توازن الردع اليمني يُحوّل مملكة النفط الى نمرٍ من ورق

//  صحافة  //  موقع العهد
مهدي قشمر
لم تجد السعودية مفرًّا من الإقرار بتعرّض إحدى خزاناتها النفطية في ميناء رأس تنورة وحي تابع لـ”أرامكو” في مدينة الظهران” لهجوميْن من توقيع القوات المسلّحة اليمنية.
بعد تنفيذ العملية النوعية التي سُميت “توازن الردع السادسة”، خرجت وزارة الطاقة السعودية لتفضح حجم خسائرها جراء الضربة، فقالت إن “إحدى ساحات الخزانات البترولية في ميناء رأس تنورة في المنطقة الشرقية، الذي يعد من أكبر موانئ شحن البترول في العالم، قد تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة دون طيار، قادمة من جهة البحر”، كما وصلت شظايا صاروخ باليستي الى جوار الحي السكني التابع لشركة “أرامكو” في مدينة الظهران”.
ضخامة الهجوم الردعي دفع بالسعودية الى استجداء الدعم الخارجي علّه يحميها من شرّ أعمالها وما تفتك بالشعب اليمني، فدعت دول العالم ومنظماته للوقوف ضد هذه الأعمال، لماذا؟ لأن هذه الأعمال تؤثّر على أمن الصادرات البترولية والتجارة العالمية، وحركة الملاحة البحرية والسواحل والمياه الإقليمية.
ميناء رأس تنورة.. الميناء النفطي الأكبر في العالم 
بحسب المعلومات، يشكّل وصول الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة إلى الميناء النفطي الأكبر في العالم “سيناريو رعب” بالنسبة للرياض التي تخشى تعاظم قوة الجيش اليمني والقوات المسلحة، التي تتصدى لحرب التحالف السعودي على اليمن.
ماذا يعني ميناء رأس التنورة؟
يبعد ميناء رأس التنورة عن أقرب نقطة في مدينة صعدة اليمنية حوالي أكثر من 1500 كيلو متر، وهو ميناء نفطي حيوي يقع في الجهة الشمالية الشرقية لمدينة القطيف، يعتبر أكبر ميناء لشحن النفط في العالم، إذ يُشحن منه أكثر من 90% من صادرات السعودية من الزيت الخام والمنتجات المكررة.
وتعتبر ناقلات الزيت في رأس تنورة من أهم الوسائل التي يُشحن فيها الزيت الخام ومنتجاته من أماكن الإنتاج إلى الأسواق العالمية.
ويستقبل ميناء رأس تنورة يوميًا حوالي ست ناقلات يبلغ متوسط حمولة الواحدة منها حوالي خمسة وعشرين ألف طن، وتشحن الناقلات هناك قسمًا كبيرًا من الزيت الذي تنتجه حقول السعودية إلى مختلف أنحاء العالم، ومنها ما يتجه جنوبًا نحو استراليا ونيوزيلاندا، ومنها ما يذهب إلى أوروبا عن طريق قناة السويس، ومنها عابرات المحيط الضخمة التي تمر حول رأس الرجاء الصالح إلى أوروبا وامريكا.
عضو المكتب السياسي لحركة “أنصار الله” أخلاق الشامي تتحدّث لـ”العهد”عن انعكاسات العملية

وللوقوف أكثر عند التطورات في اليمن، استصرح موقع “العهد الإخباري”  عضو المكتب السياسي لحركة “أنصار الله” أخلاق الشامي التي أشارت إلى أن “الضربات الأخيرة التي تقوم بها القوات المسلحة اليمنية تأتي في سياق الردّ المشروع على الجرائم المتكررة التي يرتكبها العدوان الأمريكي السعودي الاماراتي بحق شعبنا اليمني”.

الشامي قالت لـ”العهد” إن “هذا التصعيد كانت قد بدأت مراحله منذ الفترة السابقة لكن تدرك السعودية وحلفاؤها أن معركتهم خاسرة”.
ولفتت الشامي إلى أنه “كان لا بد أن تتخذ القوات المسلحة خطوات حازمة لترد حق هذا الشعب المظلوم وتفرض هيبة هذا البلد العظيم”.
وردًا على سؤال لـ”العهد”، أكدت أن “تحديد الأهداف يأتي بدقة وبتوجيه مباشر من القيادة العسكرية، وأضافت “أين ستكون هذه الأهداف هذا شأن عسكري، ولكن كلنا يقين وثقة بأن هذه الأهداف مدروسة بعناية وأن هذه الأهداف ستلحق الكثير من الضرر بالعدو السعودي الأمريكي والإماراتي”.
وفيما تحمله هذه الضربات من دلالات، بيّنت الشامي أن “هذه الضربات توجّه للعدو رسالة أن ما يقوم به لا بد أن يدفع ثمنه وأن عليه أن يعيد حساباته، هي بالتأكيد ستلحق الضرر به وأنها توصل له رسالة واضحة أن من حق شعبنا اليمني أن يدافع عن نفسه ولن يقف مكتوف الأيدي.. هذا العدو نحن ندرك جيدًا أنه أحمق ولا نراهن على أنه سيفهم، لكن نراهن على أنه سيشرب من الكأس التي يُسقي منها شعبنا منذ سنوات”.
وحول عملية الأمس، اعتبرت أنها “واحدة من عمليات توازن الردع التي كانت قد بدأت منذ فترة وتسارعت وتيرتها في الأيام الماضية وذلك بعد تمادي قوى العدوان في جرائمها وفي خنق وحصار الشعب اليمني الذي بات اليوم لا يجد مقومات العيش السليم”، وتابعت “هذه الضربة وإن حاول العدوان كعادته أن يقلّل من آثارها، إلّا أننا نستغرب كيف يستنجد بالعالم لكي يرد عنه الهجمة التي ندرك يقينًا أنها حققت أهدافها بدقة عالية”.
جبهة مأرب.. المعركة مفتوحة منذ اليوم الأول
وحول تطورات جبهة مأرب، لفتت الشامي الى أن المعركة مفتوحة منذ اليوم الأول لهذا العدوان على الشعب اليمني، مشيرة إلى أن “التصعيد الأخير الذي يحصل والضجة الإعلامية التي يحاول الاعلام الأمريكي السعودي أن يسلط الضوء عليها وكأنها معركة جديدة هذا تضليل للرأي العام فالمعركة مفتوحة منذ اليوم الأول وهناك تقدمات كبيرة لقواتنا المسلحة واللجان الشعبية في مأرب”، وأردفت “لعلّ التخبط السعودي الأمريكي والإماراتي الذي نشهده الآن ما هو إلّا جانب من جوانب الانتصارات المباركة”.
وقف الدعم الأمريكي للعدوان في اليمن مجرّد كلام
وعن جديّة إعلان الإدارة الأمريكية وقف دعمها للعدوان في اليمن، رأت عضو المكتب السياسي لـ”أنصار الله” أن “دور الأمريكيين كله مجرد كلام لا يمكن أن يغني شعبنا ولا يمكن أن يطعم جائعًا أو يعالج مريضًا”، مشددة على أن “إيقاف دعمهم يجب أن يكون بإيقاف العدوان”

قد يعجبك ايضا