهدى الله أنها ماذا؟ هدى الله ليس مجرد نظريات، ولا حتى مجرد فتاوى، إنما هو ماذا؟ حركة حياة، هدى عملي، هدى حركة، الآخرون ترسخت عندهم القضية هذه أكثر منا بكثير حتى أصبحت مسألة أن يكون هناك حرب فرصه عندهم، فرصة لأن يعرفوا كثيراً من الخبرات، ويجربوا كثيراً من الأسلحة، ويعرفوا الذي يمكن أن يطوروه، ويعرفوا نجاح ما قد ابتكروه، ويعرفوا خبرات عالية عندهم، فرصة لماذا؟ لأن الميدان العملي هو المصدر الحقيقي والصحيح، لإعطاء المعارف. أليس هؤلاء يخافون من الحرب؟ بينما الآخرون يقولون؛ عندهم فيما يتعلق بالحرب أنها فرصة للحصول على كثير من الخبرات في المجال العسكري، وفي مجال الآليات والأسلحة في الحرب.
قد يعجبك ايضا