“لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”.. أول دراسة تتناول الاختراع والبحث العلمي في المشروع القرآني للباحث الديلمي

 

موقع أنصار الله  –  متابعات  –  18 شعبان 1442 هجرية

صدر حديثاً عن مؤسسة الشهيد زيد علي مصلح كتاب “لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”، قراءة أولية للاختراع والبحث العلمي في المشروع القرآني للباحث أحمد يحيى عبد الله الديلمي، ويقع الكتاب في (148) صفحة من القطع المتوسط.

وتعد هذه الدراسة، أول دراسة علمية تتناول الاختراع والبحث العلمي في المشروع القرآني، الذي يقدمه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي “رضوان الله عليه”، والسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)، إذ تبين الدراسة أن للتفكير دوره الهام في الرقي، أو الانحطاط، وبالتفكير يحصل العلم؛ ذلك لأن الإنسان عندما يفكر فإنه يوجد العلم، ويُنتِج، ويخترع، ويُبدع، ويبني، ويرتقي، ويسمو، ولعَّل ذلك يجعلنا نشكر الله على أكبر نعمة وهبها للإنسان وهي نعمة التفكير.

كما تشير مقدمة الكتاب إلى أنه عندما نتأمل جيداً في هذا العصر الذي نعيش فيه الآن، والذي يتميز بالتقدم والتكنولوجيا المُذهلة، في ظل سيطرة “اليهود والنصارى” على جميع مفاصل شؤون الحياة، واحتكارهم للعلوم والتكنولوجيا، بل واستخدامها في جوانب الشر التي تضر بحياة الإنسان، وخصوصاً للإضرار بعامة المسلمين، فإننا نجد أن المسلمين قد أصبحوا في أسفل دركٍ من الانحطاط والتبعيِّة لليهود والنصارى وذلك في جميع شؤون الحياة ومفاصلها المختلفة، وأصبحوا مُجرَّد أسواق لتصريف مُنتجَات اليهود والنصارى، وأذلة تحت أقدامهم.

وتتابع المقدمة أنه عندما نتأمل ذلك بإمعان، ونحاول أن نجد تفسيراً لذلك، فإننا نقف في ذهول وحيرة!!، فبالرغم من أن الله عزَّ وجلّ هو العدل، ولا يمكن أن يظلم أحداً دون أن يهديه، فقد هدى الله عزَّ وجلّ الناس وأنعم عليهم بنعمة بالإسلام، والقرآن الكريم، والرسل والأنبياء، وأعلام الهدى، إلَّا أننا نجد أن ذلك الإنسان المسلم الذي خلقه الله ليكون خليفته في هذه الأرض قد فرّط في الكتاب “القرآن الكريم” الذي أنزله الله للإنسان كدستور إلهي وتشريع مُتكامل في الحياة في جوانبها المختلفة، وفرّط أيضاً في قرناء القرآن من “أعلام الهدى” على مدى الأزمان.

وتضيف بالقول: إن الله عزَّ وجلّ وهب الإنسان القدرة على التفكير؛ ليتحمل المسؤولية في خلافته في الأرض، إذ دعا القرآن الكريم الإنسان دعوة صريحة إلى التفكير والنظر والبحث في الأشياء والظواهر الطبيعية في هذا الكون بما وهبه الله سبحانه وتعالى من عقل، فقد حث الله سبحانه وتعالى الإنسان على التفكير والنظر في الكون، والتأمل في الظواهر الكونية المختلفة، وتحصيل العلم ومعرفة سُنن الله وقوانينه في جميع ميادين العلوم المُختلفة، قال سبحانه وتعالى: {اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الجاثـية، من الآيات: -12 13).

منهج الدراسة

اعتمدت الدراسة على منهج تحليل المحتوى كأداة بالغة الأهمَّية في بيان وتوضيح قراءة أولية للاختراع والبحث العلمي في المشروع القرآني، وذلك في ضوء ما يُقدمه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي “رضوان الله عليه”، وكذلك السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي “يحفظه الله”.

واحتوت الدراسة على فصلين يسبقهما تمهيد، تناول الفصل الأول: الاختراع في المشروع القرآني، تطرقت فيها إلى خطورة عدم بناء الحياة على أساس هدي الله، والانصراف عن هدي الله يحطِّم الحضارات، وخطورة عدم بناء الحياة على أساس هدي الله.

كما تناولت أسباب عدم اهتمام الأمَّة بالمجال العلمي، مسخ النظر عند الإنسان، آثار الثقافات المغلوطة في النظرة إلى الدين والقرآن والحياة، النظرة الصحيحة إلى القرآن الكريم في مجال بناء الأمة، القرآن الكريم كتاب هداية شاملة، هدى الله الطريق الصحيح إلى بناء الحضارات.

وأكدت الدراسة على ضرورة العودة إلى القرآن الكريم، باعتبار القرآن الكريم مفتاح كل العلوم، وقضية استخلاف الإنسان على الأرض كون ذلك مرتبطة بمظاهر الحياة، وتنمية الإنسان بهدى الله.

وتطرقت الدراسة إلى النعم المُسخَّرة للإنسان، من خلال قوله تعالى: “وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْض”، ومعنى التسخير، وضرورة فهم قيمة التسخير، ولفتت إلى أن الكون فيه أسرار كثيرة جداً، والإنسان يحتاج إلى أن يستفيد من كل شيء، من خلال التفكَّر في النعم المُسخَّرة للإنسان، بحيث أننا عندما لم نتفكَّر جهلنا كل شيء.

وأشارت الدراسة إلى المنهج الصحيح في الاستفادة من نعم الله، وتذكير الإنسان بنعمة الله عليه، وتعريف التفكَّر؟، والإشارة إلى التوفيق الإلهي، والمدارك الواسعة التي وهبها الله سبحانه وتعالى للإنسان، وتوضيح ذلك من خلال آيات لقوم يتفكرون.

كما تناولت الدراسة واقع الاختراع في الدول العربية والإسلامية، ودور الأسرة في تنشئة المخترع ورعايته، فضلاً عن دور المدرسة في اكتشاف ورعاية المخترعين، ودور المؤسسات المجتمعية في اكتشاف ورعاية المخترعين، وكذا دور الجامعات والمراكز البحثية في اكتشاف ورعاية المخترعين، وختم الفصل الأول بموضوع واقع الاختراع في اليمن.

فيما تناول الفصل الثاني عدداً من المواضيع الهامة منها: البحث العلمي في المشروع القرآني، واقع البحث العلمي دولياً وعربياً، أساسيات في بناء العنصر البشري علمياً (ترسيخ الهوية)، غياب اهتمام الأنظمة بالتأهيل والبحث العلمي، واقع البحث العلمي والمعرفة، منهجية البحث العلمي والمعرفة، أثر حمل مشروع الاستخلاف وإقامة الحق والعدل في النهضة العلمية، والحصول على الخبرات، المُبادرة والمُسارعة صفة مُهمة للمسلمين، الخبرات أصبحت منتشرة.

وتؤكد الدراسة أنه يجب على الإنسان المؤمن أن يعطي صفات التفكير والنظر حقها الذي منحها الله إياه، والتي تُعَّد من أعظم نعم الله على الإنسان، وذلك من حيث تنميتها بالذكاء والفهم والإدراك، وليس أن يعطلها ويجمدها، وبالتالي تتعطل وظيفتها الأساسية، قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.

الجدير ذكره أن الباحث الديلمي، من الباحثين المستنيرين المتميزين والمهتمين بدراسة المشروع القرآني، وله دراسات سابقة ومنشورة في هذا المجال، منها كتاب “الهيمنة الاقتصادية بعباءة التنمية”، وكتاب بعنوان “التنمية الاقتصادية في المشروع القرآني”، ودراسات وأبحاث أخرى تحت الطبع.

قد يعجبك ايضا