السيد عبد الملك الحوثي يوضح تفاصيل الاستهداف الأمريكي الشامل لليمن
خطاب الذكرى السنوية للشهيد القائد 1442هـ
موقع أنصار الله | اليمن | 26 رجب 1442هـ
أوضح السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في كلمته اليوم الأربعاء في الذكرى السنوية للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه )1442هـ تفاصيل الاستهداف الأمريكي الشامل لليمن أرضاً وإنسانا .
الاستهداف العسكري الأمريكي لليمن
وأكد السيد القائد أن اليمن من البلدان المستهدفة في مقدمة المخطط الأمريكي وذلك بشهادة قادة أمريكيين وضعوا اليمن بعد أفغانستان والعراق على لائحة الاستهداف ، مشيراً إلى أن موقع اليمن الاستراتيجي وشعبه وثرواته دفعت الأمريكيين لوضع اليمن في مقدمة المستهدفين في أمتنا
وبيّن أن الاستهداف الأمريكي لبلدنا خطير وشامل وهو استهداف عسكري كما حصل في افغانستان والعراق والتنصل عن مواجهته خسارة كبيرة مؤكداً أن الاستسلام أمر يشذ عن الفطرة الإنسانية ولا تتقبله الشعوب الحرة حتى من غير المسلمين كفيتنام وكوبا وكوريا الشمالية وفنزويلا
واشار إلى أن بعض البلدان لا تحتاج معها أمريكا الاجتياح بل تخضع سلطاتها وتنشئ فيها قواعد عسكرية في المواقع الاستراتيجية وهذا ما حصل في اليمن ، حيث دخل الأمريكيون إلى اليمن تحت عنوان تدريب الجيش بأعداد كبيرة ثم بقواعد عسكرية وصلت حتى إلى العاصمة صنعاء ، وأرادوا التوسع في اليمن ليزيدوا انتشار قواعدهم ليضمنوا السيطرة العسكرية على اليمن بشكل كامل
وأكد أن السيطرة العسكرية الأمريكية كانت أيضا بالسيطرة على الجيش اليمني تحت عنوان التدريب والهيكلة وشراء ولاءات ضباط الجيش ، مبيناً أن الأمريكيين عملوا على تغيير عقيدة الجيش اليمني القتالية وتحديد العدو وفق السياسة الأمريكية وليس الهوية الإيمانية اليمنية والمخاطر التي تواجه اليمن..
كما كشف السيد القائد أن الأمريكيين استغلوا الجيش لتنفيذ عمليات تقي الجانب الأمريكي من الخسائر البشرية فيخوض الجيش اليمني المعركة ويتكبد الخسائر الكبيرة ، مشيراً إلى أن من ضمن أشكال السيطرة العسكرية على الجيش كان التحكم في قدراته عبر ما يسمح باقتنائه وما هو ممنوع .
وأضاف : دمر الأمريكيون قدرات الدفاع الجوي والقوة البحرية في الجيش اليمني كي يسلبوه قدرة مواجهة أي عدوان خارجي ، كما أقام الأمريكيون برنامجا لتدمير القدرات الصاروخية اليمنية بما فيها الصواريخ بعيدة المدى التي يمكن أن يتصدى بها اليمن لأي عدوان .
وأوضح السيد عبد الملك الحوثي أن بعض المسؤولين في السلطة السابقة تحدثوا عن عدم الحاجة لامتلاك القدرات لمواجهة الأخطار الخارجية بل الاكتفاء بقدرة مواجهة التحديات الداخلية ، مشيراً إلى أن السيطرة العسكرية كان من أشكالها استباحة اليمن وفتح المجال لتنفيذ أي ضربات جوية أو برية في أي مكان
الاستهداف الأمني الأمريكي لليمن :
أوضح السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن اليمن من البلدان المستهدفة في مقدمة المخطط الأمريكي ، وقد سعى الأمريكيون لتأمين سيطرة أمنية على اليمن بالسيطرة على الأجهزة الأمنية وإنشائهم جهاز الأمن القومي الخاضع لهم مباشرة.
وأكد أن الامريكيين تحكموا في السياسة الأمنية وتفاصيل الوضع الأمني في اليمن بما يساعد على انتشار الفوضى والجرائم والاغتيالات .. مشيرا إلى أن الأمريكيين نشروا “تنظيم القاعدة” في اليمن، ووزعوهم على مختلف المحافظات حتى إلى جوار السفارة الأمريكية وأنشأوا لهم معسكرات في مختلف المحافظات .
الاستهداف الأمريكي للقرار السياسي والسيطرة عليه
وفيما يتعلق بسيطرة الأمريكيين على الجانب السياسي في اليمن أوضح السيد عبدالملك الحوثي أن أمريكا استهدفت شعبنا بالسيطرة على القرار السياسي والعملية السياسية والتحكم بسياسات الدولة داخليا وخارجيا.. موضحا أن الاستهداف السياسي طال حتى مؤسسات الدولة وكانت وسائل الإعلام تغطي زيارات السفير الأمريكي للوزراء والمؤسسات الحكومية.
ولفت إلى أن الأمريكيين أداروا العملية السياسية في اليمن بما يساهم في صناعة وضع مأزوم وجو تنافسي على التقارب من أمريكا وإسرائيل.. موضحا أن الأمريكيين أنشأوا علاقات مع مختلف القوى السياسية اليمنية لتتنافس هذه القوى بمن يتقرب إلى أمريكا ويستقوي بها على الآخر فحزب “الإصلاح” كان يستقوي بأمريكا على “المؤتمر” وبالعكس، وذلك بثمن تقديم التنازلات التي تمس بالسيادة الوطنية والهوية الإيمانية.
وأشار السيد إلى أن الوضع السياسي الذي فيه تنازع كبير بين المكونات اليمنية أدى لعدم نجاح أي طرف في تقديم خدمات تصب في مصلحة اليمن.
الاستهداف الأمريكي للتعليم والسيطرة عليه
وتطرق السيد القائد إلى جانب آخر من جوانب السيطرة الأمريكية على اليمن في الحكومات السابقة وهو الجانب التعليمي ، موضحاً أن السيطرة الأمريكيةعلى التعليم هدفت للسيطرة الثقافية والفكرية واحتلال العقول والقلوب والتوجهات.
وأكد أن الأمريكيين حرصوا على السيطرة على المناهج الدراسية حيث تدخل في هذه المناهج وحدد ما يبقى وما يحذف، كما ركز الأمريكيون على المعلمين والمعلمات في إطار نشاطات تفسدهم وتضللهم لإشغالهم بتحقيق الأهداف الأمريكية.. مؤكدا أن الأمريكيين أرسلوا بعثات خاصة تستهدف بعض الطلاب من النخب والأذكياء.
الاستهداف الأمريكي للجانب الديني للشعب اليمني
الجانب الديني أيضا لم يسلم من الاستهداف الأمريكي، حيث أوضح السيد القائد أن الأمريكيين سعوا للسيطرة على الخطاب الديني والمساجد وعمموا عليها خطابا معينا يكون محكوما بموجهات معينة تخدمهم .
وكشف أنه وصل الحد بالأمريكيين إلى محاربة القرآن وحذف نصوص منه في مناهج المدرسية خصوصا آيات الجهاد وأعداء الأمة والتي تعزز روح العزة والاستقلال.
وأضاف السيد أن الأمريكيين سعوا لتقديم مفاهيم محسوبة على الدين وليست منه بهدف تدجين الأمة كقبول الآخر، للوصول إلى القبول باحتلال الأمريكيين لنا ونهب ثرواتنا وقبول الصهاينة اليهود ليحتلوا فلسطين ويعبثوا بأمتنا،
وأكد السيد أن الأمريكيين لم يسعوا لإحلال التعايش في أمتنا، فالتعايش كان أصلا قائما في الأمة ولم يخربه سوى التدخل الخارجي.. موضحا أن الأمريكيين صنعوا قالبين شكليين وقدموهما كمعبرين عن الإسلام، الأول هو التكفيريون والثاني هو المنبطحون الذين يروجون لتمييع الأمة وترسيخ حالة الاستسلام.
الاستهداف الأمريكي للقضاء والإعلام والسيطرة عليهما
أوضح السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن الأمريكي سعى للسيطرة على القضاء في اليمن رغم أنه كان مدهورا أصلا، بما يضيع العدالة ويفقده القدرة على خدمة الشعب
كما أكد السيد القائد أن الأمريكيين عملوا على السيطرة على الإعلام في اليمن بدءا بالإعلام الرسمي الذي أصبح يقدم كل الأنشطة الأمريكية التدميرية وكأنها لمصلحة البلد .
وأشار إلى أن استغلال الأمريكيين لوسائل الإعلام كان أيضا بهدف تشويه صورة كل من يقف بوجه الهيمنة الأمريكية .
الاستهداف الأمريكي للاقتصاد اليمني
الجانب الاقتصادي كان من ضمن أولويات السياسة الأمريكية في اليمن، حيث أكد السيد عبدالملك الحوثي أن الأمريكيين سعوا للسيطرة على الاقتصاد في اليمن، وهذا كان واضحا في السياسات الاقتصادية التي دفع النظام إليها رغم أنه كان سيئا بالأصل.
ولفت إلى أن الأمريكيين عززوا النظام الرأسمالي والاعتماد على القروض الربوية الخارجية التي ترهق اليمن وتصرفوا في مجالات لا تدعم الاقتصاد الوطني، إضافة لتسليم البلد لسياسات البنك الدولي المدمرة، كما سعى الأمريكيون الأمريكيون للسيطرة على الثورة النفطية والغازية إلى درجة أنهم أفقدوا الشعب الاستفادة منها وأفقدوا هذه الثروة أثرها الاقتصادي .
وأوضح أن الآثار التدميرية لسيطرة الأمريكيين على النفط والغاز في اليمن وصلت إلى حد أن الوضع المعيشي للمواطنين قبل استخراج النفط كان أفضل مما بعده.. مشيرا إلى أن الذي استفاد من الثروة النفطية والغازية هي الشركات الأمريكية والغربية التي دخلت بصفة الاستثمار، فيما بقي شعبنا يعاني اقتصاديا.
وأضاف أن الأمريكيين سعوا لترسيخ مفاهيم خاطئة عن البلد في ثرواته لإقناع الشعب أنه لا يملك الموارد النفطية أو القدرة الزراعية والثروة الحيوانية والبحرية، إضافة إلى ذلك فقد حرص النظام آنذاك على الاعتماد على الاستيراد الخارجي لكل شيء، وتماهى النظام مع الأمريكيين في هذا الموضوع تماما.
وأكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن الأمريكيين والنظام السابق اتجهوا إلى تشجيع كل أشكال الاستيراد من الخارج حتى في أصغر الأمور، وصولا إلى ضرب المنتج الداخلي كما حصل في زراعة القمح والبن .
الاستهداف الأمريكي للجانب الصحي والأخلاقي للشعب اليمني
ولأن الاستهداف الأمريكي لأمتنا شامل، يستهدف المسؤول والمواطن وكل فئات الشعب فقد أوضح السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي ان الأمريكيين عملوا على ترويج المخدرات في اليمن ولا زالوا يفعلون ذلك، وسعوا لنشر الفساد الأخلاقي لضرب الروح المعنوية للشباب وتدمير النسيج الاجتماعي
وكشف السيد القائد أن الأمريكيين سعوا لنشر مرض “الإيدز” وأنشأوا جمعيات موازية، وعملوا على نشر الأوبئة والأمراض لتدمير شريحة الشباب ..
وأضاف : نشر الأمريكيون الخمر والمخدرات بين مسؤولي الدولة ورجال المال والأعمال لضرب الإنسان اليمني في أمتنا ليصبح تافها مجرما لا قيمة له .
وأردف : قام الأمريكيون بتوزيع مواد غذائية وطبية ملوثة، لنشر الأمراض كالإيدز والسرطان وفيروس الكبد وهناك تفاصيل تحدثت عنها بعض الصحف في حينها .
الاستهداف الأمريكي للمجتمع بتعزيز الانقسام والفرقة
أما ما يتعلق باستهداف المجتمع في المخطط الأمريكي فأكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن الأمريكيين سعوا لتعزيز الانقسامات بكل العناوين المناطقية والمذهبية والعنصرية، كما عملوا على الفرز الاجتماعي للشباب والمرأة والأطفال كل على حده رغم أن تكوين المجتمعات البشرية هو الأسرة ويجتمع فيها الكل.
وأوضح السيد القائد أن الأمريكيين سعوا لإنشاء منظمات تحت عنوان المجتمع المدني وبعضها كان له تأثير سلبي أخلاقي واجتماعي ولكي يحضروا لاحقا في العملية السياسية.
وأضاف : عمل الأمريكيون على إنشاء كيانات وأقليات وتسييس ذلك لتضييع سيادة الإسلام، حيث قدموا اليهودية كأقلية يجب أن تتساوى كليا في أمر البلد مع المسلمين، ثم أتوا بالأحمدية والبهائية والملحدين.
الاستهداف الأمريكي بتجريد اليمن من سلاحه
أكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن الأمريكيين بذلوا كل الجهد لتجريد اليمن من سلاحه، وتحركوا بحملة ثقافية وإعلامية لسحب السلاح الخفيف والمتوسط من المواطنين .
ولفت إلى أن الأعداء يسعون لتجريدنا من السلاح، بينما هم يمتلكون أفتك أنواع الأسلحة، بل حتى في أمريكا هناك محلات بيع أسلحة للمواطنين الأمريكيين
واضاف : بينما يسعون لتجريدنا من أسلحتنا، يملك العدو الإسرائيلي نشاطًا للتعبئة والتصنيع العسكري وبناء مجتمع عسكري واقتناء الأسلحة النووية
وأكد السيد عبدالملك الحوثي ان الأمريكي لا يفكر بما يتعلق به فقط، بل يحسب مصلحة العدو الإسرائيلي، حيث اهتم على خدمة “إسرائيل” في الوضع باليمن .
سعى الأمريكي لفتح مسار مع العدو الإسرائيلي للتطبيع معه في اليمن
لم يكتف العدو الأمريكي بكل صور الاستهداف تلك بل سعى كما أكد السيد القائد في كلمته لفتح مسار مع العدو الإسرائيلي للتطبيع معه في اليمن ، مؤكداً أن من أخطر ما عمل عليه الأمريكيون العمل على تجنيس الصهاينة اليهود الذين ذهبوا من اليمن إلى فلسطين، كي يملكوا جنسية صهيونية وجنسية يمنية
وأوضح أن خطورة موضوع تجنيس اليهود الصهاينة تكمن في أن هذه الخطوة ستؤدي لفتح اليمن أما الصهاينة كي يأتوا ويفعلوا ما يريدون في هذا البلد .
وأكد أن الأمريكي عمل على التمهيد ثقافيا وإعلاميا للتطبيع مع العدو الإسرائيلي، إضافة لمسارات تحت عنوان السياحة والاقتصاد ، و كان هناك لقاءات بين بعض كبار مسؤولي الدولة ومسؤولي الصهاينة إضافة لنشاط وتنسيق عبر الجالية اليهودية في أمريكا .
واشار السيد القائد إلى أن الجانب الرسمي كان منسجما كليا مع الهجمة الأمريكية، والكثير من القوى السياسية كانت إما مستسلمة أو متماهية مع المخطط الأمريكي
وأضاف : لو استمر النشاط الأمريكي في اليمن، لكان لليمن شكل آخر، ولكانت المحصلة الوصول إلى الانهيار في كل شيء ما يمهد لسيطرتهم على البلد .
وأكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي خلال كلمته في الذكرى السنوية للشهيد القائد 1442هـ أنه وسط هذه الهجمة الأمريكية الشاملة أتى المشروع القرآني وتحرك السيد حسين بدرالدين الحوثي قبل أن تصل الأمور إلى الانهيار .