عندما تركع الامبراطورية عند أقدام الحفاة
|| مقالات || صادق البهكلي
منذ بداية العدوان سعت بريطانيا لتقديم نفسها أنها الخبير بخفايا وظواهر اليمن وهذا الاستنتاج ليس بناء على فرضية تاريخية تقول أنها استعمرت أجزاء من اليمن لسنوات طويلة وأن لها معرفة و خبرة بطبيعة المجتمع اليمني ولكن لكونها ايضا نجحت مخابراتيا بقيادة عمليات سرية في اليمن منذ بداية القرن العشرين وصلت انشطتها التجسسية ذروتها في الستينيات لتأتي اليوم في ظل العدوان وهي تمتلك خبرة متراكمة في صناعة الجواسيس ظهر ذلك جليا في الاصرار البريطاني على الامساك بملف العدوان على اليمن ولعل رجال مخابراتها ذكَّروا الأمريكيين بكل زهو بالسير برسي كوكس ولورنس العرب وغيرهم من عناصر المخابرات البريطانية ونشاطها الكبير في ” الشرق الأوسط” ..
غير أن بريطانيا هذه المرة اخطأت التقدير ولم تقرأ جيدا طبيعة المتغيرات على الساحة اليمنية منذ ٢٠٠٤م و خصوصا الصعود المتنامي لحركة انصار الله المستندة على الجذور التاريخية للشعب اليمني بكل ما فيها من مبادئ وقيم إضافة إلى انطلاقتها من عمق الثقافة القرآنية ذات المقومات النهضوية التي اكسبتها بصيرة ووعي وقوة وصلابة و إيمان وثقة عالية بالنصر.. وهذا ما جعل كل تلك الترسانة العسكرية الضخمة والخزائن المليئة بالاموال تتبخر أمام الحفاة الشعث الغبر المؤمنون بأن الموت في سبيل الحق بالنسبة لهم شرف وحياة..
هذه المرة لم تكن مفاجأة الأنصار -كما هو المعتاد – في العمق السعودي أو بإعلان عمليات عسكرية كبرى على شاكلة عملية(نصر من الله) أو عملية ( البنيان المرصوص) بل كانت صفعة اهتزت لها الامبراطورية العجوز وذلك بتمكن جهاز الأمن و المخابرات اليمني حديث النشأة من بتر اذرع المخابرات البريطانية حيث القى القبض لأول مرة على خلية جاسوسية صنعتها المخابرات البريطانية لتقوم بمهام لصالح العدوان في المحافظات المحررة .. هذه العملية الجمت النواح البريطاني وضجيجها المفتعل تارة حول الساحل الغربي و تارة أخرى حول مأرب..
وبنشر جهاز الأمن و المخابرات اليمني اعترافات الخلية الجاسوسية البريطانية يكون اقوى جهاز مخابراتي في المنطقة برمتها قد ركع تحت اقدام الحفاة الشعث الغبر ويكون قد سجل رجال اليمن نقطة ذهبية في تاريخ اليمن، والتأكيد على أن نوافذ عبث المخابرات والأجنبية في اليمن قد تم إغلاقها بإحكام..وان استقلال اليمن بات من المسلمات التي يجب ان تدركها بريطانيا و غيرها من دول الاستعمار و الهيمنة.
تحية يمانية لرجال الحرب السرية من كوادر جهاز الأمن و المخابرات الذي برهنوا على أن اليمن اليوم أصبح لاعبا غير عادي في مختلف ميادين الصراع وأن لسان حالهم يقول لاعدائهم حيثما تكونوا يدرككم رجال الله و أنصار رسول الله..